نصف سكان العالم سيختارون حكامهم خلال 2024
سيتوجه حوالي نصف سكان العالم إلى صناديق الاقتراع خلال عام 2024 لاختيار حكامهم في انتخابات يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جيوسياسية كبيرة، وسط أزمات إقليمية ودولية تحدق بشرطي الكرة الأرضية.
وستشهد 64 دولة على الأقل حول العالم انتخابات عامة خلال العام المنتظر، ما يمثل نصف سكان الكوكب، وهي ظاهرة غير مسبوقة ولا مثيل لها على الإطلاق في سياق الديمقراطية.
وركزت وسائل إعلام غربية على هذه الظاهرة التي تحمل أهمية هائلة، لقدرتها على إعادة تشكيل العالم وتغيير المشهد الجيوسياسي وتعديل مسار العلاقات الدولية، فهل يضع العام الجديد كوكب الأرض في مسار مختلف؟
عيون على بوتين روسيا
واحدة من الانتخابات التي ربما لن تكون مؤثرة، هي الانتخابات الروسيةالمقررة في منتصف مارس، حيث يضمن الرئيس فلاديمير بوتين الذي يتولى السلطة منذ عام 2000 كامل الفرصة لإعادة انتخابه في ظل حظر كافة أشكال المعارضة.
وعلى الرغم من فوزه المفترض وإعادة انتخابه، تدقيقًا بسبب الفحص المفصل لنتائج الانتخابات وتأثيرها على دعمه الشعبي وسط الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة.
تايوان تختبر قوتها
ومن بين عدد لا يحصى من الدول التي من المقرر أن تجري انتخابات حاسمة العام المقبل، يكتسب انتخاب تايوان لرئيسها أهمية قصوى، ما يؤثر على موقف بكين تجاه الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي واجهت باستمرار تهديدات بالتدخل العسكري.
إلا أن مجرد إجراء هذه الانتخابات لا يضمن نزاهة أو شفافية العملية، حيث تشهد بنغلادش، التي تستعد لانتخاباتها المقبلة، مقاطعة كبيرة من قبل حزب المعارضة الرئيسي احتجاجًا على قمع الأصوات المعارضة في عهد رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، بحسب موقع
«التايم».
باكستان ومعضلة خان
أما باكستان فتواجه، وسط الاستعدادات لانتخاباتها في فبراير، مشكلة سجن الشخصية البارزة ورئيس الوزراء السابق عمران خان، إلى جانب قمع حزبه السياسي وأنصاره.
وفي الوقت نفسه، تلوح حالة من عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في أوكرانيا عام 2024 وسط حالة الأحكام العرفية في البلاد، على الرغم من أن الرئيس الحالي فلاديمير زيلينسكي أعرب عن نيته إعادة ترشحه، مدعومًا بموافقة عامة كبيرة.
بريطانيا على موعد مع التغيير
وتظل المراحل الانتقالية في الحكم واحدة من الملامح التي تسترعي الانتباه، ففي المملكة المتحدة، مع مواجهة حكم حزب المحافظين المطول لتحديات اقتصادية، تفضل استطلاعات الرأي حزب العمال المعارض باعتباره المنتصر المحتمل في الانتخابات العامة المقبلة، المتوقعة في وقت ما في عام 2024.
وفي مقدمة هذه الأحداث العالمية، يحظى السباق الرئاسي الأمريكي، الذي يبلغ ذروته في نوفمبر، بالاهتمام والخوف في مختلف أنحاء العالم، إذ يعتبر البعض أن احتمال حصول الرئيس السابق دونالد ترامب على ولاية ثانية هو الخطر الأكبر على الاستقرار العالمي في عام 2024، كما أبرزت الاستطلاعات الأخيرة.
وبينما يستعد العالم لهذه الطفرة غير المسبوقة في المشاركة الديمقراطية، فإن هذه الانتخابات لا تؤكد على التحولات الوطنية فحسب، بل تؤكد أيضًا قدرتها على إعادة تشكيل الديناميكيات العالمية ونسيج العلاقات الدولية.