ليلة استنفار حوثية.. ماذا يحدث في البحر الأحمر؟
يبدو أن جماعة الحوثي اليمنية استجمعت كامل قواها، مساء الثلاثاء، لإظهار قدرتها على تهديد المصالح الغربية في البحر الأحمر، ردًا على الدعم اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.
ليلة الثلاثاء كانت حافلة بالهجمات والهجمات المضادة، وتحول سماء البحر الأحمر قبالة اليمن إلى ساحة ميدانية عملياتية، مع إعلان البنتاغون إسقاط 18 طائرة مسيّرة و3 صواريخ أطلقها الحوثيون باتجاه البحر الأحمر.
هجمات مكثفة
وقال البنتاغون إنّ القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيّرة مفخخة وصاروخين مجنّحين وصاروخًا بالستيًا أطلقها مساء الثلاثاء الحوثيون من اليمن باتجاه مسارات شحن دولية في جنوب البحر الأحمر.
ورغم كثافة الهجمات، التي ربما تزيد عن العدد الذي أعلنت واشنطن إسقاطه، فإن البنتاغون قال إن الهجمات لم تسفر عن إصابات أو أضرار. واعتاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية عدم الإفصاح عن أية أضرار بشرية أو مادية جراء الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
الحوثيين شنوا هجوماً معقدًا بطائرات مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه إيرانية التصميم، وصواريخ كروز مضادّة للسفن، وصاروخ بالستي مضادّ للسفن
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إن «الحوثيين المدعومين من إيران شنوا هجوماً معقدًا بطائرات مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه إيرانية التصميم، وصواريخ كروز مضادّة للسفن، وصاروخ بالستي مضادّ للسفن، من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه جنوب البحر الأحمر».
التصدي للهجوم
وأوضحت سنتكوم في بيانها أنّ التصدّي لهذا الهجوم الحوثي الجديد تولّته مقاتلات إف18 أقلعت من على متن حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور وثلاث مدمرات أميركية ومدمرة واحدة بريطانية.
ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ على سفن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية. وتقع هذه الهجمات بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
ويتمسك الحوثيون باستمرار الهجمات للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب في غزة، تفاديًا لاستمرار التهديدات التي عرّضت للخطر الممر المائي الذي ينقل من خلاله ما يصل الى 12% من التجارة العالمية.
وفي أعقاب ذلك شكلت الولايات المتحدة قوة بحرية متعددة الجنسيات لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، لكن الجماعة اليمنية كثّفت من الهجمات على السفن العابرة وحاولت في كثير من المرات خطف إحداها.
وفي الخامس عشر من نوفمبر الماضي، أعلن زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، أن «عيون الجماعة مفتوحة لرصد أي سفن تعود ملكيتها أو تُشغلها شركات إسرائيلية»، رداً على الحرب في غزة، قبل أن توّسع عملياتها تجاه «كل السفن» المتوجهة لإسرائيل.
وصادرت الجماعة سفينة جالاكسي ليدر، التي تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي، ولا تزال السفينة وطاقمها المكون من 25 شخصاً محتجزين في اليمن، كما منعت الجماعة أيضاً سفينتين قالت إنهما إسرائيليتان من المرور وهما نمبر ناين، ويونتي إكسبلورر.
لكن في التاسع من ديسمبر، أعلنت جماعة الحوثي عن تصعيدٍ جديد، بمنع مرور كافة السفن المتجهة إلى إسرائيل، إذا لم يتم إدخال الغذاء والدواء الذي يحتاجه قطاع غزة، وستصبحُ تلك السفن «هدفًا مشروعًا لهم»، بحسب بيان للحوثيين.
اقرأ أيضًا
- مسؤول مصري سابق يحمل أميركا مسؤولية اضطراب الملاحة في البحر الأحمر