هل دخلت السعودية على خط الوساطة بين العراق وإيران؟ (فيديو)
هيمنت التساؤلات على المشهد المتوتر بين العراق وإيران، عقب مشاورات أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل الفرحان مع نظيريه الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والعراقي فؤاد محمد حسين في غضون 24 ساعة.
وهاجمت طهران في وقت متأخر يوم الاثنين الماضي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بصواريخ باليستية فيما وصفته بأنه هجوم على مقر تجسس إسرائيلي، وهو ما ينفيه بشدة مسؤولون عراقيون وأكراد، وأحدثت الهجمات الإيرانية نزاعا دبلوماسيا نادرا بين البلدين الحليفين، وفق وكالة «رويترز».
وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان أن وزيري خارجية العراق والسعودية بحثا في اتصال هاتفي يوم الأربعاء أحدث التطورات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الهجوم الإيراني على إقليم كردستان العراق.
مباحثات الفرحان وعبد اللهيان
كما التقى وزير الخارجية السعودي، يوم الأربعاء، نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وذلك على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2024، في مدينة دافوس السويسرية.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، ناقش الوزيران «سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وأهمية الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين»، كما ناقش الجانبان «تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، وأهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين»، ولم يتطرق البيان السعودي إلى التطورات في ملف كردستان.
عقب لقائه بوزير الخارجية السعودي في #دافوس..
وزير خارجية #إيران حسين أمير عبداللهيان: اللقاء جيد وممتاز.. ونحن نحترم سيادة #العراق والقصف في العراق كان لمكافحة الإرهاب
عبر:@H_alsufayan pic.twitter.com/0xxz7cggEL— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) January 17, 2024
ورغم عدم إشارة الجانبين الإيراني والسعودي إلى الضربات التي طالت كردستان، إلا أن مراقبين يرجحون أن المشاورات بشأن هذا التوتر بين الدولتين الحليفتين جاءت في صلب جدول أعمال المباحثات، إذ قال عبد اللهيان عقب لقائه بوزير الخارجية السعودي في دافوس: «اللقاء جيد وممتاز.. ونحن نحترم سيادة العراق، والقصف في العراق كان لمكافحة الإرهاب»، وفق تسجيل مصور تداولته قنوات إخبارية عربية.
ويسود التوتر في مناطق عدة في المنطقة على خلفية حرب غزة. وقال الحرس الثوري إن الضربات في العراق استهدفت مركز للموساد الإسرائيلي، مشيرا الى أنها رد على استهداف قادة «محور المقاومة»، في إشارة الى مقتل قيادي في الحرس الثوري قبل أسابيع في غارة إسرائيلية في سوريا، ومقتل قيادي في حماس وآخر في حزب الله في لبنان في غارات نسبت أيضا الى إسرائيل.
إيران تصفي مشتبها بالتخابر مع «الموساد».. من هو رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي؟
وندّدت وزارة الخارجية العراقية في بيان بـ«الاعتداءات» على إربيل، واستدعت سفيرها في طهران للتشاور. كذلك ندّد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بالادعاء «الباطل وغير الصحيح» بشأن وجود «مقر للموساد الإسرائيلي» في أربيل.
وتتوقع الباحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية صافيناز محمد أحمد أن «تتوقف المواجهة الإيرانية مع وكلاء الولايات المتحدة فى العراق ممثلة -من وجهة نظر إيران- فى حكومة إقليم كردستانعلى المدى الذى ستتفاعل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مع مسار الحرب الإسرائيلية على غزة خلال الأسابيع المقبلة»، وتوضخ بالقول «فى حالة استمرار التصعيد الإسرائيلى فإن مزيداً من التصعيد ضد المصالح الأميركية وقوات التحالف فى العراق سيكون هو عنوان المرحلة القادمة».
وفي هذا السياق قد يبدو التدخل السعودي منطقيا، إذ أن الرياض حرصت منذ المصالحة مع طهران على الحفاظ على خطوط التواصل التي اختبرت نفسها خلال الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، ويقول المحلل في «مجموعة الأزمات الدولية» غير الحكومية علي واعظ «نحن أصلاً في حرب إقليمية، لو أنها لا تزال في مرحلة محدودة».
للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون