6 متهمين آخرين بـ«جرائم حرب» في السودان.. لماذا أرجأ حميدتي اللقاء مع البرهان؟
حدد ناجون ستة من قادة قوات الدعم السريع وقادة الميليشيات في السودان الذين يقولون إنهم لعبوا دورا رئيسيا في توجيه أعمال العنف على أساس عرقي بمدينة الجنينة السودانية والتي أدت إلى مقتل الآلاف وإجبار مئات الآلاف على الفرار من البلاد.فيما أرجأت الهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) اللقاء المزمع بين قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بعدما طالب الدعم السريع بحضور كل رؤساء دول المنظمة، قال الباشا محمد طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان.
وفي مئات المقابلات مع رويترز منذ بدء حملة «تطهير» المساليت في أبريل، وصف ناجون مشاهد مروعة لإراقة الدماء في الجنينة وعلى الطريق الذي طوله 30 كيلومترا من المدينة إلى الحدود مع تشاد مع فرار الناس للنجاة بحياتهم. وقال الناجون إن الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها شهدت تعرض نساء لاغتصاب جماعي وأطفال رضع للذبح والضرب بالهراوات حتى الموت ودهس أشخاص بالمركبات وإحراق أناس أحياء في منازلهم واصطاد القناصة آخرين في الشوارع بالرصاص واحدا تلو الآخر.
من هم قادة الدعم السريع المتهمون؟
ومن بين قادة قوات الدعم السريع الذين حددهم الناجون اللواء عبد الرحمن جمعة قائد قوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة. وذكر خمسة شهود في المدينة أن جمعة كان موجودا في موقع الهجمات على المدنيين المساليت بين أبريل ويونيو. وعلى نحو منفصل، قالت الحكومة الأميركية في سبتمبر إن القوات التي كانت تحت قيادته متورطة في مقتل والي المنطقة، وهو سياسي من المساليت، في منتصف يونيو، وهي تهمة نفاها جمعة.
وحدد الناجون العديد من الشخصيات الرئيسية الأخرى التي قادت عمليات قوات الدعم السريع والميليشيات في المدينة، وهم العميد إدريس حسن القائد السابق لقوات الدعم السريع في غرب دارفور وهو حاليا ضابط كبير في القوة شبه العسكرية، ومسار أصيل أحد كبار زعماء القبائل العربية، ونائب الوالي القتيل التجاني كرشوم، وأحد قادة الميليشيا العربية موسى انقر، فضلا عن أحد رجال الميليشيات المعروف باسم مرفعين، وهو اسم حركي يعني في السودان «الضبع».
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قال لمجلس الأمن الدولي في يوليو إن مكتبه بدأ التحقيق في الفظائع المزعومة في دارفور، ومنها العنف الجنسي والجرائم ضد الأطفال.
ومن بين الشخصيات العربية الأكثر نفوذا التي ذكرها الشهود هو أصيل، زعيم قبيلة الرزيقات. وحدد ثلاثة شهود أنه أحد قادة الميليشيات العربية الذين قادوا الهجمات. وقال أحد زعماء قبيلة المساليت في الجنينة إنه رأى أصيل في حي يُدعى دونكي 13 في منتصف يونيو، وهو على متن سيارة لاند كروزر ويتفقد مواقع المقاتلين العرب. وفي مقابلة مع رويترز في سبتمبر، حمَل أصيل المساليت مسؤولية اندلاع أعمال العنف وقال إن القوات العربية كانت ترد على هجمات القبيلة. وقال إن الروايات التي قدمها المساليت «أكاذيب فارغة». ونفى أصيل أن يكون قائد ميليشيا، وقال إنه لا علاقة له بقوات الدعم السريع. وأضاف «أنا برئ».
سياسيا، أبلغ الباشا محمد طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان. وكالة أنباء العالم العربي بأن قوات الدعم السريع طالبت بحضور كل رؤساء الدول الأعضاء في الإيغاد للقاء «حتى يكون هناك التزام واضح من قائد الجيش أمام المجتمع الدولي». وأضاف «الدعم السريع خاطب رئاسة الإيغاد من أجل أن يحضر كل رؤساء دول المنظمة والأمم المتحدة والدول المهتمة بالسلام في السودان والدول المشاركة في منبر جدة والاتحاد الأفريقي اللقاء المزمع، وكان ذلك هو السبب الذي من أجله أعلنت الإيغاد تأجيل عقد اللقاء، لكنها لم ترد حتى الآن على طلبنا».
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
كانت وزارة الخارجية السودانية أعلنت أمس الأربعاء تلقيها مذكرة من جيبوتي تفيد بتعذر عقد اللقاء الذي كان مقررا يوم الخميس بين البرهان وحميدتي «لأسباب فنية». وقالت الخارجية في بيان إن مذكرة وزارة الشؤون الخارجية في جيبوتي، التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للإيغاد، أفادت بعدم تمكن قائد قوات الدعم السريع من الوصول إلى جيبوتي، لافتة إلى أنه سيتم التنسيق مجددا لعقد اللقاء خلال يناير كانون الثاني المقبل.
وأوضح المستشار أن حميدتي «حريص على أن تكون هناك التزامات واضحة غير قابله للتراجع، لأن قائد الجيش لم يلتزم حتى بما تم الاتفاق عليه في منبر جدة، وظل يناور تكتيكيا من أجل كسب مزيد من الوقت، لذلك يريد الدعم السريع أن تكون هنالك شهادة دولية لأي قمة تعقد بين الرجلين».
حميدتي في أثيوبيا
ووصل قائد قوات الدعم السريع صباح أمس الخميس إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للقاء عدد من المسؤولين هناك، قادما من أوغندا التي التقى فيها بالرئيس يوويري موسيفيني في أول رحلة خارجية له منذ اندلاع الحرب في بلاده قبل أكثر من ثمانية أشهر.
وقال طبيق في حواره مع وكالة أنباء العالم العربي إن هذه الجولة «تأتي في إطار بحث العلاقات الثنائية بين الدعم السريع وهذه الدول، وأيضا لطرح موقف الدعم السريع من العملية التفاوضية ووقف الحرب في السودان وتوضيح رؤيته للحل الشامل». وردا على سؤال بخصوص الرسالة الرئيسية التي يريد حميدتي إيصالها بهذه الجولة، أوضح مستشار الدعم السريع قائلا «دقلو يريد أن يرسل رسالة واضحة جدا لكل العالم بأنه الآن في أتم صحة وعافية، وأنه الآن ينطلق من مصدر قوة، لأنه يسيطر على أكثر من 80%على الأرض، وأنه هو من يمتلك زمام المبادرة». واعتبر طبيق أن جولة قائد الدعم السريع جاءت ردا على «الحملة الإعلامية الشرسة جدا والتضليل الإعلامي للرأي العالمي والمحلي بأنه مات».
اقرأ المزيد:
الخلافات تُفشل «الفرصة الأخيرة» لالتقاط الأنفاس في السودان
«خليجيون» خاص| من المسؤول عن تدمير أكبر مصفاة نفط في السودان؟
صمت إماراتي أمام اتهامات البرهان.. محللون: خيارات الجيش السوداني «ضيقة»