مع حرب غزة.. تصعيد «نووي» جديد بين الغرب وإيران
اتسعت دائرة التوتر بين إيران والغرب من ميداالحرب في غزة إلى الملف النووي لطهران، إذ ردت وزارة الخارجية الإيرانية على بيان مشترك أصدرته أميركا ودول الترويكا الأوروبية بشأن البرنامج النووي الايراني، قائلة إن «تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في منشآت التخصيب الايرانية هي وفق الحاجات السلمية للبلاد ويخضع بالكامل لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسيستمر».
وأشار المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إلى أن «البرنامج النووي الايراني كان على الدوام سلميا وسيبقى». واضاف كنعاني «من المضحك جدا بأن الدول التي تعتبر مسؤولة عما آلت إليه الأوضاع فيما يخص الملف النووي الإيراني، تقلب الحقائق وتبحث عن المقصر والضحية».
لكن الناطق الإيراني قال «من الأفضل لهذه الدول أن تراجع سياساتها طوال العامين الماضيين تجاه المفاوضات وترى نتائج سياساتها غير البناءة بدلا من القاء اللوم على الآخرين واتخاذ المواقف السياسية».
وتمتلك طهران بالفعل قدرا من اليورانيوم بدرجة نقاء 60% وإذا تم تخصيبه لدرجة نقاء 90% سيكون كافيا لصنع ثلاث قنابل نووية، بحسب التعريف النظري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتنفي إيران أنها تسعى لصنع أسلحة نووية. ولا تزال بريطانيا وفرنسا وألمانيا أطرافا في الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والمصمم لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وتراجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق في 2018 مما دفع إيران إلى انتهاك قيودها تدريجيا.
إيران واليورانيوم عالي التخصيب
ويوم الخميس، نددت فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة بزيادة إيران لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، أي قرب المستوى المستخدم في وقود الأسلحة النووية.
ولم يشر الحلفاء في بيان مشترك إلى أي عواقب قد تواجهها إيران بسبب زيادة الإنتاج لكنهم طالبوها بالتراجع وقالوا إنهم ما زالوا «ملتزمين بالحل الدبلوماسي» للخلاف حول برنامج طهران النووي. وورد في البيان إن «إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب ليس له مبرر مدني ذي مصداقية. هذه القرارات.. .تمثل سلوكا متهورا في سياق إقليمي متوتر».
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، زاد حلفاء إيران هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر وعلى القوات الأميركية في العراق وسوريا، مما زاد التوترات بشكل حاد في المنطقة.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في تقرير يوم الثلاثاء الماضي بأن إيران تخلت عن تباطؤ دام شهورا في معدل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بدرجة نقاء تصل إلى 60%. وقال البيان المشترك «نندد بهذا العمل الذي يزيد من التصعيد المستمر لبرنامج إيران النووي». لكن إيران رفضت يوم الأربعاء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصفته بأنه «ليس جديدا» وقالت إنها تدير برنامجها «بموجب القواعد».
اقرأ المزيد:
واشنطن تخنق الحوثي.. عقوبات أميركية على شبكة تمويل إيراني