جريمة حرب «مزدوجة» في غزة.. والاحتلال يحصى قتلى جنوده (فيديو)
ما تزال آلة العدوان الإسرائيلة تحصد مزيدا من الأرواح في قطاع غزة، مرتكبة «جريمة حرب مزدوجة» تتمثل في إجبار المدنيين على التهجير القسري من منازلهم وقصفهم، في المقابل أعلنت المقاومة الفلسطينية مقتل 48 جنديا إسرائيليا وإصابة العشرات خلال الأيام الأربعة الماضية، بينما لم يُعلن حتى الآن إحراز تقدم يذكر في جهود دبلوماسية منفصلة تتوسط خلالها مصر وقطر من أجل التوصل إلى هدنة جديدة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة،
وفي استمرار لجرائم الحرب الإسرائيلية، جاء إعلان وزارة الصحة في غزة أمس الأحد استشهاد 166 وإصابة 384 في قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي بالقطاع إلى 20424 قتيلا و54036 مصابا منذ السابع من أكتوبر.
واستهدف القصف الإسرائيلي أمس خان يونس بجنوب القطاع، مما أدى لسقوط شهداء وجرحى حسبما ذكر تلفزيون فلسطين الذي أورد أيضا أن 40 شخصا قتلوا وأصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا بالمنطقة الوسطى من قطاع غزة أمس.
أما أحدث غارة عدوانية إسرائيلية فقد أصابت عدة منازل في مخيم المغازي للاجئين بوسط غزة، مما أسفر عن استشهاد 78 فلسطينيا معظمهم نساء وأطفال، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقطعا مصورا للمصابين وهم ينقلون إلى المستشفيات. وقال إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف الطرق الرئيسية بين وسط غزة وتعرقل مرور سيارات الإسعاف والطوارئ.
تضليل المدنيين في غزة
وحتى المناطق التي نصح جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان غزة بالتوجه إليها للنجاة بحياتهم لم تسلم من القصف.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي «يتعمد تضليل المدنيين، وغالبيتهم أطفال ونساء، من أجل إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والضحايا في جريمة حرب مزدوجة تتمثل في إجبار المدنيين على التهجير القسري من منازلهم.. وإعدامهم وقصفهم بشكل مباشر ومقصود».
ودلل المكتب الإعلامي على روايته قائلا إن جيش الاحتلال طلب من سكان ثمانية أحياء بالمحافظة الوسطى النزوح إلى منطقة دير البلح، وخلال 48 ساعة «ارتكب خمس مجازر في ذات المنطقة»، وأدى ذلك إلى استشهاد 28 وإصابة 88. وطالب المكتب المنظمات الدولية بالضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب التي وصفها بأنها «حرب إبادة جماعية»، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وتأكيدا لهذه الرواية، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال يستبيح مدارس تؤوي عشرات الآلاف من النازحين وتمارس فيها عمليات تصفية جسدية وتنكيل وترويع للمدنيين، موثقا «اقتحام القوات الإسرائيلية أمس مدرسة في جباليا، واعتقالها الذكور من سن 15 عاما وإجبارهم على خلع ملابسهم». وأشار إلى إن «إسرائيل استهدفت مدنيين عزل لجأوا إلى مراكز إيواء بعد تلقيهم أوامر نزوح إسرائيلية في إجراء غير مبرر». وطالب المرصد بوقف إطلاق النار فورا، واصفا ذلك بأنه «المطلب الأساسي» الذي يجب أن يتحرك الجميع من أجل تحقيقه.
عيد ميلاد دموي في فلسطين
وفي حين ألغيت احتفالات عيد الميلاد المعتادة في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، عبر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن أسفه بسبب الحرب في «الأراضي المقدسة»، وقال خلال قداس رسمي عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس في روما «قلبنا الليلة هو في بيت لحم، حيث لا يزال أمير السلام يتعرض للرفض من قبل منطق الحرب الخاسر، مع هدير الأسلحة الذي يمنعه اليوم أيضا من أن يكون له موضع في العالم». وأقام المسيحيون الفلسطينيون في وقت سابق وقفة بمناسبة عيد الميلاد في بيت لحم مع ترانيم مصحوبة بشموع مضاءة وصلوات من أجل السلام في غزة بدلا من الاحتفالات المعتادة. ولم توضع شجرة الميلاد الكبيرة مثلما جرت العادة في احتفالات عيد الميلاد ببيت لحم. ووضعت تماثيل المهد في الكنائس وسط أنقاض وأسلاك شائكة تضامنا مع سكان غزة.
منذ انهيار هدنة استمرت أسبوعا في بداية الشهر الجاري، اشتدت حدة القتال وامتدت الحرب من شمال قطاع غزة إلى كامل القطاع، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مقتل اثنين من جنوده وإصابة ثالث بجروح خطيرة، في المعارك البرية شمالي قطاع غزة. وقال الجيش إن كلا الجنديين قتل الأحد.وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى في الهجوم البري على قطاع غزة، الذي بدأ قبل نحو شهرين، إلى 156، فيما من المعروف أن جيش الاحتلال يفرض تعتيما إعلاميا على خسائره.
القسام: مقتل 48 جنديا إسرائيليا
بدوره، أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الأحد قتل 48 جنديا إسرائيليا وإصابة العشرات خلال الأيام الأربعة الماضية. وقال أبو عبيدة في بيان عبر تيليغرام «تمكن مجاهدو القسام خلال الـ 4 أيام الماضية من تدمير 35 آلية عسكرية كليا أو جزئيا، وأكد مجاهدونا قتل 48 جندياً صهيونيا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة». وأضاف أن مقاتلي الكتائب نفذوا 24 مهمة عسكرية تم فيها استهداف القوات المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والاشتباك معهم من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لهم، وتم تفخيخ نفقين في وحدة عسكرية وحقل ألغام في آليات وجنود إسرائيليين. وذكر المتحدث باسم القسام أن الكتائب نفذت أيضا ست عمليات قنص استهدفت الجنود الإسرائيليين، كما قصفت مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية الإسرائيلية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال في قطاع غزة.
وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة منذ عملية «طوفات الأقصى» في أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين دمرت جزءا كبيرا منه. وتقول السلطات في غزة إن العدوان الإسرائيلي أدى لاستشهاد ما يزيد على 20400 فيما يُعتقد بأن آلافا آخرين استشهدوا تحت الأنقاض. وجرى تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع في القطاع كارثية.
اقرأ المزيد:
«أوقفوا العقاب الجماعي».. رسالة مصرية حادة إلى الاحتلال الإسرائيلي