«خليجيون» خاص| هل تُفرِّط قطر في نفوذها على غزة؟
أثارت انتقادات رئيس الوزراء القطري الأسبق، حمد بن جاسم، فكرة إدارة بعض دول المنطقة لقطاع غزة بعد الحرب، تساؤلات في الأوساط السياسية، إذ يرى مراقبون أن الرسالة القطرية عن طريق مسؤولها السابق مجرد خطوة استباقية لمنع تنفيذ تلك الفكرة.
ووصف رئيس الوزراء القطري الأسبق، حمد بن جاسم، فكرة إدارة بعض دول المنطقة لقطاع غزة بعد الحرب بـ(الأمر المضحك)، قائلا:« عبر (إكس): «لقد سمعت، ولا أعلم مدى صحة ما سمعت، أن بعض دول منطقتنا تعهدت بدفع الأموال لإعادة إعمار قطاع غزة، وتولي إدارة القطاع بعد أن تنتهي الحرب».
الأردن الأقرب لتلميحات بن جاسم
واستبعد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع وجود، وجود أطروحات عربية لإدارة قطاع غزة الفلسطيني بعد الحرب، معتبرا أن «انتقاد رئيس الوزراء القطري من تلك المسامع مجرد خطوة استباقية لمنع تنفيذ أي مخطط من شأنه نزع سيطرة حماس على القطاع».
وقال هاشم ربيع في تصريح إلى «خليجيون»: «إذا كان التلميح القطري نحو مصر فقد خابت الظنون نظرا لأن القاهرة لا تنتهج مثل تلك السياسات».
ورجح ربيع تصريحات المسؤول القطري بأنها قد تكون موجهة إلى الأردن قائلا:« نستطيع أن نضع الأردن على رأس الدول العربية المشارة في بيان بن جاسم لكن في كل الأحوال فإن المملكة الهاشمية لها حدود في التدخل الفلسطيني والمتمثل في الضفة الغربية فقط ومن المحتمل إدارتها».
حماية النفوذ القطري
ويرى الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن تصريحات رئيس الوزراء القطري السابق، هي خطوة استباقية لمنع أي تدخل عربي يحمل في طيته مطامع إدارة غزة، لافتا إلى أن الدوحة لن تفرط في اللعب في نفوذها بغزة وتأثيرها على الفصائل الفلسطينية والتي منها حركة حماس.
وكشفت الحرب الدائرة في غزة، قوة النفوذ القطري الذي دفع الدوحة لتكون وسيطا في مفاوضات الهدن وتبادل الرهائن والمعتقلين بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.
وخلال السنوات الماضية، كان لقطر دور بارز في المباحثات التي تجرى بين قادة حماس وواشنطن إذ تستضيف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وعدد من القادة الآخرون اللذين اتخذوا من الدوحة قاعدة مفاوضات مع أميركا.
ولعبت قطر دورا بارزا في اتفاقات تهدئة بين الاحتلال الفلسطيني والفصائل الفلسطينية في حروب سابقة آخرها عام 2021.
وفي سبتمبر 2023 زاد نشاط السفير القطري محمد العمادي، بغزة في القطاع، إذ انتقل منه متجها إلى الأراضي المحتلة عبر حاجز بيت حانون «إيرز»، بعد زيارة استمرت عدة أيام، التقي خلالها قيادات من حركة «حماس»، ومسؤولين العمل الحكومي بغزة، والإطلاع على تطورات المشاريع القطرية.
ودعا بن جاسم الدول العربية إلى عدم تحمل تكاليف إعادة إعمار القطاع الذي يشهد حملة عسكرية عنيفة من جانب إسرائيل ردا على هجوم 7 أكتوبر، أودت بحياة أكثر من 24 ألف شخص خلال 101 يوما.
وطالب بأن يتحمل الاحتلال الإسرائيلي ومن ساندها في تدمير غزة وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، تكاليف إعادة الإعمار.
قطر تعتبر نفسها الواصية على غزة
وعن تلميحات المسؤول القطري، يرى السفير المصري السيد شلبي، «تصريحات رئيس الوزراء القطري السابق، حول مسامع عن خطط عربية لإدارة غزة ليست مبنية على إجراءات رسمية بل قد تكون من أحاديث غير رسمية وأطروحات لا تعبر عن خطط واضحة» - على حد قوله-.
وقال شلبي في تصريح إلى «خليجيون»: «قطر ترى نفسها الواصية الأولى على قطاع غزة باعتبارها الأكثر تقديما للمساعدات المالية منذ سنوات ما منحها دورا بارزا وباتت لاعبا هامة فيما يخص القرارات والمباحثات الدولية الدائرة نحو غزة وما يدور فيها فضلا عن تعاونها المباشر مع قيادات حماس».
وعن إدارة غزة مستقبلا دعا شلبي إلى الامتثال على دعوات حل الدولتين، وتصبح غزة تحت سيادة فلسطينية خالصة، مع توقيع اتفاق سلام شامل وعادل ينهي الجرائم الإسرائيلية ويوقف سياسة بناء المستوطنات.
وكان مات ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قال في تصريحات لقناة MSNBC الجمعة الماضية، «إن عدد من الدول العربية ينسقون مع الولايات المتحدة وهم على استعداد لاتخاذ خطوات حقيقية لتحسين حياة الشعب الفلسطيني في غزة، والنظر في كيفية إعادة بناء غزة وإقامة حكم بقيادة فلسطينية في غزة».
خطة لتسليم غزة إلى العشائر العربية
وفي بداية يناير تداولت وسائل إعلام عبرية تقارير تشير إلى إعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي خطة لتسليم الحمائل العربية قطاع غزة لإدارته.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الجيش أعد خطة لتوزيع المعونات الإنسانية على سكان قطاع غزة تتولى بموجبها عائلات كبيرة تعرف محليا باسم (الحمائل) إدارة وتوزيع هذه المساعدات الإنسانية في القطاع.
وذكرت الهيئة تلك الحمائل بأنها «معروفة لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) ولدى الأهالي في القطاع»، لافتة إلى أن «القطاع سيقسم إلى محافظات ومحافظات فرعية تسيطر كل عشيرة أو عائلة كبيرة على إحداها».
وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت، طلب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المسؤولين الأمنيين فحص ما إذا كانت هناك قوى محلية في قطاع غزة يمكن التعاون معها واستخدامها في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب.
اقرأ أيضا