شاهد| عدوى توترات الشرق الأوسط تضرب حدود إيران وباكستان

انتقلت عدوى توترات منطقة الشرق الأوسط إلى الحدود الإيرانية-الباكستانية مع ضربة صاروخية شنتها باكستان ضد ما قالت إنها ملاذات إرهابية في الأراضي الإيرانية، في رد فيما يبدو على هجمات إيرانية مماثلة داخل الأراضي الباكستانية أول من أمس الثلاثاء.

وتقول إيران إن جيش العدل، الجماعة السنية المسلحة، تنشط عبر الحدود الباكستانية الإيرانية، وتتلقى دعماً من إسرائيل والولايات المتحدة، وقد أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عدة هجمات على العناصر الأمنية الإيرانية خلال الفترة الماضية.

وقال مسؤول أمني في إقليم سستان وبلوشستان (جنوب شرق إيران) اليوم الخميس إن عدة صواريخ أطلقت من اتجاه باكستان أصابت قرية حدودية في الإقليم. وأضاف المسؤول أن ثلاث نساء وأربعة أطفال على الأقل لقوا حتفهم في أحد الانفجارات، موضحا أنهم لم يكونوا مواطنين إيرانيين، حسب وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء.

في المقابل، ذكر مسؤول كبير بالمخابرات الباكستانية لرويترزأن بلاده نفذت ضربات داخل إيران استهدفت مسلحين من البلوش، وأفاد مسؤول محلي لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء بسماع دوي عدة انفجارات في إقليم سستان وبلوخستان جنوب شرق إيران.

اقرأ أيضا

وأفادت وكالة (مهر) الإيرانية للانباء أمس الأربعاء بمقتل ضابط كبير في الحرس الثوري في هجوم وصفته بأنه «إرهابي» في سيستان وبلوشستان ونقلت الوكالة عن بيان للحرس الثوري الإيراني أن الضابط برتبة عقيد ويدعى حسين علي جوادانفر، وكان في طريق عودته من «مهمة» عندما أُطلق عليه النار على طريق خاش-زادهدان وقتل.

بدأت التوترات على الحدود الإيرانية الباكستانية، مع إعلان إيران الثلاثاء إنها استهدفت قواعد لمن قالت إنهم متشددون على صلة بإسرائيل داخل باكستان، إلا أن إسلام آباد قالت إن مدنيين أصيبوا وقُتل طفلان، محذرة من أنه ستكون هناك عواقب تتحمل طهران المسؤولية عنها.

«هدية إماراتية».. المطر الصناعي ملاذ باكستان من الضباب الدخاني

وقررت باكستان استدعاء سفيرها من طهران وعدم السماح بعودة السفير الإيراني الذي يزور بلاده حاليا، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بلوش، في بيان أمس الأربعاء إن باكستان تدين بشدة انتهاك إيران غير المبرر لمجالها الجوي، والذي أدى إلى مقتل طفلين بريئين وإصابة 3 فتيات.

وأضافت بلوش أن «الانتهاك كان سافرا وغير مبرر لسيادة باكستان هو أمر غير مقبول ومن الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة»، مؤكدة أن باكستان تحتفظ بحقها في الرد على هذا العمل غير القانوني.

تفاقم الضربات الإيرانية الأزمات العديدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن ضد سفن تجارية في البحر الأحمر نصرة للفلسطينيين.

ورغم هذا التوتر الحدودي، إلا أن محللون يستبعدون اتساع دائرة الصراع بين البلدين، وترى الزميلة في معهد الدراسات الاستراتيجية، في إسلام أباد، أرحمة صديقة، أن العلاقات بين البلدين كانت إيجابية منذ 2021، مضيفة أن إسلام أباد كانت تراقب الوضع بحذر رغم تلك العلاقات الإيجابية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وتقول صديقة إنه «لا يمكن لباكستان التضحية باستقلال ووحدة أراضيها، لكن في الوقت نفسه، لا ترغب في فتح جبهة أخرى، خاصة وأن علاقاتها مع الهند متوترة، فيما تعاني أفغانستان من مشاكل داخلية، وبالتالي لا يمكن لإسلام أباد تتحمل خسارة علاقات جيدة مع جار آخر».