نيران الاحتلال تحرق مخيمات اللاجئين في غزة
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الجوي والبري على قطاع غزة، وكثفت طائراتها ودباباتها الهجمات على مخيم البريج للاجئين بوسط القطاع، فيما من المقرر أن تعقد محكمة العدل الدولية يوم الخميس المقبل أولى جلساتها للنظر بالدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لارتكابها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في عدوانها على قطاع غزة.
وحسب شهود عيان في غزة فإن دبابات الاحتلال تقدمت من الشرق والشمال حاصرت مدرستين وإن جنودا اقتادوا بعض الناس منهما. وأضافوا أنهم يشعرون بقلق بسبب وجود قناصة على أسطح مبان. وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل في تدمير مساحات كبيرة من القطاع المكتظ بالسكان وفي كارثة إنسانية. كما جعل معظم السكان بلا مأوى ويتكدسون في مناطق آخذة في الانكماش ومهددين بمجاعة بسبب نقص الغذاء.
وأبلغ مسعفون في رفح قرب حدود غزة الجنوبية مع مصر بأن ضربة صاروخية إسرائيلية على منزل أودت بحياة ثلاثة أشخاص. وقالت وزارة الصحة في غزة أيضا إن قصفا جويا إسرائيليا قتل وجرح العشرات في مخيم جباليا بشمال القطاع.
وبلغ العدد المسجل للفلسطينيين الذين استشهدوا جراء الهجوم الإسرائيلي حتى يوم الأربعاء وصل إلى 22313، أو ما يمثل 1% تقريبا من إجمالي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وفقما تقول وزارة الصحة في القطاع.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إفادة يومية يوم الأربعاء بأن «معارك طاحنة» مع المقاومة الفلسطينية تتواصل في مدينة خان يونس بجنوب القطاع. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قتل عشرة جنود إسرائيليين في البريج واستهداف خمس دبابات وناقلات جند.وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع في 20 أكتوبر وصل إلى 177.
جنوب أفريقيا: سينواصل كفاحنا من أجل العدل والحرية للفلسطينيين
قضائيا، أعلن الناطق باسم وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، كلايسون مونيلا، في تدوينة على منصة «إكس»، أنه من المقرر أن تنطلق الجلسة الأولى للمحاكمة في 11 يناير الجاري في مدينة لاهاي الهولندية، وتتواصل في اليوم التالي، موضحًا أن بلاده تواصل تحضيراتها في هذا الخصوص.
وفي سياق متصل، دعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور إلى دعم دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها بلادها ضد إسرائيل. وقالت باندور في كلمة لها، اليوم الأربعاء، «لن ننسى فلسطين أبدا وسيتواصل كفاحنا من أجل العدل والحرية للفلسطينيين أمام العالم لوقف الإبادة الجماعية في غزة». وأضافت أن «علينا الكفاح لتحريك العالم الذي فشل في وقف المجازر بحق الفلسطينيين ومنع الاحتلال من مواصلة جرائمه». وأوضحت أن «مجلس الأمن والأمم المتحدة بهذا الشكل غير قادرين على الدفع بعملية السلام وعلينا أن نكافح من أجل أن يكون هناك تحرك يوقف الإبادة الجماعية».
وكانت جنوب إفريقيا قد قدمت مؤخرًا طلبًا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لقيامها بأعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حسبما أعلنت المحكمة الدولية في بيان يوم الجمعة الماضي. وأكّدت جنوب إفريقيا أن «أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة.. لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والاثنية الأوسع، أي الفلسطينيين»، وفق بيان المحكمة.
وفي 21 نوفمبر 2023، علقت جنوب إفريقيا علاقاتها مع إسرائيل، احتجاجا على هجماتها المدمرة في غزة. وسبق ذلك استدعاء جنوب إفريقيا سفيرها لدى إسرائيل، للتشاور بشأن الهجمات على القطاع الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة.
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الماليزية، قرار جنوب إفريقيا، رفع الدعوى بأنه «خطوة ملموسة» نحو المساءلة، وأعربت عن دعمها له. كما أعلنت وزارة الخارجية التركية دعمها لدعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.
وشددت الخارجية التركية، في بيان صدر عنها، مساء الأربعاء، على أن «قتل إسرائيل لأكثر من 22 ألف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال لا يجب أن يمر دون عقاب ودون محاسبة الجناة أمام القانون الدولي». وأضافت «نأمل أن تنظر محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب إفريقيا في أسرع وقت ممكن وسنتابع تنفيذ قراراتها».
وقد تصدر «محكمة العدل الدولية» خلال هذه المحاكمة قرارا بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.