القيادي الفلسطيني حسين الشيخ في أبوظبي: عبد الله بن زايد يتحدث عن «تطرف» و«عنف متصاعد»
قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، اليوم الخميس إن «التطرف والتوتر والعنف المتصاعد أوصل المنطقة إلى حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار»، وذلك وفق بيان رسمي عقب لقائه أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في أبوظبي.
ولم يحدد بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، نشرته عبر حسابها بمنصة «إكس» باللغة الإنجليزية مصدر هذا التطرف والعنف.
وجاءت مباحثات عبد الله بن زايد مع القيادي بمنظمة التحرير بعد أيام من تصريحات الأخير، (وهو مرشح بقوة لخلافة الرئيس الفلسطيني) طالب فيها جميع فصائل المقاومة إجراء ما وصفه بـ«تقييم وطني شامل لكل ما جرى»، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.
عبدالله بن زايد يلتقي حسين الشيخ ويبحثان الأوضاع الإنسانية في غزة.
أبوظبي في 21 ديسمبر 2023
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
جرى خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي بحث التطورات التي تشهدها منطقة… pic.twitter.com/l29wREgWgy
— OFM (@OFMUAE) December 21, 2023
وحسب بيان الخارجية الإماراتي، فقد «ركز الاجتماع على الجهود الدولية المستمرة الرامية إلى التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين».
ونقل البيان الإماراتي تأكيد «الجانبين على الحاجة الماسة لتدفق منتظم وموثوق للإمدادات الأساسية لشعب غزة لتلبية احتياجاتهم الفورية وتحسين الوضع الإنساني. ظروفهم المعيشية».
وأشار عبد الله بن زايد إلى «أهمية تضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار والتركيز على تعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجات سكان غزة»، مشددا على «الأهمية الملحة لإعطاء الأولوية للمفاوضات نحو إطار اتفاق سلام على أساس الدولتين يفضي إلى إرساء الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة، والحد من تزايد عدم الاستقرار والعنف الذي يغذيه التطرف».
وأكد «التزام دولة الإمارات الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، والعمل بشكل فاعل مع المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية والقدس».
تصريح الشيخ فجر موجة غضب
وأثارت تصريحات صدرت مؤخرا عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، موجة غضب واسعة إذ طالب القيادي الفلسطيني جميع فصائل المقاومة إجراء ما وصفه بـ«تقييم وطني شامل لكل ما جرى»، وذلك بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.
ولا يحظى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويرجع ذلك جزئيا إلى دوره في الاتصال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي المحتل، فيما تمنحه استطلاعات الرأي تأييدا بنحو 3%.
ونقلت وكالة رويترز عن حسين الشيخ القول: «لا أحد فوق المحاسبة والمساءلة، وأن المنظمة أكدت لحماس ضرورة أن يكون هناك اتفاق على شكل النضال»، مؤكدا أن المنظمة هي المرجعية الوحيدة للشعب الفلسطيني.
وزعم حسين الشيخ قائلا: «لا يجوز للبعض أن يعتقد أن طريقته وأسلوبه في إدارة الصراع مع إسرائيل كانت الأمثل والأفضل»، مضيفا أنه «بعد سقوط هذا العدد من الضحايا، وبعد كل ما حدث ألا يستحق كل ذلك وكل ما يجري أن نجري تقييما جادا وصادقا ومسئولا لنحمي شعبنا ونحمي قضيتنا؟». واعتبرت «رويترز»، أن الشيخ كان يشير في هذه التصريحات إلى حماس، التي خاضت 5 حروب ضد إسرائيل منذ عام 2008.
ويرى البعض أن الشيخ خليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهذه التصريحات هي المرة الأولى التي يتحدث فيها قيادي كبير في منظمة التحرير الفلسطينية علنا عن تكتيكات حماس منذ عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي.
كيف علقت الفصائل الفلسطينية على تصريحات حسين الشيخ؟
وتعليقا على تصريحات حسين الشيخ، قال سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، إن الشيخ يقف إلى جانب الإدارة المدنية الإسرائيلية، وإن هجومه على المقاومة الفلسطينية ليس مفاجئا.
كما انتقد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي تلك التصريحات، إذ قال في تصريحات متلفزة «أنصح حسين الشيخ بأن يسمع رأي الشارع ومن يحتاج إلى تقييم هو موقف السلطة وسلوك السلطة خلال الفترة الماضية». وصرح بأن سلوك السلطة فلسطينية سلبي شعر به كل الناس وعبروا عن استيائهم منه. وأضاف مصطفى البرغوثي بأن أوسلو جلب الاستيطان والاعتراف بإسرائيل دون أن تعترف بالسلطة وقسّم الضفة، مشيرا إلى أنه يستغرب ممن يتحدثون عن اتفاق أوسلو اليوم.
وفي يونيو العام الماضي، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تكليف حسين الشيخ بمهام أمين سر اللجنة، خلفا لصائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، بعد وفاته في العاشر من وفمبر من العام 2020 اثر اصابته بكوفيد-19.
وانتخب الشيخ عضوا في اللجنة التنفيذية مطلع العام 2022، إذ يعتبر من المقربين للرئيس محمود عباس وكان متوقعا ان انتخابه سيمهد لتوليه الملف الذي حمله صائب عريقات لسنوات طويلة.