مستشار حميدتي يودع «منبر جدة».. انشقاق أم خطة بديلة؟
تفجرت موجة جدل واسعة في السودان مع إعلان مستشار قائد قوات الدعم السريع وكبير المفاوضين في مسار «منبر جدة» فارس النور استقالته من منصبه أمس الأحد، قائلا إن «ذلك جاء دعما لجهود وقف الحرب».
وعلق المحلل السياسي السوداني الهندي عز الدين بالقول: «انتهت جدة ولا معنى لمفاوضين فيها، وقررت أميركا الذهاب مباشرة إلى لقاء بين قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقيادة الدعم السريع»، مضيفا «البرهان جاهز للتفاوض خلال أيام وأميركا جاهزة لصرف الروشتة (للطرفين)».
وفي إدراج عبر في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك » قال النور: «خلال الخمسة أيام الأولى تابعت بصدمة مجريات الأحداث، ولكن كنت على يقين تام بأن هنالك من غدر بقوات الدعم السريع وأشعل الحرب بغرض التخلص منها»، مشيراً إلى أنه «قرر البقاء في موقعه وعزم على العمل على تخفيف آثار الحرب على السودانيين».
استقالة النور جاءت بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة ود مدني في 18 ديسمبرالجاري، إثر معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام. وفي اليوم التالي، أعلن الجيش أن قواته انسحبت من المدينة في اليوم السابق، وأنه يجري تحقيقا في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها، وسط اتهامات بارتكاب قوات الدعم السريع «جرائم حرب».
وإذ أشار النور إلى أن: «الكلفة العالية لهذه الحرب اللعينة وقعت على المواطن البسيط»، فإنه دعا إلى أن تكون «الأولوية الوحيدة والمهمة والعاجلة هي إيقاف الحرب»، داعيا إلى «تشكيل رأي عام يضغط في هذا الاتجاه» وحتى أكون متجرداً في دعم هذه الأولوية فإني أتقدم باستقالتي لدعم جهود وقف الحرب».
هل هو انشقاق في معسكر دقلو؟
وفي أكتوبر الماضي، استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدّة السعودية، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من نصف عام، والتي أودت بحياة الآلاف وتسببت بنزوح ملايين المواطنين السودانيين. فمنذ 15 أبريل، أدى النزاع بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، إلى سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل وفق حصيلة للأمم المتحدة، ونزوح أكثر من 5.6 مليون شخص داخل البلاد أو لجوئهم إلى دول مجاورة.
واستبعد محللون أن تكون هذه الاستقالة بمثابة انشقاق في معسكر دقلو، بل يرجحون أنها جاءت بتفاهم مع قيادة الدعم السريع لحماية عناصرهم من الملاحقات القضائية، بإلاضافة إلى تأمين وضعهم في الغرب، في ظل الإدانات الدولية بالإبادة الجماعية. واستندوا إلى أنّ منشور الاستقالة «تغزل في قائد الدعم السريع وتبنى رؤيته، ووجه عدداً من الاتهامات للجيش والفريق أول البرهان ولم يقدم أي نقد للدعم السريع».
وقال النور «الأمر الغريب بالنسبة لنا أن الوفد الآخر- أي وفد الجيش- ورغم أنه مهزوم في الميدان إلا أنه كان يعرقل التفاوض وكان واضحاً أنه جاء من مراكز قرار متعددة».
اقرأ أيضا:
«خليجيون» خاص| من المسؤول عن تدمير أكبر مصفاة نفط في السودان؟
خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟