السودان: مبادرة سلام تحت القصف
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الثلاثاء، عن دعمها لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار عبر التفاوض مع الجيش في وقت تشتعل المواجهات مع الجيش السوداني.
وقال قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في بيان وقع عليه مع تحالف (تقدم) المدني إن الجيش مدعوا أيضا للتوقيع على الإعلان نفسه، لافتا أن الوثيقة تضع الأساس لمفاوضات سلام تنهي حربا مستعرة منذ أكثر من تسعة أشهر.، وفق رويترز.
في المقابل اتهم موقع «سودان بلس» مليشيا الدعم السريع بارتكاب جرائم اغتصاب خلال حرب 15 أبريل، وفق تغريدة عبر منصة «إكس».
ورد حميدتي في ختام اجتماعات قوى «تقدم»، رافضا تصنيف الدعم السريع بأنها ميليشيا و«نأسف للانتهاكات التي حدثت وندعو للمساواة في الحقوق والواجبات بالسودان (وفق تغريدة عبر منصة «إكس»).
وألتقى مساء أمس الاثنين، قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بوفد من بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وحسب تصريحات الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، رشا عوض، نقلتها صفحة حزب الأمة القومي عبر فيسبوك، ناقش الاجتماع الأزمة الإنسانية وكيفية التصدي لها وحماية المدنيين، فضلاً عن تشكيل لجان لتقصي الحقائق، مشيرة إلى أن الاجتماع ركزعلى حماية المدنيين وإيقاف الحرب عبر تدابير معينة لم تكشف عنها.
القوى المدنية تطرح خارطة طريق
وتناول الاجتماع إمكانية السعي للتوصل لاتفاق لوقف العدائيات وحل الأزمة الإنسانية، كما تطرق إلى الترتيبات السياسية، وفق تصريحات متحدثة التنسيقية.
وحسب القوى المدنية طرح وفد (تقدم) خارطة طريق سيتواصل الاجتماع اليوم للخروج برؤية حولها، مضيفة أن الجميع اتفقوا على أن الحرب كارثية وأن على جميع الأطراف السعى لتحقيق السلام ووقف الحرب.
في وقت سابق وجهت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، خطابا مماثلا للقاء قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في إطار مساعي السلام لإيقاف الحرب.
وأعربت المتحدثة باسم ( تقدم) عن أملها في الاستجابة لمطالب الشعب السوداني في تحقيق السلام، الذي يتطلب التحاور بين الجميع حول كيفية الخروج من مأزق الحرب التي تهدد الوحدة الوطنية ووحدة النسيج الإجتماعي حد وصفها، لا سيما في ظل التعبئة العنصرية التي تجري الآن.
وأضافت أن التنسيقية ستواصل لقاءاتها مع الطرفين من أجل الوصول إلى السلام.
استمرار القتال بين الدعم والجيش
وفي أبريل الماضي اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر، وقال شهود لـ وكالة أنباء العالم العربي أن الجيش السوداني يشن غارات جوية مكثفة على الجزيرة وشرق سنار وتجدد المعارك في الخرطوم.
كما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني صباح اليوم الثلاثاء، غارات جوية مكثفة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، وفي مدينة سنار جنوب شرق البلاد.، وفق AWP.
وأفاد شهود للوكالة أن مقاتلات حربية شنت غارات جوية على مقر الفرقة الأولى مشاة بمدينة ود مدني مقر قيادة الجيش في ولاية الجزيرة وعدد من الأحياء المجاورة ومحيط سوق المدينة الكبير.
وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة قبل أيام، وأحكمت قبضتها على أربع ولايات في إقليم دارفور غربي السودان من أصل خمس ولايات بما في ذلك فِرق ومقرات الجيش، إلى جانب سيطرتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.
ووفق شهود نفذ الجيش ضربات جوية في حي ود العباس شرق مدينة سنار بعد توغل قوات الدعم السريع من الجبهة الشرقية للمدينة.
وأسفرت الغارات الجوية عن مقتل طفلين في حصيلة أولية إلى جانب وقوع عدد من الإصابات جرى نقلها إلى المستشفى، وفق الوكالة.
وتشهد الضواحي الشمالية والغريية لمدينة سنار على الحدود مع ولاية الجزيرة مناوشات على الأرض وتبادلا للقصف المدفعي والضربات الجوية بين الجيش وقوات الدعم السريع ومنذ أكثر من أسبوع.
معارك محتدمة في الخرطوم
وفي العاصمة الخرطوم تبادل الجيش وقوات الدعم السريع القصف الجوي والمدفعي في عدد من الأحياء، وشنت طائرات حربية تابعة للجيش ضربات جوية على تمركزات لقوات الدعم السريع في عدد من شرق النيل بمدينة الخرطوم بحري، أحياء المعمورة والجريف شرق الخرطوم، وفق شهود.
كما استهدف الجيش تمركزات لقوات الدعم السريع في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات، مما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان.
وقال الشهود إن قصفا مدفعيا عنيفا انطلق من تمركزات لقوات الدعم السريع شرق الخرطوم استهدف مقرات الجيش بالقيادة العامة وسلاح الإشارة.
«خليجيون» خاص| رسالة «حميدتي».. هل اقتربت نهاية الحرب السودانية؟
6 متهمين آخرين بـ«جرائم حرب» في السودان.. لماذا أرجأ حميدتي اللقاء مع البرهان؟