نصف سكان إسرائيل مصابون بالاكتئاب
تسلل الاكتئاب إلى حوالي نصف سكان إسرائيل، بالتزامن مع مواصلة المواجهات بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، في ظل عدوان يقترب من يومه المائة على قطاع غزة.
وبعدما كان الاكتئاب والأزمات النفسية ترافق الجنود العائدين من غزة، من هول ما رآوه هناك، فإن الخلل النفسي لازم هو الآخر السكان الذين يعيشون تحت نيران المقاومة التي ترد على الاعتداءات اليومية بصواريخ تصل مداها إلى تل أبيب.
وخلال الأشهر الماضية، تحدثت تقارير عن هجرة جماعية عكسية لليهود باتجاه أوروبا، هربًا من حالة التوتر الجارية، فضلاً عن فقدان آلاف الوظائف مع حصار اقتصادي لا يزال ينخر في جسد القطاع.
الإعلام العبري، أبرز مؤخرًا تدهور الحالة النفسية لنحو نصف الإسرائيليين بعد الحرب الجارية وزيادة حادة في استهلاك أدوية الاكتئاب، وسط تسريح الآلاف من وظائفهم، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن 1600 جندي إسرائيلي يعانون من الصدمات وأعراض التوتر منذ بدء الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى تسريح 90 جنديًا إسرائيليًا من الخدمة، بسبب مشاكل نفسية منذ بدء الحرب، بينما 3 آلاف جندي إسرائيلي تواصلوا مع خط المساعدة المعني بالصحة النفسية منذ بدء الحرب.
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في وقت سابق، أن 7% من جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي يعانون أعراضًا نفسية مباشرة، بينما لا تزال أصداء «طوفان الأقصى" تتردد بقوة داخل المجتمع الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا
شاهد.. إسرائيل تتجسس على حزب الله بأكبر منطاد في العالم
شاهد | تدمير ناقلة جند إسرائيلية وسط غزة
شاهد.. مذيعة إسرائيلية بسلاح ناري داخل الاستديو
وسمحت أيام الهدنة السابقة بلفت الانتباه إلى الآثار النفسية التي خلّفها هجوم المقاومة في السابع من أكتوبر 2023، وما أعقبه من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة في الداخل الإسرائيلي، الذي يبدو أنه يعاني من «أزمة نفسية عميقة» لن يكون من السهل تجاوزها.
وسبق أن ركزت نشرت صحيفة «هآرتس» على مشاهد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، واصفة إياها بـ«التعذيب النفسي الضروري».
الصحيفة قالت إن إسرائيل باتت تنقسم كل مساء بين أولئك الذين يقضون المساء يبكون على الأريكة بينما يشاهدون إطلاق شريحة يومية من الأسرى من غزة «لأن أسيرهم المُنتظَر لم يكن منهم»، وآخرين يواسون هؤلاء، قبل أن تتبدل الأدوار في المساء التالي.
أما مؤسسة «مكابي للخدمات الصحية» فقالت إن عدد وصفات المهدئات الطبية والأدوية النفسية الخاصة بعلاج الاكتئاب ومضادات القلق والصدمات ارتفع بنسبة 20% خلال شهر أكتوبر 2023 مقارنة بالشهر الذي يسبقه، فيما صرحت كبيرة أطباء الأمراض النفسية في المؤسسة ذاتها أنه «ليس كل مَن يزور الطبيب سيغادر بالضرورة بوصفة طبية، هناك أولئك الذين يكفيهم مكالمة طمأنينة أو إحالة للعلاج عبر الهاتف، وهناك أيضا أولئك الذين سيُوجَّهون لاستخدام المهدئات الطبيعية»، الأمر الذي يعني أن العدد الفعلي لمَن يمرون بأزمة نفسية في المجتمع الإسرائيلي يفوق كثيرا تلك النسبة المعلنة.
الحالة النفسية السيئة ليست وليدة اللحظة، فقد تناولت دراسة صدرت عام 1987 ونُشرت على الإنترنت عام 2009 وحملت عنوان «التعرض للإجهاد القتالي المتكرر: تفاعل كرب القتال بين الجنود الإسرائيليين خلال حرب لبنان )1982( التداعيات النفسية لحالة الاستنفار القتالي لجنود الاحتلال، من خلال دراسة حالة عصبية بعينها تصيب الجنود تُعرف باسم "تفاعل كرب القتال».
الدراسة أوضحت أن المعاناة من كرب القتال في حرب لبنان كانت مرتبطة بالأزمات النفسية التي عاشها الجندي الإسرائيلي في الحروب السابقة، فقد كان معدل الإصابة بكرب القتال في حرب لبنان أعلى لدى الجنود الذين عانوا من الأزمة ذاتها في حروب سابقة مقارنة بالجنود الذين ليس لديهم خبرة قتالية سابقة.
كرب القتال يتحول إلى اضطراب ما بعد الصدمة، حيث توصلت دراسة نُشرت عام 1994 إلى نسب مرتفعة من الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة لدى المحاربين القدامى الإسرائيليين في حرب عام 1973.
ورقة بحثية أخرى نُشرت عام 2013 بحثت في الجوانب النفسية الإسرائيلية في المواجهات التي يخوضها جيش الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية والعمليات التكتيكية النفسية قبل وأثناء وبعد المعركة لمساندة العمليات العسكرية وتدمير معنويات المقاتلين والمدنيين العرب.
اقرأ أيضا
رؤوس قادة إسرائيل أهداف محتملة.. ماذا يدور في رأس نصر الله؟
خطف رضيعة من غزة ونقلها إلى إسرائيل يحدث ضجة واسعة
لمى أبو جاموس.. «طفلة صحفية» من غزة تتحدى الاحتلال الإسرائيلي