كيف استقبل عباس وحماس قرار مجلس الأمن بشأن المساعدات؟
بدا التباين واضحا في موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من قرار مجلس الأمن الداعي لتوسيع دخول المساعدات لغزة خطوة، ففي حين وصفت حركة حماس بأنه «خطوة غير كافية ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية»، فإن وزارة الخارجية التابعة للسلطة اعتبرته «خطوة في الاتجاه الصحيح رغم تأخرها نحو إنهاء العدوان وتأمين وصول المساعدات».
ووافق مجلس الأمن على قرارلزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة «لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية»، وذلك بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق ومحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو).
أميركا امتنعت عن التصويت
ووسط غضب عالمي إزاء ارتفاع عدد الشهداء في غزة على مدى 11 أسبوعا من العدوان على غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح للمجلس المكون من 15 عضوا بتبني قرار صاغته الإمارات العربية المتحدة. وصوت بقية أعضاء المجلس لصالح القرار باستثناء روسيا التي امتنعت هي الأخرى عن التصويت.
من جهتها قالت حماس في بيان إن «الإدارة الأميركية عملت خلال الخمسة أيام الماضية جاهدة على تفريغ هذا القرار من جوهره.. .متحدّية إرادة المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني الأعزل».
بدورها، قالت وزارة الخارجية التابعة للسلطة الفلسطينية إن «اعتماد قرار في مجلس الأمن حول إيصال المساعدات لغزة، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم تأخرها، من أجل الوصول إلى وقف العدوان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، والتجويع والحرمان من سبل الحياة التي تمارسها آلة القتل الإسرائيلية بشكل يومي ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة». وأثنت في بيان لها، مساء اليوم الجمعة، على الجهود الدؤوبة للدول الشقيقة والصديقة من أجل تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين، ووقف العدوان، وإطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات كافة الى أبناء شعبنا، ورفض التهجير القسري.
وبعد مفاوضات رفيعة المستوى لكسب تأييد واشنطن، لم يعد القرار يخفف من رقابة إسرائيل على جميع المساعدات التي يتم تسليمها إلى 2.3 مليون شخص في غزة. وتراقب سلطات الاحتلال وصول المساعدات المحدودة إلى غزة عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
إحباط في مجلس الأمن
لكن تخفيف صياغة القرار فيما يتعلق ما يوصف بـ«وقف الأعمال العدائية» أحبط عددا من أعضاء المجلس، ومنهم روسيا التي تتمتع بحق النقض، والدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال دبلوماسيون لوكالة رويترز إن بعض الدول اعتبرت ذلك التخفيف موافقة للاحتلال على مزيد من العدوان.
ويدعو القرار الذي تم تبنيه إلى «اتخاذ خطوات عاجلة للسماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وواسع النطاق وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية". وكانت المسودة الأولى تدعو إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية» للسماح بوصول المساعدات.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للمجلس قبل التصويت «التوقيع على هذا (القرار) سيمنح الجيش الإسرائيلي الحركة الكاملة لمزيد من التدمير في قطاع غزة».
واقترحت روسيا تعديل المسودة للعودة إلى النص الأول الذي دعا إلى «وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية» لكن الولايات المتحدة اعترضت على التعديل. وحصل القرار على 10 أصوات مؤيدة في حين امتنع أربعة أعضاء عن التصويت.
اقرأ المزيد:
«خرق تاريخي للإمارات».. مستشار محمد بن زايد يعلق على قرار مجلس الأمن
دون «وقف إطلاق النار».. مجلس الأمن يوافق على «تسريع المساعدات إلى غزة»