قطر إلى وساطة جديدة في «هدنة غزة»
يبدو أن قطر انخرطت مجددا في وساطة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد ساعات من نجاح وساطة قطرية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس لإيصال الأدوية بشكل عاجل إلى نحو 45 من المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل إدخال مساعدات إنسانية وطبية إلى المدنيين الأكثر تضررا.
وكشف البيت الأبيض إن بريت مكجورك المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط زار الدوحة في الأيام القليلة الماضية لبحث اتفاق محتمل لإطلاق سراح محتجزين في غزة. وذكر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين أن مكجورك يجري «نقاشات جادة ومكثفة للغاية» مع القطريين بخصوص اتفاق رهائن آخر. وأضاف «نأمل أن تثمر قريبا».
وتوسطت قطر وفرنسا في اتفاق بين إسرائيل وحماس لإيصال الأدوية والمساعدات، وقالت الدولتان إن المساعدات ستُرسل من قطر إلى مصر يوم الأربعاء تمهيدا لإدخالها من معبر رفح. وذكر ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية في بيان أن الاتفاق سيعني «إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تضررا، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع». ولم يخض في تفاصيل كمية المساعدات التي سيجري توصيلها إلى المدنيين أو طبيعتها.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طائرتين تابعتين لسلاح الجو القطري ستهبطان يوم الأربعاء في مصر وعلى متنهما أدوية مشتراة من فرنسا استنادا إلى قائمة أعدتها إسرائيل.
وكان فيليب لاليو مدير مركز الأزمات الذي ينسق جهود المساعدات والتابع لوزارة الخارجية الفرنسية قال في وقت سابق إن المفاوضات دارت لأسابيع وإن الفكرة الأولية طرحتها أسر بعض الرهائن الإسرائيليين. وسيجري إرسال أدوية لكل من الخمس والأربعين رهينة تكفيه لعدة أشهر. وستضطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتنسيق على الأرض. وذكر لاليو أن فرنسا لديها ثلاثة مواطنين محتجزين في غزة، لكن لا أحد منهم في حاجة ماسة إلى أدوية.
عضو بمنظمة التحرير يتوقع استمرار الحرب في غزة
ورغم جهود الوساطة القطرية، إلا أن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي رباح توقع استمرار الحرب في قطاع غزة لفترة أطول بسبب ما وصفه بعدم كفاية الضغوط الإقليمية.
وقال رباح لوكالة أنباء العالم العربي إن «الضغوط الإقليمية على المصالح الأميركية والإسرائيلية ليست كافية لوقفها (الحرب) رغم تفكك الجبهة الدولية التي شكلتها الولايات المتحدة». ويرى رباح أن استمرار الحرب في غزة بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «فضل وسيلة للحفاظ على ائتلافه الحاكم بمشاركة (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش وتياره العنصري الذي يشكل قوام الحكومة».
أكثر من 24 ألف شهيد في غزة
يأتي ذلك بالتوازي، مع مواصلة آلة الحرب الدموية الإسرائيلية غاراتها وقصفها على مناطق مختلفة من قطاع غزة في اليوم الثالث بعد المئة من العدوان الذي رفع أعداد الشهداء إلى أكثر من 24 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين. وتعرضت مناطق في جنوب قطاع غزة لا سيما في خان يونس إلى قصف إسرائيلي عنيف بعد ساعات على إعلان الاحتلال أن مرحلة العمليات «المكثفة» في الجنوب «ستنتهي قريبًا»، بحسب زعمه.
وفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، فقد استشهد 13 فلسطينيًا على الأقل مساء الثلاثاء في قصف إسرائيلي على خان يونس. وشن طيران الاحتلال غارات على أربعة منازل مأهولة بالمواطنين غرب خانيونس، بالإضافة إلى قصف عنيف استهدف عددًا من البنايات السكنية في حي النمساوي في المدينة، وقصف مدفعي في منطقة «بطن السمين» غربًا، ومنطقة «عبسان الجديدة» شرقًا.
وحسب «وفا»، استهدف الاحتلال بالغارات والقصف محيط مستشفى ناصر الطبي، ومحيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ما أدى إلى أضرار جسيمة في المستشفى وحالة من الهلع والرعب بين صفوف المرضى والجرحى والطواقم الطبية والنازحين.
جرائم إسرائيلية في الضفة
من جهة أخرى، قال شهود لوكالة أنباء العالم العربي إن قوات إسرائيلية نفذت عمليات اقتحام واسعة لعدة مناطق في الضفة الغربية. وأضافوا أن قوة إسرائيلية داهمت مدينة البيرة المتاخمة لرام الله شمال الضفة الغربية وتمركزت في حي البالوع واعتقلت امرأة. وأفاد آخرون بأن قوة كبيرة داهمت مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس وشرعت بعمليات تفتيش واسعة لمنازل المخيم، فيما تسمع أصوات اشتباكات وإطلاق نار بين الحين والآخر. كما اقتحمت قوة أخرى حي كفار سابا في مدينة قلقيلية بحسب شهود.
في هذه الأثناء، أفاد شهود اليوم الأربعاء بأن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت سيارة مدنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية مما أسفر عن ارتقاء شهداء. وأضافوا لوكالة أنباء العالم العربي أن النيران اندلعت في السيارة التي تم استهدافها في شارع القدس وبعد دقائق توجهت آليات إسرائيلية إلى الموقع ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إلي المكان. وبحسب الشهود فإن القصف أدى إلى سقوط ما بين قتيلين وثلاثة لكن لم تتضح هوية أي منهم، حيث تحفظ الجيش على السيارة ومن بداخلها وسحبتها آليات.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إنه حاول الوصول إلى موقع الهجوم إلا أن القوات الإسرائيلية منعته من الاقتراب من السيارة. وذكرت إذاعة صوت فلسطين أنه تم نقل أحد القتلى في قصف السيارة إلى مستشفى رفيديا.
اقرأ أيضا:
18 شركة ملاحة عالمية غيرت مسارها.. أحدث تعليق من هيئة قناة السويس
خليجيون| «قصاصة ورقية» تفجر الجدل في ليبيا.. هل كان عمر المختار «إخوانيا»؟