أسبانيا تثقب مركب «حارس الازدهار» الأميركي في باب المندب
باتت إسبانيا أول دولة تقفز من مركب ما يسمى التحالف الدولي لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، الذي أطلقته الولايات المتحدة في مواجهة هجمات قوات الحوثي في اليمن، وهو القرار الذي جاء بعد وقت قصير من مكالمة هاتفية الجمعة الماضية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وفي حين تقول الحكومة اليسارية الإسبانية، وفق بيان لوزارة الدفاع، إنها لن تشارك في هذه المهمة، إلا أنّها لن تعارض مشاركة الدول الأوروبية الأخرى في إطار مهمّة محدّدة.
وأطلقت واشنطن الأسبوع الماضي ما تعرف بعملية «حارس الازدهار» التي تجمع بالإضافة إلى الولايات المتحدة، عدة دول تشمل المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، لكن بعد عدّة أيام من التأخير، أوضحت بيان لوزارة الدفاع نُشر مساء أمس السبت، أنّها تعارض توسيع مهمّة عملية «أتالانت» الأوروبية التي تكافح القرصنة في المحيط الهندي منذ العام 2008.
ماذا قالت مدريد عن التحالف الأميركي ضد الحوثي؟
مدريد بررت موقفها بأنّ استئناف أعمال القرصنة مؤخراً في المنطقة «يتطلّب أقصى قدر من الاستثمار» في هذه المهمّة، مشدّدة في الوقت نفسه على أنّ «طبيعة وأهداف مهمّة أتالانت لا علاقة لها بما نهدف إلى تحقيقه في البحر الأحمر». ومن هذا المنطلق، اعتبرت حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز أنّه «لا غنى عن» إنشاء مهمة جديدة ومحدّدة مخصّصة لحماية حركة الملاحة البحرية التجارية في البحر الأحمر. وأكدت الوزارة، وفق «وكالة فرانس برس» أنّ هذه البعثة الخاصّة يجب أن يكون لها «نطاق عملها، ووسائلها وأهدافها الخاصة التي تحدّدها الهيئات المختصّة في الاتحاد الأوروبي»، مضيفة أنّ «إسبانيا لا تعارض بأيّ حال من الأحوال إنشاء هذه البعثة».
Los hombres y mujeres de las Fuerzas Armadas y la Guardia Civil desplegados en el exterior hacéis real el compromiso de España con la paz y la estabilidad mundial.
En nombre del Gobierno, y de todos los españoles y españolas, nuestro reconocimiento y gratitud.
Os deseo unas… pic.twitter.com/X7blMUhxto
— Pedro Sánchez (@sanchezcastejon) December 24, 2023
وبدا التناقض واضحا في المواقف بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسبانية، إذ تحدث بيان البيت الأبيض عن أنّ المحادثة بين بايدن وسانشيز ركّزت بشكل خاص على «إدانة الهجمات الحالية التي يشنّها الحوثيون ضد السفن التجارية في البحر الأحمر»، إلا أن هذا الموضوع لم تذكره الحكومة الإسبانية عندما تطرّقت إلى هذه المكالمة الهاتفية.
وفي حين رجحت صحف إسبانية اليوم الأحد، بأنّ رفض مدريد المشاركة في هذه المهمة ربما يرجع إلى أسباب سياسية داخلي، إلا أن زعيمة تحالف «سومر» (تجمع) اليساري المتطرف، المعادي للسياسة الخارجية الأميركية، يولاندا دياز، انتقدت سرعة الدول الغربية في التحرك لحماية التجارة البحرية الدولية «نفاقاً كبيراً»، وأضافت دياز التي تشغل أيضاً منصب نائبة رئيس الحكومة أنّ الأمر يتناقض مع عجزها عن حماية السكان المدنيين في غزة من القصف الإسرائيلي.
«حارس الازدهار» دون الإسبان
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن الإثنين الماضي في واشنطن عن إنشاء هذا التحالف العسكري في البحر الأحمر باسم «حارس الازدهار» وبقيادة الولايات المتحدة. وأشار أوستن إلى أنّ عشر دول ستشارك في هذا التحالف، من بينها إسبانيا. غير أنّ موقع «إل كوفيدنسيال» وصحيفة «إل بايس»، أشارا إلى أنّ هذا الإعلان أثار استياء الحكومة الإسبانية التي لم تتم استشارتها مسبقاً. وفي السياق، حذرت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية بيلار أليغريا من أنّ مدريد لن تشارك «أبداً في عملية (بطريقة) أحادية الجانب»، وستمارس «أقصى درجات الحذر».
ويشكل إنشاء هذا التحالف مصدر توتر إضافي في العلاقات بين مدريد وواشنطن التي اهتزت مؤخراً بسبب قضية تجسّس. وقامت إسبانيا بطرد جاسوسين أميركيين كانا قد اخترقا أجهزة الاستخبارات الإسبانية من خلال تجنيد اثنين من عملاء مركز الاستخبارات الوطني (CNI). مع ذلك، أكدت وزارة الدفاع في بيانها أنّ «إسبانيا كانت وستبقى دائماً حليفاً جاداً وموثوقاً» للمهمات العسكرية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، «كما يثبت ثلاثة آلاف رجل وامرأة من القوات المسلّحة الإسبانية» يشاركون في بعثات سلام حاليا.
اقرأ أيضا: