من أنجب «طوفان الأقصى»؟.. جينات توتر بين حماس وإيران
في أول رد فعل إيراني على مقتل ثاني أبرز قادة الحرس الثوري، ألقت طهران بتصريحات متسرعة، حين ادعت أن عملية «طوفان الأقصى» جنين إيراني، باعتبارها إحدى عمليات الثأثر لاغتيال قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني، وهي الركلة التي استقبلتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس بغضب، معتبرة أن ولادة الطرفان فلسطينية خالصة ردا على الانتهاكات المتواصلة من الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، قبل أن تتراجع طهران مرة أخرى عن تصريحاتها للتأكيد على ما قالته حماس.
24 ساعة من التوتر بين حماس وإيران
كل ذلك حدث في غضون 24 ساعة، رسمت ملامح خلاف مبطن بين الحركة التي تعلن صراحة تلقيها الدعم العسكري واللوجيستي من طهران، ما يشير من بين الرسائل العديدة إلى أن ثمة غياب لتنسيق المواقف خلال الأيام الأخيرة، وهو ما عده مراقبون جنين توتر بين الطرفين.
الحرس الثوري الإيراني: عملية «طوفان الأقصى» كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني
البداية بإعلان الحرس الثوري الإيراني، أمس الأربعاء، أن عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني.
التصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية عن الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف الذي قال إن «عملية طوفان الأقصى كانت إحدى عمليات الانتقام لاغتيال سليماني، وهذه الانتقامات ستبقى مستمرة»، متابعًا: «على تل أبيب انتظار (7 أكتوبر) ثان، ردًا على مقتل موسوي».
وطوال الأسابيع الأخيرة، حرصت تقارير غربية على إبراز دور إيران وراء عملية «طوفان الأقصى» بالدعم اللوجيستي والعسكري والمالي لحركات المقاومة الفلسطينية، خاصة حركتي «حماس و«الجهاد».
في غضون ذلك، جاء الرد من حماس بنفي علاقة طهران بالعملية، قائلة في بيان «أكدنا مرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى».
حماس تنفي صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد رمضان شريف، فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها
حماس أكدت في البيان أنها «تنفي صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد رمضان شريف، فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها».
في هذه المراحلة التقت قائد الحرس الثوري الإيراني الميكرفون من الناطق باسم التنظيم شبه الرسمي ليقول إن عملية طوفان الأقصى كانت عملية فلسطينية تامة وجرى تنفيذها من قبل الفلسطينيين أنفسهم.
وأكدت قائد الحرس الثوري في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية أن عملية طوفان الأقصى جرى تنفيذها دون أي دعم خارجي وهي رد فعل على 75 عاما من الظلم.
علاقة حماس وإيران
وسبق أن تحدث القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية في الكثير من المناسبات عن تلقي الحركة دعما مباشرا من إيران خلال السنوات الماضية، قائلا: "مددنا أيدينا للأخوة العرب في وقت كانت إيران هي من تطلبنا».
وترتبط إيران بعلاقات أكثر اتصالا مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بيد أن علاقتها بحماس تبدو في مراحل متقدمة، ما ظهر في زيارات متكررة لقيادات الحركة إلى طهران، ومشاركة وفد حماس في تشييع الجنرال قاسم سليماني، والذي اعتبرته الحركة شهيدا.
وسليماني متهم من أوساط عربية وأجنبية بدوره في تدبير أنشطة إيران في الشرق الأوسط، ووصفته تقارير غربية بأنه وزير خارجيتها الفعلي، فيما يتعلق بشؤون الحرب والسلام، ومهندس حرب الرئيس السوري بشار الأسد، والمسؤول عن صعود القوات شبه العسكرية الموالية لإيران في العراق.