«خليجيون».. خاص| شبح «داعش» يلاحق ليبيا بعد 7 سنوات من تحرير سرت
رأى محللون ليبيون لـ«خليجيون» خطر تنظيم «داعش» ما يزال قائما في ليبيا، بعد مرور 7 سنوات على تحرير مدينة سرت الليبية من عناصر داعش فيما عرفت بعملية «البنيان المرصوص».
ويوم الأربعاء، أصدرت محكمة ليبية حكما بالسجن المؤبد ضد أحد عناصر «داعش»، قالت إنه «اعتمد العنف والعمل المسلح في مدينة درنة وما جاورها»، وفق بيان صدر عن مكتب النائب العام الليبي. وتزامن هذا الحكم مع ذكرى إعلان فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي السابق تحرير مدينة سرت من التنظيم في ديسمبر 2016.
بعد سرت.. تحرير درنة من داعش
وبعد أقل من عامين من تحرير سرت، كان إعلان قائد قوات القيادة العامة الليبية، خليفة حفتر، سيطرة قواته المعروفة باسم «الجيش الوطني الليبي» على مدينة درنة الساحلية بشكل كامل، في عملية استمرت 6 أسابيع بعد أن كانت المدينة تحت سيطرة عدد من التنظيمات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، وأُعلنت أول إمارة تابعة لتنظيم «داعش» في ليبيا وأفريقيا.
ولم يستبعد المحلل السياسي والعسكري الليبي محمد الترهوني، «استمرار وجود عناصر كامنة تابعة لـ(داعش) في ليبيا»، ويلحظ في تصريح إلى «خليجيون» «ظهور بعض هذه العناصر في مصراتة وصبراتة (غرب البلاد) بعد إختفاهم من مدينة سرت». متوقعا أن «يستمر هذا الخطر قائم مع عدم تجفيف منابع التمويل، ولا نستبعد وجودهم».
وسبق أن أقر تنظيم «داعش» بضعف نشاطه الإرهابي في الأراضي الليبية خلال العام 2022 بعدما نشر حصيلة عملياته الإجرامية في العالم والتي وقع ما يقارب نصفها في أفريقيا، مدعيا عبر إحدى وكالاته الدعائية تنفيذه 2058 هجوما خلال العام 2022 في 22 دولة، ومع ذلك كان لـ«داعش» وجود ضئيل في ليبيا وبنين وأوغندا باعترافه، حيث نفذ إجمالا ست هجمات، أسفرت عن مقتل أو إصابة 19 شخصا، وفق وكالة الأنباء الأفريقية ومقرها السنغال.
لكن تقريرا صادرا وزارة الخارجية الأميركية في مطلع ديسمبر الجاري، صنف ليبيا من بين 8 دول تمثل ما توصف بـ«ملاذات آمنة للإرهاب».
ورجح الترهوني في تصريح إلى «خليجيون» «وجود تعاون بين أطراف عسكرية في غرب وشرق البلاد لمكافحة داعش»، مذكرا «بالدعم الذي قدمته قوات القيادة العامة لتحرير سرت في العام 2016 ضمن ما عرفت بعملية البنيان المرصوص»، معتبرا أن «تعاون القيادة العامة مع كل طرف يقدم يد العون وتتوفر فيه حسن النية هو أمر لا اختيار فيه».
تأثيرات توسع داعش في مالي
ومع استمرار الانقسام السياسي والعسكري والأمني في البلاد، لا يخفي محللون ليبيون من تأثيرات توسع داعش في مالي في أقل من عام، فيما يستفيد منافسوهم المرتبطون بتنظيم القاعدة من حالة الجمود والضعف الملحوظ للجماعات المسلحة التي وقعت اتفاق سلام عام 2015، حسبما قال خبراء الأمم المتحدة.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة د.. يوسف الفارسي، في تصريح إلى «خليجيون» إن «خطر داعش يحاصر ليبيا عبر حدود الجنوبية»، موضحا أن «ليبيا دولة حدود مترامية، وتواجه مخاطر الحرب في السودان، علاوة على تواجد عناصر التنظيم في مالي والتي تنتقل إلى ليبيا عبر تشاد والنيجر».
وفي أغسطس الماضي أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، القبض على مخطط وقائد عملية تفجير مقرات وزارة الخارجية والمفوضية العليا للانتخابات والمؤسسة الوطنية للنفط، وقال ما يعرف بـ«جهاز الردع» إن القيادي في تنظيم داعش طارق أنور عبد الله الملّقب بـ«أبو عيسى» هو المتهم بالضلوع في تخطيط وتنفيذ هذه العمليات.
اقرأ المزيد:
الانقسامات تلاحق المعارضة المصرية بعد انتخابات الرئاسة