ترامب يحذر من «حرب عالمية ثالثة»
حذر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من نشوب ما أسماها «حرب عالمية ثالثة» إذا أعيد انتخاب بايدن، مشددا أمام أنصاره من مؤيدي شعار «فلنعد إلى أميركا عظمتها» على أن «هذه فرصتنا الأخيرة لإنقاذ أميركا».
وفي جولة انتخابية أمس السبت في ولاية آيوا حيث يشارك في تجمّعين في الذكرى الثالثة لاقتحام الكابيتول في واشنطن، قال ترامب إنه «سيفوز» بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر، واصفا جو بايدن بأنه «أسوأ» رئيس للولايات المتحدة، وفق وكالة فرانس برس.
وتنظم هذه الولاية الواقعة في الوسط الغربي للولايات المتحدة في 15 يناير، مجالسها الانتخابية الشعبية (كوكوس) لتنطلق بذلك الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي في خريف هذه السنة، ما يمنحها منذ نصف قرن وزنًا كبيرًا في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ملاحقات قضائية بحق ترامب
وسيواجه الجمهوري الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 رغم توجيه أربعة اتهامات قضائية إليه على المستوى الفيدرالي، حكم الناخبين عليه في غضون ثمانية أيام للمرة الأولى منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير 2021 في أجواء صاخبة. ودون أن يتفوه بكلمة بشأن هجوم أنصاره على الكابيتول في 6 يناير 2021، وصل ترامب الجمعة إلى ولاية آيوا حيث ألقى كلمة في تجمّع انتخابي في مدينة نيوتن ثمّ يلقي خطابا في مدرسة في مدينة كلينتون على الحدود مع ولاية إيلينوي.
ووصف ترامب بايدن بأنه الرئيس «الأسوأ» في تاريخ الولايات المتحدة، آسفا لأن الولايات المتحدة، القوة الرائدة في العالم، باتت «في تراجع». وفي خطاب استمر ساعتين السبت أمام أنصاره في نيوتن بولاية آيوا، لم يتعمق ترامب في أحداث 6 يناير، لكنه وصف المسجونين على خلفية ذلك الهجوم بأنهم «رهائن» وقال إنه إذا انتُخب فسيعفو عن كثيرين.
وسخر ترامب من الرئيس بايدن، منافسه المحتمل في انتخابات نوفمبر. وقال إن بايدن أشرف على التدهور الاقتصادي واستدعى الفوضى على حدود البلاد، بينما فشل في وقف الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال ترامب «كنت سأوقِف بوتين بالتأكيد»، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولم يتخل ترامب قط عن مزاعمه حول فوزه في انتخابات عام 2020، وأعلن أنه سيفوز في نوفمبر «للمرة الثالثة». في مدينة سيوكس سنتر أول من أمس الجمعة، اتهم ترامب بايدن بـ«إثارة المخاوف» بعد خطاب وصفه بأنه «مثير للشفقة» ألقاه الرئيس الديموقراطي في ولاية بنسلفانيا قارن فيه خطاب الملياردير الجمهوري بخطاب «ألمانيا النازية».
ترامب: عهد بايدن سلسلة من الضعف والفساد
ووصف ترامب عهد بايدن بأنه «سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاية والفساد والفشل». وقال ترامب «في غضون عشرة أيام، سيدلي سكان هذه الولاية بأهم صوت في حياتهم»، معتبرًا أن ظروف الحملة الانتخابية للعام 2024 وتحدياتها «أكثر» أهمية ممّا كانت عليه عام 2016 حين فاز بالرئاسة.
رغم الاتهامات القضائية الموجهة إليه وخطر السجن بسبب محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020، تمنح استطلاعات الرأي 60% من أصوات الجمهوريين لترامب في مواجهة منافسَيه الرئيسيين نيكي هايلي ورون ديسانتيس، في تقدّم غير مسبوق.
ففي ولاية آيوا وعدد من الولايات المحافظة الأخرى، يتمتع الملياردير السبعيني الذي أحدث تحولات في المشهد السياسي الأميركي في أقل من عشرة أعوام، بقاعدة جماهيرية وفية جدًا قادرة على غضّ الطرف عن مشاكله القضائية.
انقسام حول هجوم الكابيتول
ولا يزال الهجوم على مقر الكونغرس قبل ثلاثة أعوام يثير انقسامًا عميقًا في الولايات المتحدة حيث يعتقد 25% من الأميركيين و44% من الناخبين المؤيدين لترامب أن مكتب التحقيقات الفدرالي وراء هذا الهجوم، حسبما أظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وجامعة ميريلاند.
وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي السبت توقيف ثلاثة مطلوبين في فلوريدا لمشاركتهم في الهجوم على الكابيتول. خلال تحقيق موسّع دام 35 شهرًا ولا يزال مستمرًا وجهت السلطات الاميركية التهمة لأكثر من 1200 شخص في ولايات البلاد الخمسين لمشاركتهم في تمرد السادس من كانون الثاني/يناير 2021. ودين أكثر من نصفهم.
وأكد بايدن الجمعة أن ترامب وأنصاره يتوسّلون «العنف السياسي». وقال إن «ترامب وأنصاره (من مؤيدي شعار: فلنعد إلى أميركا عظمتها) لا يتبنون العنف السياسي فحسب، بل يستخفون به».
ومن المقرّر أن يمثل ترامب أمام القضاء في واشنطن في الرابع من مارس بتهمة التآمر لإلغاء نتائج الانتخابات، ويواجه اتهامات بالابتزاز في جورجيا حيث سعى لقلب نتائج الانتخابات في الولاية الجنوبية بعد هزيمته.
وتجري في اليوم التالي، أي في الخامس من مارس، نحو 15 ولاية بينها ماين وكولورادو الانتخابات التمهيدية، وهو ما يُعرف أيضا بـ«الثلاثاء الكبير» عندما يتوجّه الناخبون إلى صناديق الاقتراع.
وقدّم بايدن الذي يتخلّف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد، في خطاب ألقاه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة إذ كان أحد المعسكرات الرئيسية للجيش خلال حرب الاستقلال.
واتهم بايدن ترامب باستخدام خطاب «ألمانيا النازية»، قائلا إن الرئيس الجمهوري السابق «يتحدث عن دماء الأميركيين المسمومة، مستخدما بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية».
وفي مقال نشرته مجلة »ذي أتلانتيك» الجمعة، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأميركي في فترة هجوم الكابيتول نانسي بيلوسي »لجوء دونالد ترامب إلى الهجوم»، معتبرة أن »التهديد ضد ديموقراطيتنا لا يزال حقيقيًا» حتى بعد ثلاثة أعوام عليه.
بايدن: لولا ترشح ترامب «لما كنت واثقاً» من السعي لولاية ثانية