هبوط أسعار النفط مع تراجع النمو الاقتصادي في الصين
تراجعت أسعار النفط العالمية اليوم الأربعاء مع تراجع النمو الاقتصادي في الصين، ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، عن التوقعات قليلا، مما أثار مخاوف بشأن زيادات الطلب في المستقبل بينما قلصت قوة الدولار الأميركي شهية المستثمرين للمخاطرة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 52 سنتا أو 0.7% إلى 77.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 0432 بتوقيت جرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 56 سنتا، أو 0.8%، إلى 71.85 دولارا للبرميل.
ارتفع خام برنت بشكل طفيف يوم الثلاثاء بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط، لكن الصراعات البحرية والجوية المستمرة في البحر الأحمر زادت المخاوف من اضطرار الناقلات إلى تغيير مسارها لتجنب المنطقة، مما أدى إلى زيادة التكاليف ومقدار الوقت اللازم للتسليم.
الاقتصاد الصيني نما في الربع الرابع بنسبة 5.2%
ونما الاقتصاد الصيني في الربع الرابع بنسبة 5.2% مقارنة بالعام السابق، وهو ما جاء دون توقعات المحللين ويثير تساؤلات حول التوقعات بأن الطلب الصيني سيدفع نمو النفط العالمي بشكل أقوى في عام 2024. وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، إن رقم النمو الاقتصادي الصيني «لا ينهي الرياح المعاكسة بشأن الطلب على النفط الخام، فالتوقعات الصينية لعامي 2024 و2025 لا تزال قاتمة». وتضيف «كانت صناعة النفط تدعم فكرة أنه على الرغم من التعافي الصعب، فإن الطلب على النفط من الصين كان مرنًا ومن المرجح أن يصل إلى مستويات قياسية في عام 2024».
وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الأقل من المتوقع، ارتفع إنتاج مصافي النفط في الصين في عام 2023 بنسبة 9.3% عن العام السابق ليصل إلى مستوى قياسي، مما يشير إلى أن الطلب على النفط في البلاد مرتفع إن لم يكن بالوتيرة التي يتوقعها بعض المحللين. وظهرت بعض العلامات على الطلب الصيني المستقر حيث تقوم مصافي التكرير في البلاد بحجز شحنات النفط للتسليم في مارس وأبريل لتجديد المخزونات، وتأمين الأسعار المنخفضة نسبيًا وتوقعًا لطلب أقوى في النصف الثاني من عام 2024.
الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى خلال شهر واحد
بالإضافة إلى ذلك، حام الدولار الأميركي اليوم الأربعاء بالقرب من أعلى مستوى خلال شهر واحد، بعد تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي خفضت التوقعات بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى تقليص الطلب على النفط المقوم بالدولار بالنسبة للمشترين الذين يدفعون بعملات أخرى. وقال ساشديفا «ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى توقعات أضعف للطلب على النفط، إذ يميل النشاط الاقتصادي إلى التباطؤ في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة مما يترك أسعار النفط عرضة للخطر».
ويستمر السوق في مراقبة الوضع في البحر الأحمر على الرغم من أن المستثمرين يبدو أنهم يقللون من خطر انقطاع الإمدادات حتى مع قيام ناقلات النفط بتحويل مسارها بعيدًا عن الممر المائي. وشنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، ضربات جديدة ضد الحوثيين في اليمن، بعد أن أصاب صاروخ حوثي سفينة يونانية في البحر الأحمر.
وقال فيفيك دهار، مدير استراتيجيات التعدين وسلع الطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة «على الرغم من أن مؤشرات النفط قد لا تعكس هجمات البحر الأحمر، إلا أن السعر الحقيقي للنفط والمنتجات النفطية بالنسبة للمستهلكين ارتفع نظرا لتعطيل تدفقات التجارة عبر البحر الأحمر وقناة السويس».
اقرأ المزيد:
«كابيتال إيكونوميكس»: التوتر في الشرق الأوسط يدعم أسعار النفط
أسعار النفط تصعد بنسبة 1% مع توترات البحر الأحمر.. خام برنت بـ 78.29 دولار