«خليجيون» خاص| «الضيف».. شبح غزة الذي تبحث عنه إسرائيل
«هذا يومكم لتفهموا العدو أن زمنه قد انتهى».. كلمات خرجت بصوت واضح وصورة مظللة، ليعلن من خلالها محمد الضيف (أبو خالد) القائد العام لـ«كتائب القسام»، الجناح المسلح لـ«حماس» بدء عملية «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل.
وفي اليومين الماضيين، احتدم نقاش وسائل إعلام إسرائيلية في تغطيتها للحرب على قطاع غزة على «محمد الضيف» القائد العام لـكتائب عز الدين القسام، والذي وصفه بعض المحللين بأنه شبح غزة الذي لا يعرف عنه أحد أية معلومات سواء الإسرائيليين أو الفلسطينيين أنفسهم.
وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية كشفت، الثلاثاء الماضي، أن جيش الاحتلال تمكن أثناء العملية العسكرية في قطاع غزة من الحصول على مواد استخباراتية، من ضمنها مقاطع فيديو تظهر قائد «القسام» وهو بصحة جيدة.
صورة وحيدة
والضيف من مواليد 1965، وله صورة متداولة منذ سنوات تشبه صورة بطاقته الشخصية أو صوره عندما كان في سجون الاحتلال.
وهناك صورتين للضيف، إحداهما وهو ملثم، والأخرى لظله، في ظل امتلاك إسرائيل فيه جهاز استخبارات تزعم أنه الأقوى عالميا.
وفي التسعينيات، خرجت تقارير صحفية تقول إن «الضيف كان المسؤول عن تدبير مهام قتل ضد الإسرائيليين آنذاك».
وقضى محمد الضيف 16 شهراً في سجون الاحتلال الإسرائيلي دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ«حماس».
فقد ذراعه
وفي عام 2014، يعتقد أن الضيف فقد ذراعه وساقه في غارة جوية إسرائيلية استهدفته وقتلت زوجته وابنته، لكن التقارير الإسرائيلية الحديثة تزعم أنه يسير على قدميه وبصحة جيدة.
الشبح
مسؤول الاستخبارات المصري الأسبق اللواء محمد رشاد، يرى أن «المخابرات الإسرائيلية تواصل البحث عن محمد الضيف لاغتياله باعتباره على رأس الأهداف المطلوب تصفيتها، خاصة تلك الفترة التي لاقت فيها قوات الاحتلال ويلات من حرب الشوارع بتخطيط من الضيف نفسه».
خبير استخباراتي: الضيف حتى الآن شبح غير معلوم الوجه أو الملامح، وهناك شكوك في إعلان إسرائيل العثور على فيديو عن محمد الضيف
ويقول رشاد في تصريح إلى «خليجيون»: «الضيف حتى الآن شبح غير معلوم الوجه أو الملامح، وهناك شكوك في إعلان إسرائيل العثور على فيديو عن محمد الضيف، فالأمر ليس بتلك السهولة مع شخص يعد العقل المدبر لتلك العلميات التي عانى منها الجيش الإسرائيلي داخل غزة».
لم يتلقى عزاء أمه
ولم يكن الضيف مع قيادات «حماس» في جنازة والدته التي توفيت في 2011، وبررت حماس حينها أن غيابه لدواعي أمنية، لكنه حضر بزي مسن ومتخفي، بحسب تقارير.
أصبح أسطورة
ويقول الدكتور سامح عباس، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، بجامعة السويس، إن الإعلام الإسرائيلي خلق أساطير (فانتازيا) حول محمد الضيف، لافتًا إلى أن هناك تقارير تناولت مواصفاته الشخصية وقالت إنه أعرج أحيانا، ثم بعد ذلك نفت تلك المواصفات، وقالت إنه يسير بشكل طبيعي، دون الوصول إلى معلومات مؤكدة.
ويضيف عباس، في تصريح إلى «خليجيون»: «نجاح الضيف يكمن في التخطيط للعمليات النوعية التي تنفذها عناصر المقاومة، فضلاً عن حالة التخفي التي حيرت جهاز الموساد وعملائه من الأجهزة الفلسطينية المختلفة وغيرهم داخل وخارج القطاع».
والضيف اسمه الحقيقي، محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته الضيف، ولد لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، ويعرف عنه بأنه يحب التمثيل والمسرح، كما أنه لا يلجأ إلا للظهور عبر تسجيلات صوتية من حين لآخر.
وحول إمكانية اغتيال الضيف أو اعتقاله، علق أستاذ الدراسات الإسرائيلية، قائلا: «من الصعب التعرف عليه فكيف سيتم اعتقاله، لا سيما أن الضيف إذا خرج في شوارع غزة قد لا يتعرف عليه أحد لغيابه عن الأنظار سنوات طويلة».
محاولات اغتيال فاشلة
وفي حرب مايو 2021، والتي استمرت 11 يوماً فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال الضيف مرتين، بعد أن حاول الوصول إليه سواء بقصف مناطق متفرقة في غزة.