السيسي رجل التحديات الصعبة
قبل أسابيع كتبت مقالا تحت عنوان «لماذا عبد الفتاح السيسي؟»، تحدثت فيه صراحة عن كامل دعمي لهذا الرجل رئيسا لمصر، وهو الأمر الذي تحقق بفضل الله.
ولقد جاءت نتائج مشاركة الناخبين وإجمالي الأصوات الصحيحة التي حصل عليها الرئيس السيسي، لتعكس وعي المصريين وثقتهم في القائد الذي تولى أمور البلاد في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية أكثر من صعبة.
وحسب ما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات كانت نسبة المشاركة تاريخية، وصلت إلى أكثر من 66% قياسا إلى عدد المقيدين في جداول الانتخابات، وحصل المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على 39702451 صوتا بنسبة 89.6%.
وقبل الخوض في المزيد من الحديث عن الأوضاع المصرية قبل تولي الرئيس السيسي، يطيب لي أن أتقدم إلى سيادته بوافر التهنئات والتبريكات، لفوزه بولاية ثالثة لحكم البلاد، سائلا المولى -عز وجل- أن يسدد خطاه وأن ينفع به وطنه وشعبه الكريم.
سبق أن تحدثت عن أنني التقيت الرئيس السيسي لأكثر من مرة، قبل توليه الحكم وبعد أن أصبح رئيسا، وعلى المستوى الإنساني والخلقي فهذا الرجل يشهد الله أنه يتمتع بدماثة الخلق ورحابة الصدر، كما أنه رجل مخلص لعروبته ودينه.
فإذا نظرت إلى ما قدم إلى القضية الفلسطينية بشكل عام، وخصوصا إلى غزة عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي، ستجد أن مصر بقيادة السيسي قدمت ما لم تقدمه دولة أخرى
وربما تشهد الأيام الماضية على ما أقول، فإذا نظرت إلى ما قدم إلى القضية الفلسطينية بشكل عام، وخصوصا إلى غزة عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي، ستجد أن مصر بقيادة السيسي قدمت ما لم تقدمه دولة أخرى، وحتى على مستوى صيانة القضية الفلسطينية وحمايتها، فلقد كان موقفه مشرفا بالوقوف أمام دول كبرى أرادت تصفية القضية بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.
وهنا أرى أن التحديات الاقتصادية من أبرز القضايا التي تواجهها الحكومة المصرية في الفترة المقبلة. لكنني على درجة كبيرة من اليقين بأن فخامة الرئيس السيسي سيعمل على استدامة التحسينات التي تم إحرازها في الاقتصاد، وتعزيز الاستثمارات وخلق فرص العمل للشباب.
وكذلك سو يسعى لتنويع قاعدة الاقتصاد وتطوير الصناعات التحويلية وتعزيز التجارة الخارجية لتحقيق النمو المستدام وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
ومع ذلك تمكنت مصر في السنوات الأخيرة من التعامل بحكمة ما جنبها كثيرا من المخاطر
يأتي ذلك بينما العالم يمر بظروف اقتصادية صعبة في السنوات الأخيرة، سواء بسبب الحروب خصوصا الحرب الروسية الأوكرانية، أو بسبب الأوبئة والأمراض التي اجتاحت العالم، وتحديدا فيروس كورونا الذي التهم كل التقدم الاقتصادي الذي أحرزته بلدان العالم، بل وقوض الجهود الرامية إلى تعزيز المكتسبات الاقتصادية هنا وهناك، ومع ذلك تمكنت مصر في السنوات الأخيرة من التعامل بحكمة ما جنبها كثيرا من المخاطر.
بل أزيدكم من الشعر بيتا، إذ لم أجد دولة واحدة في العالم تمكنت من بناء هذه المدن والمنشآت والبنى التحتية ومشاريع النقل، مثلما رأيت في مصر.. .وهو الأمر الذي يعكس قدرة الرئيس السيسي على قيادة وطنه بشكل مبهر، فقد يظن البعض أنه رجل عسكري فقط، لكن التجربة والسنوات الفائتة برهنت بصدق على أنه رجل دولة وسياسي من طراز فريد، بل ورجل اقتصاد قلما تجده في عالمنا المعاصر.
اقرأ أيضا:
من الناحية السياسية، يجب أن يواصل الرئيس السيسي جهوده في تعزيز الديمقراطية وتعزيز دور المؤسسات السياسية المصرية. يجب أن يعمل على تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتوفير بيئة سياسية تشجع على التعايش والحوار المثمر. يتعين عليه أيضا مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان استقرار البلاد وسلامة المواطنين.
أعتقد أن الرئيس السيسي لديه القدرة على مواصلة جهوده في تعزيز التعاون والتفاهم مع الدول الأخرى. وإنه حتما سيعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الشقيقة والصديقة
وعلى صعيد العلاقات الخارجية، أعتقد أن الرئيس السيسي لديه القدرة على مواصلة جهوده في تعزيز التعاون والتفاهم مع الدول الأخرى. وإنه حتما سيعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز دور مصر في الشرق الأوسط والمحافظة على مكانتها الإقليمية والدولية.
فمن وقت لآخر يخرج علينا أحدهم ليشكك في مكانة مصر، لكن سرعان ما تثبت مصر أنها الرقم الأهم في كل معادلات المنطقة، تماما مثلما رأينا بأعيننا في مسألة الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للإفراج عن الأسرى وكذلك إقرار الهدنة.
صدقا أنا واثق من أن الرئيس السيسي يمتلك القدرات والرؤية اللازمة لمواجهة هذه التحديات. إنه رجل حكيم وقائد قوي، ولديه التزام شديد بمستقبل مصر. من خلال سياسته الحكيمة وقراراته الشجاعة، أعتقد أنه سينجح في قيادة السفينة المصرية إلى بر الأمان وتحقيق تطلعات الشعب المصري في الاستقرار والازدهار.
في الختام، أهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي مرة أخرى على فوزه في الانتخابات الرئاسية، وأعرب عن ثقتي الكاملة في قدرته على التصدي للتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخارجية. وأتطلع إلى مستقبل مصر المشرق تحت قيادته، وأتمنى له التوفيق في جهوده لتحقيق رغبات وطموحات الشعب المصري.