السودان يختبر «الحلول السياسية»: «الجنرالان» في انتظار مبادرة حمدوك
تشهد السودان اتصالات سياسية وأمنية متسارعة على مدى الـ48 ساعة الماضية للتوصل إلى حل سياسي، يضع حدا لحرب أهلية مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ شهر أبريل الماضي.
وبعد يوم واحد من إعلان مستشار قائد قوات الدعم السريع وكبير المفاوضين في مسار «منبر جدة» فارس النور استقالته من منصبه، تقدم رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك بطلب لقاء بشكل عاجل مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب، وكالة «أنباء العالم العربي».
وذكر حمدوك عبر حسابه على منصة إكس أنه بعث رسالتين خطيتين إلى البرهان ودقلو يطلب فيهما اللقاء نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم).
لقاء أمني سوداني في أديس أبابا
جاء ذلك في حين تقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن مصادر متطابقة لم تسمها القول إن «لقاء جمع بين مدير جهاز المخابرات العامة السوداني، الفريق أحمد إبراهيم مفضل، والمستشار القانوني لقوات الدعم السريع محمد المختار، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الأيام الماضية، نقشا فيه ظروف الحرب الدائرة في البلاد وسبل وقفها».
وحسب «الشرق الأوسط»، فقد أفادت المصادر التي شددت على حجب هويتها، بأن نقاشاً جدياً جرى بين الرجلين، حول الأوضاع في البلاد وتأثيرات الحرب الدائرة، وما يمكن أن تؤدي إليه الصراعات الحالية من عواقب وخيمة تهدد أمن وسلامة كل البلاد.ولمحت المصادر إلى وجود انقسام في المواقف داخل كابينة قيادة الجيش حول ما يجري في البلاد، مؤكدة «توريط» الجيش في الحرب من قبل الحركة الإسلامية عن طريق التأثير على قيادات عسكرية نافذة فيه.
ودعت تنسيقية القوى الديمقراطية المجتمع الدولي والإقليمي إلى تكثيف ضغوطه لوقف الأعمال القتالية وتعزيز فرص الحل التفاوضي واتخاذ تدابير جدية لحماية وإغاثة المدنيين، وحذرت من اتساع دائرة الحرب ووصولها إلى الولايات الآمنة بما قد يؤدي في النهاية إلى تقسيم البلاد.
أبعاد استقالة فارس النور من منبر جدة
كما تفجرت موجة جدل واسعة في السودان مع إعلان مستشار قائد قوات الدعم السريع وكبير المفاوضين في مسار «منبر جدة» فارس النور استقالته من منصبه أمس الأحد، قائلا إن «ذلك جاء دعما لجهود وقف الحرب»
وعلق المحلل السياسي السوداني الهندي عز الدين بالقول: «انتهت جدة ولا معنى لمفاوضين فيها، وقررت أميركا الذهاب مباشرة إلى لقاء بين قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقيادة الدعم السريع»، مضيفا «البرهان جاهز للتفاوض خلال أيام وأميركا جاهزة لصرف الروشتة (للطرفين)»
استقالة النور جاءت بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة ود مدني في 18 ديسمبرالجاري، إثر معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام. وفي اليوم التالي، أعلن الجيش أن قواته انسحبت من المدينة في اليوم السابق، وأنه يجري تحقيقا في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها، وسط اتهامات بارتكاب قوات الدعم السريع «جرائم حرب».
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
اقرأ المزيد:
«خليجيون» خاص| من المسؤول عن تدمير أكبر مصفاة نفط في السودان؟
خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟