أثيوبيا تتمسك ببناء سد النهضة»: «لا رجوع للوراء»
أعلن مسؤول أثيوبي تمسك بلاده باستكمال مشروع سد النهضة «المثير للجدل إقليميا»، وذلك بعد ثمان وأربعين ساعة من إعلان مصر انتهاء المسار التفاوضي على خلفية فشل جولة مفاوضات في أديس أبابا يوم الثلاثاء الماضي.
انتهت جولة المباحثات الرابعة بشأن سد النهضة الإثيوبي إلى طريق مسدود، أعقبه تبادل للاتهامات بين أثيوبيا ومصر بإفشال المفاوضات الثلاثية مع السودان بشأن السد الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
مزاعم أثيوبية جديدة بشأن سد النهضة
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبي محمد العروسي، القول إن «بكل تأكيد سيسير مشروع سد النهضة كما هو مخطط له، بل وسيمتد الأمر إلى استشراف المشاريع المستقبلية والقيام بها»، زاعما أن «هذه المشاريع لا تمس بسيادة أحد».
وأضاف «نحن لن نرجع خطوة إلى الخلف، ولن نقوم بتعطيل هذا المشروع، حتى مجرد مسمار في أي حائط أو في أي مبنى في سد النهضة لن يتوقف أبدا عن الدوران حتى تحقيق الهدف الإثيوبي».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، قد اتفقا في 13 يوليو الماضي على «الانتهاء خلال 4 أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد».
كانت وزارة الري والموارد المائية في مصر قد أعلنت مساء الثلاثاء انتهاء الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، والذي عقد في أديس أبابا، "دون تحقيق أي نتائج".
وردّت الخارجية الإثيوبية على بيان مصري اتهمها بالتعنت وإفشال المفاوضات، وزعمت أديس أبابا أنها بذلت جهودا وتعاونت بشكل نشط مع دولتي المصب لحل نقاط الخلاف الرئيسية والتوصل إلى اتفاق ودي. كما ادعت إثيوبيا ما وصفته بتبني مصر عقلية من الحقبة الاستعمارية وتضع العراقيل أمام جهود التقارب، وفق رويترز.
أثيوبيا: مصر تحاول «شرعنة» تحركاتها المقبلة
وزعم المسؤول الأثيوبي أن مصر بإعلانها انتهاء مسارات التفاوض تحاول «شرعنة» تحركاتها المقبلة. وقال «أعتقد أنهم حينما أعلنوا هذه المرة انتهاء مسارات التفاوض فهم يستجدون مراحل مقبلة، ويشرعنون لتحركات يرجون القيام بها أو العودة إليها، وهذه التحركات تعتمد على التشويه الممنهج للدولة الإثيوبية عبر السلك الدبلوماسي وعبر بعض وسائل الإعلام المغرضة والتي تتعمد إثارة الفتن في المجتمعات عبر تصدير هذه المعلومات المغلوطة عن سد النهضة وعن المجتمع الأثيوبي».
ويستبعد اللواء حمدي بخيت المحلل الاستراتيجي والعسكري المصري والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، لجوء القاهرة إلى حل عسكري لقصف سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى «أن العواقب التي قد تحدث نتيجة اتخاذ أي خطوة عسكرية لها أضرار كبيرة».
الحل العسكري له عواقب وخيمة في ظل تدهور الحالة الأمنية في السودان
ويقول بخيت في تصريح سابق إلى «خليجيون»: «إن مصر استنفدت كل المحاولات السياسية أمام حالة التعنت الإثيوبي، إذ وضعت الحلول السياسية والسلمية عبر الوساطات الدولية»، لافتا إلى أن الحل العسكري له عواقب وخيمة في ظل تدهور الحالة الأمنية في السودان، ولا أحد يفكر أن هدم السد النهضة سيكون حل للمشكلة.
مشروع بمليارات الدولارات.. وتهديد لحقوق مصر
وبدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة عام 2011 في مشروع يتكلف مليارات الدولارات وتعتبره مصر تهديدا لحقوقها التاريخية في مياه النيل، بينما يخشى السودان من الأضرار البيئية والاقتصادية الناجمة عنه.
وتوقفت مفاوضات بين الدول الثلاث برعاية الاتحاد الأفريقي في أبريل 2021 بعد الإخفاق في التوصل لاتفاق، مما دعا مصر إلى اللجوء لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بالضغط على إثيوبيا.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي أن مصر حريصة على الانخراط بقوة في العملية التفاوضية الخاصة بسد النهضة «رغم استمرار الممارسات الأحادية الإثيوبية»، مشيرا إلى أن إثيوبيا لن تتمكن أبدا من فرض الأمر الواقع على بلاده.
اقرأ أيضا:
خليجيون| كيف تواجه مصر «المراوغة الإثيوبية» بملف سد النهضة؟
سد النهضة يترقب «الدخان الأبيض» لمفاوضات أديس أبابا
«خليجيون» خاص| إحباط مصري يرافق مفاوضات غير معلنة حول سد النهضة