صالح العاروري.. مؤسس «القسام» ومهندس «طوفان الأقصى» المطلوب في أميركا (محطات بارزة)
ربما «لن تمر مرور الكرام» جريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان صالح العاروري، لكن المؤكد أن الحركة (التي توعدت بالثأر) فقدت ركنا مهما، بل وقائدا لأركان قوتها العسكرية في الضفة الغربية وغزة و مهندس عملية «طوفان الأقصى» بالسابع من أُكتوبر.
واغتيل صالح العاروري منذ بضع ساعات إثر ضربة نفذتها مسيّرة إسرائيلية استهدفت مكتبا تابعا لحماس في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، التي أفادت أيضا بأن «الانفجار الذي استهدف مكتبا لحماس في المشرفية أدى إلى ارتفاع 4 شهداء وعدد من الإصابات».
صالح العاروي مطلوب في أميركا وإسرائيل
صالح العاروري الذي كان يبلغ 57 عاما من العمر، هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 2017، كما أنه أحد الشخصيات السياسية الرئيسية في الحركة الإسلامية الفلسطينية. تتهمه تل أبيب وواشنطن بتمويل وتوجيه عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
ولد العاروري (51 عاما) في بلدة عارورة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1966. وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل بالضفة الغربية. ويعتبر من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، إذ بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.
تاريخ طويل مع سجون الاحتلال رافق حياة صالح العاروري، إذ أسر جيش الاحتلال الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة بين عامي 1990 و1992، على خلفية نشاطه بـ حركة «حماس». وأعاد جيش الاحتلال أسره وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة. ثم سجنته سلطات الاحتلال بعد قليل من إطلاقه في العام 2007 ليبقي في السجن حتى عام 2010 ويصبح عضوا في المكتب السياسي للحركة.
بعدها قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين. ليجري ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن ينتقل إلى تركيا ويغادرها ليستقر الآن في لبنان. عقب الإفراج عنه عام 2010.
صالح العاروري وصفقة شاليط
عرف عن صالح العاروري أنه أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة «حماس» في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم «وفاء الأحرار»، وجرى بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي كان أسيرا لديها)، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وفي التاسع من أكتوبرعام 2017، أعلنت حركة «حماس» انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة.
أدرجته واشنطن على قائمتها لما يوصف بـ«الإرهابيين الدوليين» المصنفين تصنيفا خاصا (SDGT) منذ سبتمبر 2015. وقدعرضت وزارة الخارجية الأميركية، عبر برنامج «مكافآت من أجل العدالة»، مكافآت تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مكانه.
عقب عملية «طوفان الأقصى» جرت مداهمة عارورة حيث اعتقلت قوات الاحتلال نحو 20 شخصا، من بينهم شقيق صالح العاروري وتسعة من أبناء أخيه. في 25 أكتوبر أفادت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله عن لقاء بين حسن نصر الله وزعيم حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة وصالح العاروري. في 31 أكتوبرهدم الجيش الإسرائيلي بالمتفجرات منزل العاروري الواقع في عارورة، بالضفة الغربية المحتلة.
اقرأ أيضا:
عاجل| الاحتلال يغتال رئيس المكتب السياسي لحماس في بيروت