أميركا تجمع 20 حارسًا لـ«أمن البحر الأحمر»
نجحت الولايات المتحدة الأميركية في انتزاع موافقة 20 دولة للانضمام إلى تحالف جديدة تشكله لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر جراء هجمات تشنها جماعة الحوثيين في اليمن ضد السفن التجارية، ردًا على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
التحالف الجديد الذي يحمل اسم «حارس الازدهار» سيطر على مجمل الأخبار الواردة من الدول الغربية، وسط تباين التوقعات بشأن نجاحه في منع هجمات الجماعة اليمنية، خاصة بعد إعلان شركات شحن كبرى تحويل مسارها بعيدًا عن باب المندب.
ثمانية على الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود، ترفض الكشف عن مشاركتها علنًا
الحساسيات السياسية تجاه «حارس الازدهار»
ورغم إعلان «البنتاغون» عن تجاوز عدد الدول المنضمة جاوز العشرين دولة، فإن وكالة «فرانس برس» تشير إلى أن أن ثمانية على الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود، ترفض الكشف عن مشاركتها علنًا، في إشارة إلى الحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوترات الإقليمية نتيجة الحرب بين إسرائيل وحماس.
ويقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال باتريك رايدر، إن العدد قابل للزيادة خلال الأيام المقبلة.
وأطلق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأسبوع الماضي، عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون على السفن.
طبيعة المشاركة في متعددة الجنسيات
وعن طبيعة المشاركة في التحالف متعدد الجنسيات، ترك رايدر الباب مفتوحًا أمام مشاركة كل دولة بقدر استطاعتها، معتبرًا أنها عملية «تحالف الراغبين»، مضيفًا في مؤتمر صحفي: «في بعض الحالات سيشمل ذلك سفنا. وفي حالات أخرى قد يشمل أفرادا أو أنواعا أخرى من الدعم».
«البنتاغون» ترك الباب مفتوحًا أمام مشاركة كل دولة بقدر استطاعتها معتبرًا أنها عملية «تحالف الراغبين»
وردًا على هجوم عنيف تواصل قوات الاحتلال شنه على قطاع غزة، أسفر عن أكثر من 20 ألف شهيد، أطلق الحوثيون وحزب الله اللبناني صواريخ على إسرائيل منذ السابع من.
وبالتزامن مع ذلك، كثف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وهددوا باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، وحذروا شركات الشحن من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
خسائر باهظة
وألقت تلك الهجمات بظلال وخيمة على حركة التجارة العالمية المارة عبر مضيق باب المندب، قبالة السواحل اليمنية، حيث تعطل طريق تجاري رئيسي يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وهو ما تسبب في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد.
أمّا مصر المهتمة بأمن البحر الأحمر لم يصدر عنها أي موقف رسمي بشأن التحالف البحري الجديد، ولم يتسن لـ«خليجيون» الحصول على تقييم رسمي في هذا الصدد، لكن خبراء مصريون تحدثوا عن متابعة دقيقة من القاهرة للتحركات الجديدة.
وسبق أن تباينت آراء الخبراء في تصريحات إلى «خليجيون» حول جدوى العملية الأمنية الأميركية، حيث يستبعد المحلل المصري أحمد خزيم جدوى الخطوة الأميركية، بالنظر إلى أن «خبرة جماعة الحوثي القتالية»، حيث يتحصنون في الجبال ويستهدفون السفن بالصواريخ، فضلا عن امتلاكهم لأسلحة بعيدة المدى. لكن الخبير النفطي جمال القليوبي، اعتبر أن المواجهة العسكرية تبقي مطلبا ملحًا وتتماشي مع اتفاقيات دولية واضحة تحمي وتحصن قيد «مرور الناقلات» وللسفن التجارية في المضايق والممرات.