«فتح» ترد على مقترحات غالانت لحكم غزة: «لا قيمة لها»
وصفت حركة فتح مقترحات وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت وتصوراته لمستقبل حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب مرفوضة و«لا قيمة لها»، فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ91 على التوالي حيث تسبب القصف بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
ووفقا لخطة غالانت ستتكون الإدارة المدنية لغزة من أربعة أطراف هي إسرائيل وقوى مدنية فلسطينية وقوة متعددة الجنسيات ومصر. وستكون الهيئات المحلية الفلسطينية الأساس لآليات الإدارة المدنية للقطاع، بشرط ألا تكون معادية لإسرائيل.وبحسب مقترح غالانت الذي تداولته وسائل إعلام ستقدم إسرائيل معلومات لتوجيه عمليات الإدارة المدنية وكذلك القوة متعددة الجنسيات. وستفتش إسرائيل جميع البضائع التي تدخل غزة لضمان عدم تهريب أسلحة للقطاع.
وبحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» طرح غالانت خطته على حكومة الحرب ومجلس الوزراء الأمني المصغر أمس الخميس، وقال في إيجاز صحفي قبل الاجتماع «حماس لن تحكم غزة.. وإسرائيل لن يكون لها حكم مدني على غزة».
أميركا تروج لنموذج إدارة غزة
في السياق نفسه، قال متحدث وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إنه ينبغي مناقشة نموذج إدارة من شأنه توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة واحدة في المستقبل. وأوضح ميلر في مؤتمر صحفي، أمس الخميس، أن بلاده ستناقش الحاجة إلى إدارة توحد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة فلسطينية.
وقال عبد الفتاح دولة المتحدث باسم فتح في تصريح إلى وكالة أنباء العالم العربي إن «مقترح غالانت لا يمكن قبوله، وفلسطين لن يحكمها إلا الفلسطينيون، ونحن من سيحدد ويختار من يحكم فلسطين، هذه بلادنا». وأشار دولة إلى أن تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتركز على ما بعد انتهاء الحرب وحكم غزة «وكأنه بقي في غزة ما يُحكم، غزة لم يبق فيها شئ»، مؤكدا أن القطاع سيحتاج بعد الحرب إلى «عمل كبير» لإعادة الحياة له.
فتح ترفض مخطط التهجير
وشدد دولة على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقال «هناك سلطة فلسطينية تمثل الكيان السياسي للدولة، وهي مسؤولة مسؤولية كاملة عن قطاع غزة والضفة والقدس، وهناك فصائل وطنية وشعب هو من يختار، ويحدد من يحكم بلاده». وأضاف أن إسرائيل تنفذ الآن «مشروعا صهيونيا قديما لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وهو مشروع كان صدر عن وزارة الاستخبارات العسكرية قبل الحرب لتهجير الشعب الفلسطيني أولا من شمال القطاع إلى الجنوب ومن ثم من الجنوب إلى سيناء».
و قال المتحدث باسم حركة فتح إن «هذا المنطق مرفوض في فلسطين، ويفترض ان يكون مرفوضا دوليا، التحدي في اعتقادي ليس فقط للفلسطينيين، التحدي الآن للمجتمع الدولي ولمن كانوا رعاة لعملية السلام ولحل الدولتين، وعلى العالم أن يقول كلمة الآن لوقف العدوان على شعبنا». وأكد دولة أن الحل يكمن في مسار سياسي وفقا للشرعية الدولية التي تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67. وقال إن الوضع في قطاع غزة «أصعب من أن يتم الحديث الآن عمن يدير، لأن غزة لم يبق فيها إلا القليل والمطلوب الآن إغاثة قطاع غزة، وإعادة إعمار، وإعادة الروح والحياة إلى القطاع».
ومع تواصل المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، إلى أكثر من 22، 430 شهيدا، بينهم 9730 طفلا و6830 إمرأة، بالإضافة إلى 7000 مفقود، وأكثر من 57، 600 جريح.
عشرات الشهداء في خان يونس ورفح وغزة والنصيرات والمغازي
استشهد فلسطينييان على الأقل وأصيب آخرون، مساء الخميس، جراء الغارات المتواصلة التي يشنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء في المدينة منذ الصباح إلى 32 شهيدا.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في حي الأمل في خان يونس، بالتزامن مع تواصل قصف مدفعية الاحتلال على مناطق وسط المدينة. كما استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون في قصف طيران الاحتلال لمنزل بمنطقة القرارة في خان يونس. وفجّر جيش الاحتلال مربعات سكنية في بلدة خزاعة ومناطق مجاورة شرق خان يونس.
وفي وقت سابق، استشهد فلسطيني على الأقل، وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي محيط المستشفى الأوروبي جنوب شرق خان يونس، كما استشهد فلطسينيان في قصف إسرائيلي على منطقة الفخاري شرقا، في حين دمر طيران الاحتلال منزلا لعائلة كوارع شرق المدينة، وشن غارات على محيط مستشفى ناصر، ومستشفى الأمل، ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأظهر مقطع فيديو جثامين 14 شهيدا بينهم 9 أطفال، جرى انتشالهم بعد قصف طيران الاحتلال لخيام النازحين في محيط منطقة المواصي الساحلية غرب خان يونس.
وفي رفح جنوب القطاع، استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة أبو سنجر وسط المدينة.
وفي مخيم المغازي وسط القطاع، قصف طيران الاحتلال منزلا لعائلة أبو هولي، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الاحتلال قصف منزل مدير مركز إسعاف المحافظة الوسطى أنور أبو هولي في مخيم المغازي، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والإصابات، مشيرةً إلى أن طواقمها استطاعت إخلاء شهيدين وخمس إصابات حتى اللحظة فيما لا يزال عدد من المواطنين تحت الأنقاض.
كما أطلقت طائرات الاحتلال المسيّرة الرصاص صوب نازحين قرب مدخل قرية المصدر وسط القطاع. وتمكنت طواقم الإنقاذ والإسعاف من انتشال عدد من الشهداء والجرحى من تحت أنقاض منزل استهدفه طيران الاحتلال في مخيم المغازي.
وكان 5 فلسطينيين، استشهدوا في وقت سابق، وأصيب عدد آخر، إثر استهداف الاحتلال مركبة أحد المواطنين في المخيم الجديد بالنصيرات وسط غزة. وقصفت مدفعية الاحتلال مناطق الزوايدة والنصيرات والمغازي والبريج وسط القطاع، ودمر طيران الاحتلال منزلا لعائلة اللوح قرب جسر وادي غزة.
وفي مدينة غزة، أفادت مصادر طبية بوصول جثامين 9 شهداء إلى مجمع الشفاء الطبي جراء قصف طيران الاحتلال لأحياء المدينة، إذ شن غارات على منطقة جحر الديك جنوبا، وقرب ميناء غزة، لترتفع حصيلة الشهداء الذين جرى انتشالهم في المدينة منذ صباح اليوم إلى 39 شهيدا.
اقرأ المزيد:
بعد صالح العاروري.. من هو «ممدوح لولو» الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي؟