استدعاء المقاتلات.. منعطف خطير في «حرب الحشيش» بين الأردن وعصابات التهريب
خرجت عمليات التسلل من الحدود السورية صوب جارتها الأردنية من نطاق تهريب المواد المخدرة إلى السلاح والبشر، واشتباكات متتالية مع عشرات المسلحين، لتستدعي الأردن الطائرات المقاتلة لقصف معاقل تلك العصابات التي تديرها إيران وفق اتهامات أردنية رسمية، مع مخاوف من اتساع نطاق المواجهات وفق تقارير دولية.
كشفت مصادر مخابرات إقليمية أن طائرات أردنية نفذت أربع ضربات داخل سوريا اليوم الثلاثاء في ثان غارة من نوعها خلال أسبوع تستهدف ما يُشتبه بأنها مزارع ومخابئ لمهربي المخدرات المرتبطين بإيران، وفق «فرانس برس».
وكثف الجيش الأردني حملته على تجار المخدرات بعد اشتباكات الشهر الماضي مع عشرات الأشخاص الذين يُشتبه بأن لهم صلات بجماعات مسلحة موالية لإيران، والذين كانوا يحملون كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود مع سوريا.
ودأبت الأردن ودولا غربية على اتهاب حزب الله اللبناني وفصائل مسلحة أخرى موالية لإيران تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا بالوقوف وراء زيادة وتيرة التهريب، يقابله نفي إيراني على طول الخط، وفق التقرير.
وشددت المصادر تقارير أوردها
استدعت عمليات التهريب تنفيذ ثلاث ضربات استهدفت تجار مخدرات بارزين في بلدتي الشعب وعرمان بمحافظة السويداء بالقرب من الحدود الأردنية السورية، وأصابت الضربة الرابعة مزرعة قريبة من قرية الملاح، وفق مصادر لموقع «السويداء 24 الإخباري».
واستهدف الطيران الأردني يوم الخميس الماضي مواقع مماثلة في السويداء، حيث يشتبه المسؤولون في حدوث الكثير من عمليات التهريب عبر الحدود، وفق التقرير.
تطور العمليات
ولم تعد الحرب التي يواجهها الأردن على طول حدوده الشمالية مع سوريا مرتبطة بتهريب المخدرات وحبوب «الكبتاغون» فحسب، بل تطورت لتصل إلى حد عمليات عبور الأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية، وإشعال مواجهات مباشرة لتحقيق الغرض على الأرض، وهو ما حصل يوم الاثنين، وفق تقرير لـ «سكاي نيوز».
وأحبطت عمان 4 محاولات في غضون أسبوع واحد فقط، وأدت حادثة منها إلى مقتل جندي أردني، بعدما اشتبكت قوات من حرس الحدود مع مهربين حاولوا العبور من الجانب السوري إلى الأردني.
ويتخوف مراقبون أن تأخذ عمليات التهريب من سوريا إلى الأردن منحنى تصاعدي، إذا لم تفض اتصالات عمّان الأخيرة مع دمشق إلى أي حل يذكر، وفق تقرير لموقع «الحرة».
تطور عمليات التهريب
وشهدت عمليات التهريب تغيرا نوعيا من « أكف الحشيش» إلى الحبوب المخدرة وأشهرها «الكبتاغون» بعد أغسطس 2023 إلى عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات من نوع « tnt »، وهو ما أعلن عنه الجيش الأردني لأكثر من مرة.
الملك على الحدود
في وقت استمرت عمليات الأردن في ضبط شحنات الحبوب والأسلحة، وصل خلال الأيام الماضية وبالتزامن مع التوترات الخاصة بحرب إسرائيل في غزة إلى نقطة مواجهة أو «معركة على الحدود»، وفق وصف الناطق باسم الحكومة الأردنية، المبيضين.
ولأكثر من مرة زار الملك الأردني عبد الله الثاني الحدود الأردنية السورية، وأطلق سلسلة رسائل وتهديدات تتعلق بإصرار جيشه على مواجهة الحرب العابرة للحدود.
وفي أعقاب تحركات التطبيع العربي الأخيرة التقى وزير خارجيته أيمن الصفدي، مع مسؤولين في دمشق، وناقشوا قضايا عدة، على رأسها «التهريب العابر للحدود»، وصولا إلى اجتماع قادة الجيش والاستخبارات.، وفق «الحرة».
لكن هذه اللقاءات لم تفض إلى تطورات ملموسة على الأرض، وهو ما أشارت إليه أوساط أردنية مؤخرا.
ويرى عامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي أردني، «أن ما تشهده الحدود بين الأردن وسوريا كان متوقعا، لكن الاستهداف الأخيرة تعد هجوما على الحدود وليس عمليات تهريب، نحن نتحدث عن اشتباكات دامت ساعات طويلة وفي ظل استخدام قذائف صاروخية»، وفق حديثه لـ «الحرة».
تصدير فوضى
وتتهم حكومات عربية والغرب النظام السوري بإنتاج مادة الأمفيتامين المخدرة المعروفة باسم «الكبتاغون»، التي تدر أرباحا كبيرة وتنظيم تهريبها إلى الخليج مرورا بالأردن كنقطة عبور رئيسية.
ويشعر الأردن منذ أكثر من عامين بالقلق بسبب الانفلات الأمني في جنوب سوريا، إذ كرر اتهامات واشنطن بأن ميليشيات موالية لإيران تحميها وحدات من الجيش السوري تدير شبكات تهريب بمليارات الدولارات.
ويرى الخبير العسكري أبو نوار الحشود التي دفعت بها الميليشيات المدعومة من إيران مؤخرا إلى حدود الأردن مع العراق، وإلى صواريخ تم إطلاقها أيضا وتم التصدي لها في الأجواء الأردنية محاولة صريحة لنقل الفوضى إلى الأردن.
ويضيف في تصريحه لـ الحرة «حدود الأردن غير مستباحة. هو قوي جدا وله الوسائل والأهم من ذلك جيشه العربي وحرس الحدود».
أظهرت بيانات القوات المسلحة الأردنية، حصلت عليها CNN بالعربية، تسجيل «88 حالة طيران مسيّرة» على واجهات المناطق العسكرية المختلفة منذ بداية 2023 وحتى 24 أغسطس، موزعة بين حالات «الإسقاط أو الرصد والتشويش»، إضافة إلى التصدي لما مجموعه 194 عملية موزعة بين 81 محاولة تهريب أو تسلل، و98 عملية تسلل مضبوطة، و15 عملية تهريب مضبوطة، حتى 28 أغسطس 2023.
وفي عام 2022، أظهرت البيانات أن محاولات وعمليات التسلل والتهريب بلغ مجموعها 383، موزعة بين 218 محاولة تهريب أو تسلل، و120 عملية تسلل مضبوطة، و45 عملية تهريب مضبوطة.
وسجلت عمليات التسلل المضبوطة في 2022 حتى نهاية شهر أغسطس 75، بينما بلغت 98 عملية تسلل مضبوطة في 2023 حتى نهاية أغسطس 2023.
مساعدات بمليار دولار
تلقت الأردن وعودا بالحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لتعزيز الأمن على الحدود، حيث قدمت واشنطن نحو مليار دولار لإقامة نقاط حدودية منذ بدء الصراع السوري في عام 2011.
وتقول واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات إن سوريا أصبحت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات التي تقدر بمليارات الدولارات، وأصبح الأردن طريق رئيسيا لعبور الأمفيتامين سوري الصنع المعروف باسم «الكبتاغون» إلى دول الخليج الغنية بالنفط.
، وفق سكاي نيوز.