بريطانيا تفجر مفاجأة: تعرضنا لضغوط مكثفة لمعاقبة السعودية بسبب اليمن
فجر رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون مفاجأة من العيار الثقيل بشأن العلاقات البريطانية- السعودية وتعرضها لمنعطف خطير، بسبب جماعة الحوثي خلال عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقتها المملكة ضد الجماعة اليمنية، وهو الكشف الذي يتزامن مع دخول الهجوم الأميركي البريطاني على قواعد الحوثي يومه الثالث في اليمن.
وفي استدعاء لفترة رئاسة للحكومة البريطانية إبان حرب السعوديين مع جماعة الحوثي، قال جونسون في مقال له «عندما لفت الحوثيون الانتباه العالمي لأول مرة اكتشف السعوديون الخطر، تعرضنا في بريطانيا لضغط هائل كصديق قديم وحليف للمملكة العربية السعودية، لوقف الصراع في اليمن وإيجاد حل تفاوضي».
وأطلقت الرياض «عاصفة الحزم» وهو الاسم الذي استخدمته السعودية في الفترة الأولى (بين 25 مارس و21 أبريل عام 2015) من التدخل العسكري الذي قادته لدعم شرعية نظام هادي في اليمن، للإشارة للنشاط العسكري المتمثل أساسا بغارات جوية ضد جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) الموالية لإيران.
إلغاء اتفاقيات بين بريطانيا والسعودية
وأضاف جونسون في مقال نشرته الـ ديلي ميل «حاولنا إيجاد مسار للتفاوض وجلسنا مع الحوثيون وكانوا مدعومين من إيران وتعنتوا في حل الصراع. ثم كان هناك ضغط مكثف على الحكومة البريطانية لإلغاء الاتفاقيات التاريخية بين بريطانيا والمملكة، ووقف تدفق الأسلحة والدعم العسكري إلى الرياض».
رئيس وزراء بريطانيا السابق "بوريس جونسون " في مقال :
عندما لفت الحوثيون الانتباه العالمي لأول مرة اكتشف السعوديون الخطر .
تعرضنا في #بريطانيا لضغط هائل كصديق قديم وحليف للمملكة العربية #السعودية، لوقف الصراع في #اليمن وإيجاد حل تفاوضي .
حاولنا إيجاد مسار للتفاوض وجلسنا مع… pic.twitter.com/ybEWpCOZIf— The Saudi Post (@TheSaudi_post) January 13, 2024
وتابع رئيس وزراء بريطانيا السابق «بطبيعة الحال، فإن أي حظر من هذا القبيل كان ليكون بلا جدوى، إن لم يكن له نتائج عكسية، مما يجبر السعوديين على عقد صفقات مع الفرنسيين أو غيرهم من الموردين».
ظهور الحوثي
سيطر مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون) على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بمساعدة من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة اليمنية المرتبطة بعلي عبد الله صالح، واتهم عبد الملك الحوثي في أكثر من خطاب الرئيس هادي بالفساد ودعم الإرهاب، وهاجموا منزل الرئيس في 19 يناير 2015 بعد اشتباكات مع الحرس الرئاسي، وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء، واقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة، ومعسكرات الصواريخ.
تصويت مضاد
يقول جونسون مقاله بـ «ديلي ميل» إنه «في إحدى الليالي، 26 أكتوبر 2016، صوتت جميع أحزاب المعارضة الخمسة لوقف دعم السعوديين وإنهاء العلاقة العسكرية.
«اعتقدت أنهم كانوا مخطئين، وصوتنا ضد هذا الاقتراح. ليس لأنني أحببت الحرب، ولكن لأنني اعتقدت أن المصالح الاستراتيجية طويلة الأجل لبريطانيا كانت مع السعوديين وليس الحوثيين» وفق كلام جونسون.
وأضاف «انظروا إلى هؤلاء النواب الذين صوتوا في عام 2016 لإلغاء العلاقة بين المملكة المتحدة والسعودية، والسماح للحوثيين بالمضي قدماً».
واختتم رئيس الوزراء البريطاني السابق «لقد كانوا مخطئين تماماً. كانوا يصوتون ضد مصالح شركاء المملكة المتحدة على المدى الطويل، وبشكل فعال لصالح الحوثيين الذين يريدون إحداث أقصى قدر من الفوضى البحرية والضرر للاقتصاد البريطاني».
العلاقات العسكرية البريطانية مع السعودية
منذ تأسيس السعودية على يد الملك عبد العزيز ارتبطت بشراكة وثيقة مع الحلفاء الغربيين خاصة الإنجليز والأمريكيين، بل لقد كان الملك عبد العزيز هو أول حاكم يلتقي به الزعيمان المنتصران في الحرب العالمية الثانية رئيس وزراء بريطانيا العظمى ونستون تشرشل وشريكه الرئيس الأمريكي روزفلت.
لم يكن ذلك اللقاء صدفة سياسية وفق الكاتب محمد الساعد في مقاله بموقع «العربية» بل كان خيارا استراتيجيا لبناء عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبناء مصالح مشتركة مبنية على مكانة السعودية الجديدة بموقعها الجغرافي وتوسطها منطقة الشرق الأوسط ومكانتها الدينية ممثلة للعالم الإسلامي والعربي، وإرثها كدولة عمرها في ذلك الوقت أكثر من مئتي عام هي الشريك الأوثق.
في العام 1985 عقدت الرياض مع لندن صفقة ضخمة جدا تحت مسمى «صفقة اليمامة»، استمرت لأكثر من عشرين عاما وتحديدا إلى العام 2006، وتضمنت «صفقة اليمامة» سلسلة من عقود شراء أسلحة بريطانية متقدمة وخبرات وتدريب.
وفي سبتمبر 1985 وقع وزير الدفاع البريطاني، مايكل هيزلتاين مع السعودية المرحلة الأولى من صفقة اليمامة التي نصت على تزويد السعودية بطائرات تورنيدو وبي أيه إي هوك الحربيتين وتقديم الدعم الفني والصيانة المتعلقة بهما، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة لهذه الطائرات في السعودية، وقد بلغت قيمة الصفقة حوالي 43 مليار جنيه إسترليني (86 مليار دولار أمريكي).، وفق ما نشر عن تفاصيل الصفقة.