رؤوس قادة إسرائيل أهداف محتملة.. ماذا يدور في رأس نصر الله؟
رغم أن تصريحات حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي قد توحي بأنهما يريدان تجنب خطر اتساع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة بعد أن اغتال هجوم بطائرة مسيرة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت، إلا أن سياسيين ومحللين مقربين من المقاومة اللبنانية لا يستبعدون ردا على هذه الجريمة على مستوى عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في العام 2001، خصوصا أنها وقعت في معقل الحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وفي خطاب ألقاه في بيروت يوم الأربعاء، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن قتل العاروري «جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها»، محذرا من أن المقاومة «ستقاتل حتى النهاية إذا اختارت إسرائيل توسيع الحرب إلى لبنان»، لكن نصر الله «لم يوجه تهديدات محددة بأي تحرك ضد إسرائيل دعما لحماس».
ووحة نصر الله إسرائيل قائلا «بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي»، واكتفي بالتلويح «إذا شنت إسرائيل الحرب سنذهب بالحرب إلى الأخير بدون ضوابط»، لكنه عاد ليستطرد في نفس الخطاب «نضع الوضع في لبنان والمصلحة اللبنانية في الحسبان».
لكن، عندما سأل صحفي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري عما تفعله إسرائيل استعدادا لرد محتمل من جانب حزب الله، قال «لن أرد على ما ذكرتَه للتو. إننا نركز على قتال حماس»، وفق وكالة رويترز.
أما البيت الأبيض، وعلى لسان جون كيربي المتحدث باسما فقال «لم نر حزب الله يهب سريعا لدعم حماس ومساعدتها». فيما أشار مسؤول أميركي آخر، تحدث إلى الصحفيين مشترطا عدم كشف هويته، إلى أن حزب الله وإسرائيل لا يرغبان في دخول حرب. وتابع المسؤول «على حد علمنا، لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله في خوض حرب مع إسرائيل والعكس».
"في حال شن العدو حرباً على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف وحدود وقواعد وضوابط، ومن يفكر في الحرب معنا سيندم فالحرب معنا مكلفة جداً جداً" pic.twitter.com/IorXhmDSDA
— سيدحسن نصرالله (@SH_Nasrallah) January 3, 2024
قيادة بحركة أمل يتوقع رسائل رادعة للإسرائيليين
بيد أن حسن قبلان عضو المكتب السياسي لحركة (أمل) في لبنان يقول إن الرد على اغتيال العاروري سيكون على مستوى «أعلى بكثير» من عمليات على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي أن «العمليات تجري يوميا، وأعتقد أن الرد على اغتيال العاروري سيكون بمستوى أعلى لإيصال رسائل رادعة للإسرائيليين بأن الوصول إلى رؤوس المقاومة يفتح باب الوصول إلى رؤوس في قيادة إسرائيل».
ويعبر قبلان عن الاعتقاد أن «عملية قصف على الحدود اللبنانية وفلسطين ليست كافية، فالرد يجب أن يكون من طبيعة الاعتداء، والانتقام، يجب أن يكون من شخصيات قيادية وعسكرية داخل الكيان، ممن هم بمستوى موقع صالح العاروري، كما جرى مع اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي على يد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وفي 17 أكتوبر عام 2001 قتلت مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رحبعام زئيفي الذي كان وزيرا للسياحة ردا على اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى.
واغتيال العاروري (57 عاما) علامة أخرى على أن الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر في قطاع غزة تمتد في أنحاء الشرق الأوسط باشتباكات في الضفة الغربية وتبادل لإطلاق النار مع حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إضافة إلى مسارات الشحن في البحر الأحمر.
والعاروري الذي كان يعيش في بيروت هو أول قيادي سياسي كبير في حماس يُغتال خارج الأراضي الفلسطينية منذ شنت إسرائيل عدوانا شرسا من الجو والبر والبحر على قطاع غزة على أثر هجوم حماس المباغت على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري، لكنها تعهدت بالقضاء على حماس التي تحكم غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود في السابع من أكتوبر على خلفية عملية «طوفان الأقصى» التي أسفرت عن مقتل 1200 إسيرائيلي واحتجاز نحو 240 آخرين.
محلل لبناني: ردا المقاومة «آتٍ قريباً»
وفي مقابل ترقب دولي لالتقاط إجابة صريحة لاستنتاج كيف سيتعامل حزب الله مع عملية اغتيال القائد الفلسطيني، إلا أن المحلل السياسي اللبناني ناصر قنديل (المقرب من المقاومة اللبنانية)، يتوقع «رداً قوياً من المقاومة آتٍ قريباً في الطريق، بصورة تعيد تأكيد المعادلات الأصلية، لا اغتيالات ولا انتهاك لأمن الضاحية»، حسب تغريدة عبر منصة «إكس»
وفسر قنديل عدم ورود «عبارة الرد في الزمان والمكان المناسبين» في خطاب نصر الله، إلى رغبة حزب الله بأنها «ثقة في أن الردّ سوف يتحدّث عن نفسه، ولأنه سوف يكون ظاهراً وعلنياً فلا حاجة للقول أكثر، نترك الأمر للأيام والليالي والميدان».
وخاض حزب الله قصفا متبادلا شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة. وقال مصدران أمنيان لرويترز إن مسؤولا محليا بحزب الله وثلاثة أعضاء آخرين اغتيلوا يوم الأربعاء في ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان.
واستشهد أكثر من 120 من مقاتلي حزب الله ونحو 24 مدنيا في الأراضي اللبنانية، فضلا عن تسعة جنود إسرائيليين على الأقل في إسرائيل. وقال نصر الله «إذا فكر العدو أن يشن حربا على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف، بلا حدود، بلا قواعد».
ويزيل مقتل العاروري اسما كبيرا من قائمة أبرز خصوم الاحتلال المطلوبين، وتتوقع وكالة رويترز أن تدفع هذه الجريمة قادة حماس في الخارج للتخفي أكثر ويعيق الجهود الرامية للتفاوض على وقف جديد لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين.
ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بتدبير هجمات على إسرائيليين. لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في «قلب المفاوضات» التي تجريها مصر وقطر بشأن الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
اقرأ أيضا:
حسابات نصر الله «المضبوطة» تتوعد إسرائيل: «بيننا وبينكم.. الميدان والأيام والليالي»
3 مواقف أميركية تصدم الشرق الأوسط: لا إبادة بـ«غزة».. وداعش في إيران.. ورد دولي على «الحوثي»