خليجيون| ما سيناريوهات مشاركة حفتر في «الفيلق الأفريقي»؟
يستبعد خبراء ليبيون مشاركة قوات القيادة العامة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر في الفيلق الإفريقي الذي تعتزم موسكو تشكيله في 5 دول أفريقية بحلول الصيف المقبل بموازاة العطب الذي أصاب العملية السياسية في ليبيا.
وتنتشر وحدات هذا الفيلق الأفريقي أو تخطط للإقدام على هذه الخطوة في بوركينا فاسو وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، فيما ترجح مصادر أن يكون الهيكل الجديد تابعا على نحو مباشر لوزارة الدفاع، وربما تكلف بالقيام بمهمات عسكرية، حسب جريدة «فيدوموستي» الروسية.
لكن رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، يوسف الفارسي يقلل من «التسريبات التي تتحدث عن تسهيلات عسكرية للروس أو أي دولة أخرى على الأراضي الليبية»، مؤكدا أن «التدريب وصيانة الأسلحة الروسية هي أوجه التعاون بين الروس وقوات القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر»، منوها إلى أن «معظم أسلحة الجيش سوفيتية أو روسية الصنع».
ويضيف الفارسي، في تصريح إلى «خليجيون» إن «القيادة العامة لن تمنح روسيا أي قواعد عسكرية في المناطق الموجودة تحت سيطرتها والتي تزيد عن 80% من مساحة ليبيا».
«الفيلق الأفريقي» بديل فاغنر
وبدأ تشكيل «الفيلق الأفريقي» في أغسطس 2023 من وحدات «فاغنر» السابقة والمقاتلين الذين تركوا المجموعة بعد وفاة مؤسس «فاغنر» يفغيني بريجوزين، وفقما نقلت الجريدة الروسية عن مصدر لم تسمه. ليس ذلك فحسب، بل من المتوقع أن تعمل هياكل وكالات إنفاذ القانون الأخرى ومجموعات أمنية خاصة تابعة لشركات روسية إلى جانب «الفيلق الأفريقي»، وفق المصدر.
في 20 نوفمبر الجاري، مقال عهد دراسة الحرب الأميركي إن وزارة الدفاع الروسية بدأت التجنيد العام لـ«الفيلق الأفريقي» بهدف دمج عمليات مجموعة «فاغنر» في أفريقيا بعد محاولات فاشلة مزعومة لوزارة الدفاع لتجنيد أفراد سابقين في فاغنر بشكل مباشر.
ونشر أحد المدونين الروس إعلاناً عن خدمة التعاقد في «الفيلق الأفريقي» الروسي في 20 نوفمبر حيث ادعى أن وزارة الدفاع الروسية قررت تشكيل «الفيلق الأفريقي» الروسي في ليبيا بعد أن التقى نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في إشارة على الأرجح إلى اجتماعهما في 22 أغسطس الماضي.
اتفاقات روسية-ليبية
وزعم المدون أن تشكيل «الفيلق الأفريقي» الروسي في ليبيا هو جزء من اتفاقات روسية-ليبية أوسع جرى التوصل إليها في مؤتمر موسكو للأمن الدولي ومنتدى الجيش 2023. ويزعم المدون أن الراتب المبدئي لأفراد «الفيلق الأفريقي» هو 280 ألف روبل شهرياً (حوالي 3160 دولارًا)، وهو أعلى بكثير من الرواتب التي أفادت التقارير أن وزارة الدفاع الروسية قدمتها لمقاتلي «فاغنر» السابقين وأن المجموعة عرضت مجندين لعملياتها في أفريقيا في العام 2023.
ولا يشبه «الفيلق الأفريقي» الشركات الأمنية الغربية والآسيوية التي كانت تعمل في أفريقيا على مدى الثلاثين عاماً الماضية، وفق ما يرى الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، جريجوري لوكيانوف، إذ يعتقد أنه «لن يقتصر على التدريب والأمن، بل يعبر عن منتج فريد قادر على تنفيذ العمليات العسكرية».
وقال إيفان كونوفالوف، مؤلف كتب عدة عن الصراعات المسلحة في أفريقيا، إن التعاون الأمني مع الاتحاد السوفيتي، وبعد ذلك روسيا، كان له تأثير إيجابي كبير على الدول الأفريقية، مضيفا: «سيكون من غير الصحيح التخلي عن إرث هذا التعاون والفوائد التي يجلبها لكلا الشريكين. بالتالي، فإن الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التعاون لها ما يبررها».