حرب استنزاف واغتيالات لقادة حماس وتوتر في فلادليفيا.. كيف يبدو طالع غزة بعد 100 يوم عدوان؟
ينزلق الشرق الأوسط تجاه صراع أكبر عصي على التنبؤ مع مرور 100 يوم على عملية «طوفان الأقصى» التي كانت الأكثر دموية في تاريخ الكيان الصهيوني، ثم عدوان إسرائيلي ذبح عشرات الآلاف من الفلسطينيين وخلف القطاع مدمرا.
ويقول المحلل السياسي اللبناني طارق وهبي يرى «الرؤية ما زالت ضبابية ولا نستطيع أن نجزم كيف سيكون المشهد في المستقبل القريب». واستطرد قائلا «مشكلة إسرائيل العودة للماضي بقرارات المستقبل، مثل التذكير دوما بالهولوكوست». ويضيف وهبي في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي «أرى أن إسرائيل ستدمر نفسها بنفسها نظرا لما تشهده الحكومة من خلافات، إضافة لاتساع هوة الخلافات بين الأحزاب والتي ستؤثر على الوضع السياسي لإسرائيل».
صفعة السابع من أكتوبر
وباغت الهجوم الذي وقع في ساعات صباح السابع من أكتوبر جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الأمن المتباهية بنفسها وأخذهم على حين غرة تماما وهو ما أفضى إلى حالة من الخوف وعدم اليقين على مدى أيام، وأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 1200 وهي أكبر خسارة في الأرواح في يوم واحد منذ نكبة عام 1948.
وجاء الرد العدواني الإسرائيلي سريعا وبلا هوادة، بدءا من قصف جوي متكرر ومكثف وبشكل منهجي أعقبه اجتياح بري وهما جانبان من الحملة العسكرية أسفرا عن تدمير مساحات واسعة من قطاع غزة وإجبار ما يقرب من مليوني شخص على الفرار من منازلهم. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن قرابة 24 ألف فلسطيني اغتيلوا وأصيب 60 ألفا آخرين في العدوان العسكري الإسرائيلي حتى الآن. وهذه هي أكبر خسارة في أرواح الفلسطينيين في الحروب والصراع الممتد على مدى عقود مع إسرائيل منذ عام 1948.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تقاتل مقاومي حركة حماس وسط أنقاض قطاع غزة وتطارد من دبروا هجوم أكتوبر مثل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة ومحمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة.
حرب من نوع جديد ضد الفلسطينيين
ويرصد الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط في حديث لوكالة أنباء العالم العربي «حربا من نوع جديد بدأت منذ عشرة أيام»، ويقول «ما يحدث الآن في قطاع غزة حرب استنزاف لمنع الفلسطينيين من العودة لحياتهم، وإسرائيل من خلالها تحقق عدة أهداف أهمها تخفيض حجم الخسائر البشرية في صفوف جنودها، ومنع الفصائل في غزة من الاستمرار لفترة أطول في السيطرة على الأرض، وأن تقدم صورة انتصار لجيشها ليخرج وكأنه حقق إنجازات عسكرية وبناء على ذلك سينسحب من غزة».
ويضبف «حرب الاستنزاف التي ستشهدها الفترة المقبلة سنرى خلالها انسحاب إسرائيلي من بعض المدن والأحياء في قطاع غزة وخاصة الشمال، وسيبقى التمركز في الجنوب خلال الفترة المقبلة، كما سيكون هناك تمركز للجيش على حدود غزة وفي محور فيلادلفيا على الحدود المصرية». وأردف «ستحاول إسرائيل الضغط على مصر لتفرض سيطرتها على محور فيلادلفيا، كما ستستمر بتهديد القطاع لتعقيد إمكانية العودة للحياة كما كانت قبل السابع من أكتوبر». ويرى حطيط أن ملامح المرحلة المقبلة ستشهد حملة اغتيالات لقيادات حماس بغزة، ويضيف «لكن لا أعتقد أن هذه الفترة ستطول، خاصة أن هناك تحركا في عدة جبهات بشكل متسارع وخاصة جبهة لبنان والبحر الأحمر».
ويتابع «سير المعركة سيتدحرج للأمام، لكن أعتقد أن دخول إسرائيل في حرب شاملة على جبهة لبنان مستبعد، وستبقى المناورات متواصلة طالما لم نشهد وقفا لإطلاق النار في غزة، كما أن الصفقات حول الأسرى لن تتم إذا لم توقف إسرائيل الحرب، وأظن أن هذا الملف بدأ يتحرك، وإسرائيل بدأت تشعر بحجم الضغط الدولي وانفكاك المؤيدين لها ما سيجبرها على التراجع، فالمعركة بلغت حدها الأقصى، ومستقبلا ستشهد تراجعا وليس تطورا».
ما آلية التعامل مع غزة؟
ولم تتضح بعد آلية التعامل مع غزة وشكل العلاقة مع القطاع، وفق الباحث الفلسطيني المتخصص في الشأن الإسرائيلي، لكنه يرى أن «إسرائيل وصلت لقناعة الانفكاك وفك الارتباط مع قطاع غزة بشكل نهائي، لكن هذا مرتبط بمن سيدير غزة، وهل سيكون مقبولا لدى إسرائيل والعالم، وإن حدث هذا الانفكاك سيكون ضمن إجراءات معينة وإشراف ورقابة دولية». وأضاف منصور «كما أن العلاقة مع القطاع ستتوقف على ما ستنتهي به الحرب، وإذا بقيت حماس ستبقى تفرض معادلات القطاع ومن سيحكم، حتى لو لم تكن هي من سيستمر بالحكم».
ورغم ذلك، يرى الإسرائيليون أن حماس تشكل تهديدا وجوديا وأظهرت استطلاعات رأي أنهم يدعمون الحملة التي تهدف إلى القضاء على الحركة رغم أن معظمهم يلقون على عاتق نتنياهو بمسؤولية الإخفاقات الأمنية التي سمحت أصلا بوقوع هجوم السابع من أكتوبر.
اقرأ المزيد:
الغموض يلف المشهد المتوتر في البحر الأحمر.. الحوثي يتحدث عن «عدوان» وأميركا تتبرأ
«كابيتال إيكونوميكس»: التوتر في الشرق الأوسط يدعم أسعار النفط