«خليجيون» خاص| هل تعود المارينز إلى مسرح الشرق الأوسط المشتعل؟
يوم تلو الآخر تتصاعد حدة القلق في المنطقة، تباعًا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مرورًا بنشوب مناوشات في الجنوب اللبناني، فيما اندلعت مواجهات بحرية بين الحوثيين والأميركان بالبحر الأحمر، بخلاف استهداف عسكريين موالين لإيران بالعراق، ما طرح تساؤلا حول احتمالات عودة الزحف الأميركي بجنود إضافية متمثلة في قوات المارينز.
وفيما تبدو الساحة اليمنية الأحدث على مسرح المواجهات، حيث تحاول أميركا دفعها بعيدًا عن حركة الملاحة بالبحر الأحمر، يعتقد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية السابق أن «الولايات المتحدة لن تتمكن من إرسال قوات مارينز إلى اليمن»، مبررًا ذلك إلى «صعوبة التضاريس اليمنية نظرًا لكثرة الجبال والأماكن الوعرة التي تمكن الحوثيين من تحويلها إلى مصائد تفترس من خلالها أي قوات معادية».
اللواء محمد رشاد: الضربات الجوية الأميركية لن تثني جماعة الحوثي عن هجماتها على السفن بالبحر الأحمر، بل من الممكن أن تزداد وتيرتها
ويضيف رشاد في تصريح إلى «خليجيون»: «أن الضربات الجوية الأميركية لن تثني جماعة الحوثي عن هجماتها على السفن بالبحر الأحمر، بل من الممكن أن تزداد وتيرتها، لاسيما أن الصواريخ الحوثية تطلق من الجبال والأودية القريبة من الحدود البحرية، فضلاً عن امتلاكها عددًا هائلاً من المسيرات الحربية التي تجعل الحرب معها مرهقة ومكلفة»
ويرى وكيل المخابرات المصرية السابق أن «القوات الحوثية ستواصل غاراتها على السفن المارة عبر مضيق باب المندب، حتى ترفع الولايات المتحدة العقوبات على إيران»، معتبرًا أن «الهجمات الحوثية ما هي إلا ورقة ضغط إيرانية على أميركا».
وذكر رشاد أن «طهران تشن حروب بالوكالة في العراق واليمن للضغط على أميركا وإسرائيل»، موضحًا أن «الدليل على ذلك هو امتلاك الحوثيين صواريخ بالستية ومسيرات من صناعة إيرانية».
وتقول الجماعة اليمنية إنها تواصل تهديد السفن العابرة باتجاه إسرائيل، حتى تكف الأخيرة عدوانها عن قطاع غزة المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
حجم انتشار المارينز في دول الخيليج
وانخفض حجم انتشار قوات المارينز الأميركية في دول الخليج سواء في القواعد العسكرية أو التابعة للسفارات، منذ القضاء على جذور تنظيم الدولة في العراق وسوريا، حسب تقرير مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية نشر في إبريل العام الماضي.
ووفقًا لتحليل إحصائيات الموظفين بوزارة الدفاع الأميركية، تقلص عدد قوات المارينز المعتمدة بشكل دائم في القواعد الأميركية أو السفارات في دول الخليج من 2209 أفراد عام 2015 إلى 480 فردًا فقط في نهاية 2022.
والانخفاض في انتشار قوات المارينز يرجع إلى تقلص معدل المخاطر في منطقة الخليج توازيا مع تحسن قدرات دول الخليج الدفاعية، ومضي الحكومات الخليجية في اعتماد سياسات مستقلة لاستيعاب التوتر واحلال السلام خاصة مع إيران التي مثلت أكبر مصدر تهديد منذ نهاية السبعينات، حسب الإحصائية.
ولكن في أكتوبر الماضي، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي عن عودة قوات المارينز إلى المنطقة العربية مجددًا، إذ ألمح إلى «وصول ضباط من الجيش الأميركي وجنرالاً من قوات المارينز فئة ثلاث نجوم، إلى الأراضي المحتلة»، وفق تصريحات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وأشار أكسيوس إلى أن «جنرالات المارينز وضباط الجيش الأميركي يتواجدون في إسرائيل بهدف تقديم المساعدة والمشورة لقيادة جيش الاحتلال في حربه على غزة».
قصف 60 هدفًا في 16 موقعًا تابعًا للحوثيين
وميدانيًا، أعلنت القوات الجوية الأميركية قصف 60 هدفًا في 16 موقعًا تابعًا للحوثيين، منها مركز قيادة وذخيرة وقواعد مرتبطة بالمسيرات والصواريخ الباليستية والرادارات.
وأوضحت القوات الجوية، في بيان اليوم الجمعة، أنه «جرى إطلاق أكثر من مئة صاروخ موجه بدقة في الضربات على الحوثيين، حيث تم استخدام طائرات وصواريخ توماهوك أُطلقت من السفن والغواصات، وأن القصف تركز على محافظات صنعاء والحديدة وتعز وذمار وصعدة».
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن «قوات أمريكية وبريطانية، وبدعم من البحرين وأستراليا وكندا ودول أخرى، نفذت بنجاح ضربات على أهداف للحوثيين، كذلك أكد ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، إنهم سيواصلون دورياتهم في البحر الأحمر لردع هجمات الحوثيين» وسرعان ما رد الحوثيون بأن «الأميركيين والبريطانيين سيندمون على عدوانهم وسيدفعون الثمن باهظًا».
الميليشيات العراقية مستمرة في مشاكة أميركا
وعن العراق، يقول اللواء رشاد أن «الميليشيات الشيعية العراقية لن تتوقف عن مشاكسة القوات الأميركية في العراق وفي المقابل الإدارة الأميركية ترغب في ضمانة استمرار بسط نفوذها على الإداراة العراقية وتتخوف من تحول الجيش العراقي إلى قوات إيرانية من شأنها تغيير العلاقة بين البلدين».
ويشير إلى أن «تخلص أميركا من قلقها لن يحدث إلا بإنهاء العدوان على غزة»، موضحًا أن «استمرار الحرب في القطاع الفلسطيني من شأنه تكبيد الولايات المتحدة والمنطقة خسائر كبرى اقتصاديا وعسكريا حيث ستتأثر حركة التجارة البحرية فضلا عن استنزاف الأموال في عمليات عسكرية مكلفة».
فصائل عراقية تستهدف مدينة إيلات
وكانت فصائل عراقية مسلحة، قد أعلنت اليوم الجمعة استهداف «هدف حيوي» بمدينة إيلات في جنوب الأراضي المحتلة.
ولم تذكر الفصائل التي تطلق على نفسها (المقاومة الإسلامية في العراق) تفاصيل حول كيفية القصف، لكنها قالت إنه جاء «ردا على المجازر» التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.
وسبق أن أعلنت تلك الفصائل استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا أو في إسرائيل، فيما تقول إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.
المقاومة العراقية تشن سلسلة هجمات بالقذائف والصواريخ على القواعد الأمريكية في العراق !!
تزامنا وتضامنا مع المقاومة اليمنية في مقاومتها للعدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي. pic.twitter.com/a4VzdP4QeP
— ناصر الناصر (@atras10) January 12, 2024
القوات الأميركية في سوريا والعراق مكشوفة
ويقول نورمان رول مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية، إنه «منذ عدة أسابيع عكفت أميركا إلى مباحثات دولية في المنطقة العربية، بحث عن حل لمنع اتساع رقعة الحرب، إذ توجه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة مرة أخرى، وزار عدد من البلدان الخليجية ثم اختتم بلقاء السيسي».
ولفت رول في حديث مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، إلى أن «القوات الأميركية ـ في سوريا والعراق وفي البحر ــ مكشوفة بشكل مؤلم. وفيما يتعلق بالوكلاء الإيرانيين، يبدو أن إدارة بايدن تسعى إلى إعادة إرساء مستوى من الردع دون أن تشعل هي نفسها الأوضاع الإقليمية»، على حد قوله.
دعوات الخروج من العراق
وفي أعقاب وقوع عمليات اغتيال لمسؤولين عسكريين موالين لإيران بالعراق، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على «ضرورة خروج القوات العسكرية الأميركية من العراق عن طريق التفاوض»، واصفا وجود تلك القوات بـ«المزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة».
وقال السوداني أول أمس الأربعاء، إن «هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة». وفقا لـ«رويترز».
وتصريحات السوداني جاءت غداة إعلان الولايات المتحدة الأميركية، استمرار قواتها في العراق دون التخطيط لسحبها، إذ يتمركز ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق. وقال الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحفية: «في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش».
اقرأ المزيد
- العراق يكشف خطوة جديدة لإنهاء وجود «التحالف الدولي»
- اليمن تحت القصف.. تعرف على أبرز هجمات الحوثي في البحر الأحمر