«خليجيون».. خاص| اليمنيون أمام لغز «السلام الدائم» بعد إعلان غروندبرغ
تخيم أجواء الترقب حيال اتفاق أولي لوفق إطلاق النار توصلت إليه الأطراف المتصارعة في اليمن برعاية أممية في وقت سابق السبت، وفيما تنعقد رهانات على أن يقود هذا الاتفاق إلى إنهاء صراع تكبد اليمن فاتورته لسنوات، إلا أن خبرة اليمنيين مع اتفاقات سابقة تضع هذا التفاهم محل تساؤلات.
ويقول المحلل السياسي اليمني لطفي نعمان في تصريح إلى «خليجيون»: إن الاتفاق النهائي بين الأطراف اليمنية المتصارعة لم يجر توقيعه بعد»، مبينا أن «ما أعلنه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ -الذي سيحسب له نجاح مهمته- هو التزام مبدئي من طرفي الصراع ممثلين برئيس مجلس القيادة الرئاسي وكبير مفاوضي جماعة أنصار الله».
ويضيف نعمان «من يعرف رصيد اليمنيين في تنفيذ اتفاقياتهم السابقة قد يراوده القلق على مصير الاتفاق المرتقب، خصوصا عدم احترام أزمنة المهام المحددة والواضحة، ليكون (اليوم بألف سنة مما تعدون)».
ماذا يحمل اتفاق الأطراف المتصارعة في اليمن؟
ويتضمن الاتفاق إجراءات لتحسين الظروف المعيشية والاستعداد لاستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، وفق المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ. وحسب «غروندبرغ» فإن الأطراف المتحاربة في اليمن التزمت بوقف جديد لإطلاق النار والانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة كجزء من خريطة طريق لإنهاء الحرب. كما تشمل خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة «دفع جميع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز التي يحاصرها المسلحون، وأجزاء أخرى من اليمن، واستئناف صادرات النفط».
ويقول نعمان يقول لـ«خليجيون» «عمليا فإن المواجهات العسكرية خفت حدتها عن ذي قبل، وما يجري بمثابة تحصيل حاصل».
وجاء إعلان «غروندبرغ» عقب اجتماعات أجراها في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان مع رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ومحمد عبد السلام رئيس فريق التفاوض التابع لجماعة الحوثي. ويمثّل أحدث محاولة لإنهاء حرب مستمرة منذ تسع سنوات أودت بحياة الآلاف وجعلت 80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتسبّبت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأدى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة والذي دخل حيّز التنفيذ في أبريل 2022، إلى انخفاض ملحوظ في الأعمال العدائية، وانتهت الهدنة في أكتوبر من العام الماضي، غير أنّ القتال لا يزال معلّقاً إلى حدّ كبير، فيما اكتسبت مبادرات السلام زخما بعد أن وافقت السعودية وإيران هلى إحياء العلاقات في اتفاق توسطت فيه الصين.
وفي حين يتوقع محللون غربيون أن يشكل الوقف الدائم لإطلاق النار في اليمن «علامة فارقة في إحلال الاستقرار في الشرق الأوسط»، فإن المحلل السياسي اليمني لطفي نعمان يقول لـ«خليجيون» «لا يفقد المرء تفاؤله في أن هذه الالتزامات، مهما اعترضتها من معوقات أو تطورات إقليمية أخرت الإعلان عنها، إلا أنها قد تبدأ تخفيف معاناة المواطنين الأبرياء لتيسير أمورهم الحياتية، وتلبية احتياجاتهم الضرورية، بما يمهد سبيل بناء السلام لليمن».
وفي وقت سابق من شهر ديسمبر الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي تعليق توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة قوات الحوثي بسبب نقص التمويل وعدم التوصل إلى اتفاق مع الجماعة، وأثار هذا القرار مخاوف بشأن تصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن.
اقرأ المزيد:
تصعيد ومفاوضات.. ما تأثير هجمات الحوثي البحرية على عملية السلام في اليمن؟
اليمن.. هل تردع عقوبات واشنطن الحوثي في باب المندب؟
«الأغذية العالمي» يعلق نشاطه في المناطق الخاضعة للحوثيين باليمن