ولاية رابعة للمرأة الحديدية في بنغلاديش بعد انتخابات «باردة»
فازت رئيسة الوزراء في بنغلاديش الشيخة حسينة (76 عاماً)، الملقبة بـ«المرأة الحديدية»، برابع فترة ولاية على التوالي، بعد أن حصل حزبها على الأغلبية المطلقة.
يأتي سط انخفاض نسبة الإقبال على الانتخابات العامة التي قاطعتها المعارضة الرئيسية وبدت «باردة»، وفق ما أعلنت مفوضية الانتخابات، الإثنين.
وحصل حزب «رابطة عوامي» على 165 مقعداً من أصل 224 في الانتخابات التي جرت الأحد، فيما لم تعلن نتائج بقية المقاعد.
اقرأ أيضا:
انتهاكات حقوق العمال تسجن «أبو الفقراء» في بنغلاديش
وقاطع حزب المعارضة الرئيسي «بنغلاديش الوطني»، الذي شارك في انتخابات 2018، لكنه لم يشارك في 2014، الانتخابات بعد أن رفضت حسينة مطالبه بالاستقالة والسماح لسلطة محايدة بإدارة الانتخابات، وفق «رويترز».
اتهام المعارضة بالتحريض
وفي تقرير لوكالة «رويترز»، اتهمت حسينة، المعارضة بالتحريض على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت داكا منذ أواخر أكتوبر الماضي، وأسفرت عن سقوط 14 شخصاً على الأقل، وعزف مواطني بنغلاديش إلى حد كبير عن المشاركة في الانتخابات العامة التي جرت الأحد، وشابتها أعمال عنف.
من جانبه قال كبير مفوضي الانتخابات قاضي حبيب الأول، إن نسبة المشاركة بلغت نحو 40% عند إغلاق صناديق الاقتراع، مقارنة بأكثر من 80% في انتخابات عام 2018، فيما قضت محكمة في بنغلاديش بسجن محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام 6 أشهر، وذلك بتهمة انتهاك قوانين العمل في العاصمة دكا.
وكانت أعمال عنف قد اندلعت عشية الانتخابات، تسببت في حرق قطار ركاب أودى بحياة 4 على الأقل، ووصفته الحكومة بأنه "متعمد"، كما أُضرمت النيران في عدد من مراكز الاقتراع والمؤسسات في أنحاء البلاد.
تحول في اقتصاد بنغلاديش وصناعة الملابس
ونجحت الشيخة حسينة في إحداث تحول في اقتصاد بنغلاديش وصناعة الملابس على مدى الـ15 عاماً الماضية، لكن منتقديها اتهموها بالاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وقمع حرية التعبير والمعارضة، فيما تخضع منافستها الرئيسية خالدة ضياء، التي تولت رئاسة الوزراء مرتين وهي زعيمة حزب بنغلاديش الوطني، فعلياً للإقامة الجبرية بتهم فساد تقول المعارضة إنها ملفقة.
امرأة آسيا الحديدية
وخلال عقدين، قادت حسينة جهودا للتخفيف من حدة الفقر في بلادها التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، وتمكنت تلك الجهود من رفع متوسط نمو الناتج المحلي السنوي الإجمالي بنسبة 7% في معظم تلك الفترة.
وأطلقت مجلة «إيكونوميست» عليها لقب امرأة آسيا الحديدية، وردت على سؤال بشأن طموحاتها التي لم تتحقق بعد، بأنها تطمح للقضاء على الجوع والفقر في بلدها وجعله دولة متقدمة، لكنها سرعان ما خرجت عن الموضوع فجأة، وسألت المراسل «هل يمكنك أن تتخيل أنهم قتلوا والدي؟»، مشيرة بذلك إلى ماضيها المأساوي الذي يلقي بظلاله على حياتها المهنية.
وأضافت وعيناها تغرورقان بالدموع «لقد قتلوا أخي وأمي وأخي الآخر الذي لم يتجاوز عمره 10 سنوات، وشقيقتَي زوجي، وعمي الوحيد المعاق».