لماذا يكره القطريون مهنة التدريس؟
عقد مجلس الشورى القطري، الإثنين، جلسته الأسبوعية العادية برئاسة سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم رئيس المجلس، ووافق على طلبات تمديد أعمال لجنة الشؤون الثقافية والإعلام لدراسة عض الموضوعات المهمة.
ومن بين هذه الموضوعات رد الأمانة العامة لمجلس الوزراء على الاقتراح برغبة الذي تقدم به المجلس والمتعلق بموضوع «ظاهرة عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم»، حسب موقع المجلس على الإنترنت.
ويرى خبراء وأكاديميين أن من أسباب ابتعاد القطريين عن مهنة التدريس: ضعف الحوافز المادية و«النظرة الدونية» للمعلم إلى جانب مشاق ومتاعب مهنة التدريس، وفق «الشرق».
وسبق أن نشرت الصحيفة القطرية استطلاعا، قدم فيه الخبراء والأكاديميون بعض المقترحات والحلول التي تسعى إلى زيادة نسبة الكوادر الوطنية في المجال التعليمي وتشجع الذكور على الالتحاق ببرامج التربية.
ومن بين هذه المقترحات، زيادة المكافآت المادية للمعلمين والطلبة الدراسيين في كلية التربية، إلى جانب إطلاق حملات إعلامية لتشجيع خريجي الثانوية العامة على الالتحاق ببرامج كلية التربية، وتكريم المعلم بشكل دوري وزيادة مستحقاته وتفعيل آلية الضبط السلوكي بالنسبة للطلبة للحفاظ على كرامة المعلم وحفظ حقوقه المعنوية.
اقرأ أيضا:
قبل إغلاق الصناديق.. انتخابات مجلس الشورى القطري تشهد إقبالاً كثيفاً
وطالب الأكاديميون مجلس الشورى بضرورة إعداد دراسة ميدانية لمعرفة أسباب عزوف القطريين عن الالتحاق ببرامج التربية لدراسة الحالة على أرض الواقع ومعرفة الأسباب وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة.
من جانبه، أكد الأكاديمي والأستاذ بجامعة قطر د.سلطان الهاشمي أن الشباب القطري لا زال يحلم بالوظيفة المرموقة ذات الأجر المادي الكبير، ويبتعد عن مهنة التدريس باعتبارها من المهن الشاقة والتي تحتاج إلى مجهود فكري وجسدي.
وأكد على أهمية إعادة النظر في الحوافز المقدمة للمدرسين، بحيث يصبح أجر المدرس يوازي أجر المهندس ويفوق راتب أي وظيفة أخرى، مشددا على أهمية توعية طلاب الثانوية العامة بمهنة التدريس باعتبارها من المهن الإنسانية الرائدة وتشجيعهم عل الالتحاق بكلية التربية، وفق «الشرق».
النظرة الدونية
فيما أشارت الدكتورة فائزة احمد أستاذة في قسم التربية الفنية بجامعة قطر إلى عدة أسباب تؤدي إلى ابتعاد الطلبة الذكور عن الالتحاق بكلية التربية وقسم التربية الفنية تحديدا، وعزت أسبابها إلى النظرة الدونية وعدم امتلاك الرغبة لدى الشباب للالتحاق بمهنة التدريس وعدم و جود الحافز الذي يستقطب الذكور لهذه المهن النبيلة.
أما عائشة أحمد الجابر، خبيرة ومتخصصة في الشؤون التربوية، فأكدت أن ضعف التشجيع والتحفيز لهذا المجال وعدم التقدير والاحترام للمدرس إلى جانب كثرة الأعباء وطبيعة مهنة التدريس الشاقة جميعها تؤدي إلى نفور الشباب القطري من هذه المهنة الراقي..
وجود بدائل مهنية ووظيفية
وأوضحت الإعلامية منيرة البلوشي أن عزوف القطريين يعود لوجود بدائل مهنية ووظيفية في سوق العمل أثرت على خيارات الشباب.
واقترحت زيادة المحفزات لتشجيع الشباب على العمل بالتدريس، وأنه لابد من أن تكون هناك خطط تحفيزية للطلاب خلال المراحل التعليمية والجامعية لجذبهم للتدريس.
وفي السياق ذاته، قال عبد العزيز الشرشني إن حقل التعليم في حاجة للكوادر الوطنية المتخصصة في علوم ومعارف وآداب يحتاجها أبناؤنا، خاصة في عصرنا اليوم الذي تتنوع فيه العلوم والابتكارات ولابد من كوادر قطرية تقدم المعلومات بصورة جيدة وقريبة من واقع الطالب.
واقترح أن يتدرب الطلاب قبل تخرجهم من التعليم الجامعي في عدد من المدارس وتكون فترة تدريبية تؤهلهم للغد، وأن يمارسوا المهنة وينفذوا الأنشطة الصفية بشكل مبتكر وهذا سيدفعهم إلى دخول المجال.
إهانة المعلم وشعوره بعدم الأمان
وفي فبراير 2022، نشرت الصحيفة تحقيقا تحدثت فيه الأستاذة والمربية هيا ضابت الدوسري، مديرة مدرسة الشيحانية سابقا، والتي قالت إن «المعلم اليوم في مدارسنا فقد هيبته وقيمته، وبات الخوف يحيط به أثناء أداء عمله لأن أي تصرف مع أي طالب قد يعرضه لإجراء إداري وربما لعقاب لا تحمد نتائجه».
وتحدثت عن مواقف شهدتها أثناء ممارستها مهنة التدريس لأكثر من 20 عاماً، منها تلفظ الطلاب بألفاظ غير لائقة في وجه المعلمين، ومنهم من يهدد مدرسه علنا أمام باقي الطلاب بألفاظ مثل "أنت قد هالكلمة" وغيرها من الكلمات غير اللائقة، وتوجيه الإهانات للمدرس دون رادع.
وأشارت إلى أن «السياسة السلوكية المتبعة في مدارسنا دائما في صف الطالب وفي صف أولياء الأمور، وعندما يتصعد الموقف يكون المعلم هو الحلقة الأضعف، مما يتسبب بحالة من الخوف لدى المعلم، في حال تلفظه بأي شيء يمكن أن يساء فهمه ويعرضه للتهديد». موضحة: «للأسف وصلنا إلى يوم يهدد فيه المعلم ويهان أمام طلابه».