«خليجيون» خاص| الخط التجاري العربي الجديد.. ضربة لأحلام إسرائيل أم تعزيز للتعاون؟
كشفت وزارة النقل المصرية النقاب عن قرب تدشين المرحلة الأولى من خط التجارة العربي اللوجيسيتي متعدد الوسائط، فيما اختلف خبراء حول الهدف منه ومدى تأثيره على الطرق البديلة.
وتجرى مصر تنسيقا مع الأردن والعراق لتشغيل المرحلة الأولى من خط التجارة العربي اللوجيسيتي المتكامل لنقل كافة بضائع تجارة الخليج والعراق والأردن مرورًا بمصر بريًا وحتى الموانئ الأوروبية والأميركية، وفق البيان المصري.
يهدف الخط التجاري الجديد إلى تحويل مصر إلى مركز للتجارة العالمية واللوجيستيات، وتطوير محاور النقل الدولية متعددة الوسائط بري وسككي ونهري وبحري، حسب بيان الوزارة.
الدكتور عمرو سليمان أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان يرى أن المشروع يكرس الشراكة العربي، ويساعد على تعظيم مصالح الدول العربية وتعزيز القوة الاستراتيجية العربية.
ويرى سليمان في حديثه لـ«خليجيون» أن الخط العربي الجديد يبدد أحلام دولة الاحتلال في الطرق البديلة، بسبب الصعوبات السياسية والصراع العسكري بجانب المشكلات الفنية الأخرى.
جاب الله: الخط العربي جديد ليس موجهًا لمشروعات مضادة بعينها.. والتكلفة الاقتصادية والمرونة والأمان هي من تحدد قوة أي خطوط تجارية دولية
لكن الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي يخالفه الرأي، لافتًا إلأى أن الخط العربي جديد ليس موجهًا لمشروعات مضادة بعينها، بيد أنه محاولة لتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية وأن التكلفة الاقتصادية والمرونة والأمان هي من تحدد قوة أي خطوط تجارية دولية.
وتقول وزارة النقل المصرية إن العمل يجرى على تنفيذ الممر اللوجيستي طابا - العريش ضمن 7 ممرات لوجيستية تنموية دولية متكاملة، لربط موانئ نويبع وطابا المخطط تنفيذها على خليج العقبة بموانئ العريش وشرق بورسعيد على البحر المتوسط، وكافة الموانئ على البحر المتوسط بدمياط وأبوقير والإسكندرية الكبير وجرجوب ومنها إلى الموانئ الأوروبية والأميركية.
وأكد جاب الله لـ«خليجيون» أن مصر هي أول من بدأ طرح فكرة طرق برية وسككية بديلة عن قناة السويس مثل محور 26 يوليو البري الذي يربط موانئ دمياط وبورسعيد والسخنة والسويس، بالإضافة لخط سكة حديد السخنة والسويس وهو بمثابة البديل البري لقناة السويس، مؤكدًا أن العبرة بالموقع والجدوى من المشروعات وأن المنافسة مفتوحة.
شراكة استراتيجية عربية
تنسق وزارة النقل المصرية مع وزارتي النقل الأردنية والعراقية من خلال «الشراكة الاستراتيجية» لوضع مخطط تنفيذي لنقل البضائع بحرياً بالشاحنات والركاب عبر الخط العربي للتجارة للربط بين موانئ العقبة ونويبع على خليج العقبة ومنها برياً حالياً عبر سيناء من خلال طريق نويبع - طابا- النفق، ومنها إلى موانئ شرق بورسعيد ودمياط والإسكندرية، وذلك استغلالا للخدمات البحرية المباشرة بين الموانئ المصرية والأوروبية والأميركية.
ووفق البيان المصري، تعد الخدمات الجاري تنفيذها هي المرحلة الأولى من تشغيل خط التجارة العربي اللوجيستي المتكامل متعدد الوسائط لنقل بضائع تجارة الخليج والعراق والأردن مروراً بمصر برياً وحتى الموانئ الأوروبية والأميركية.
إنشاء خط سكة حديد طابا - العريش - بئر العبد - الفردان بطول 500 كيلو متر لزيادة حجم البضائع المستهدف نقلها
وفي إطار إنشاء هذا المحور المتكامل تقوم وزارة النقل حالياً بتنفيذ المرحلة الثانية من خط التجارة العربي المتكامل بإنشاء خط سكة حديد طابا - العريش - بئر العبد - الفردان بطول 500 كيلو متر لزيادة حجم البضائع المستهدف نقلها من الخليج والعراق والأردن إلى أوروبا وأميركا.
بجانب خط السكة الحديدية تقوم مصر بعمل شبكة طرق لزيادة معدلات الربط بين المناطق في كل من سيناء، وبورسعيد، وكافة أنحاء الدولة وتسهيل عملية نقل الأفراد والبضائع.
نموذج قوي للتعاون العربي
تمثل شركة الجسر العربي المملوكة لمصر والأردن والعراق نموذجًا للشراكة العربية، وتقوم بدور في تعزيز التجارة البينية وزيادة حجم المبادلات التجارية العربية الآسيوية والأفريقية، كما سيسهم هذا المشروع في استفادة مصر من اتفاقية «أغادير» التي وقعها الأردن والمغرب وتونس في مايو 2001، وفق تصريحات أستاذ هندسة الطرق بجامعة بني سويف عبد الله أبو خضرة.
تجدر الإشارة إلى أن مصر قامت بتعديل كافة التشريعات الجمركية اللازمة لتسهيل وزيادة حركة الترانزيت الدولي المباشر من خلال البنية الأساسية من موانئ وشبكات الطرق والسكك الحديدية، كما قامت الوزارة بالانضمام إلى اتفاقيات التير وفينا 1968، والتي تسهل بدخول الشاحنات الأجنبية للعبور داخل الأراضي المصرية في أقل وقت ممكن، وذلك في إطار خطة تحويل مصر إلى مركز للتجارة العالمية واللوجيستيات.
اقرأ أيضا
- كامل الوزير: تجارة العبور وجذب الخطوط الملاحية أولوية
- السيسي: مصر تلعب دورًا فعّالًا في دعم التجارة الإفريقية
- الملا: مصر تلعب دورًا حيويًا كمركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة