خليجيون| 5 مخاوف تؤجل قرار الرياض الانضمام إلى «بريكس»
تصاعدت وتيرة التساؤلات عن أسباب تردد السعودية في الانضمام إلى «تحالف بريكس، خصوصا مع مرور الموعد الأولي للانضمام رسميا في الأول من يناير الجاري.
ويتوقع المحلل الاقتصادي وائل النحاس في اتصال مع «خليجيون» أن تحاول السعودية «إمساك العصا من المنتصف، ولن تنضم لبريكس بسبب عضويتها في تكتلات أخرى مثل (أوبك +)، بجانب الخلافات القوية بين دول التحالف والتي تهدد العمل الجماعي النهائي في التكتل».
ويستعرض «النحاس» الأسباب التي تخوف الرياض من الانضمام لبريكس، وعلى رأسها تفجر «الخلافات بين دول التكتل خاصة بين الصين والهند والخلاف بين مصر وإثيوبيا والمشكلات بين إيران والإمارات وأخيرا بين البرازيل والأرجنتين، بجانب الأزمة الأميركية الخطيرة مع جماعة الحوثي، مايهدد بانفجار المشكلات السياسية وعصفها بمستقبل التحالف ومعه مصالح الرياض».
وفي وقت سابق الخميس، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين القةل اليوم الخميس إن السعودية لا تزال تدرس الدعوة للانضمام لمجموعة بريكس، بعد انقضاء الفرصة الأولى للانضمام في وقت سابق من هذا الشهر. وحسب المصدران فإن الأول من يناير لم يكن موعدا نهائيا لاتخاذ القرار. وذكر أحدهما أن الانضمام للمجموعة من شأنه أن يعود بمنافع قوية على المملكة بالنظر إلى أن الصين والهند هما أكبر شريكين تجاريين لها.
مازلنا ندرس العرض
في أول تعليق من مسؤولين سعوديين بعد انقضاء موعد الانضمام المقترح في الأول من يناير، قال وزير التجارة السعودي ماجد القصبي في حلقة نقاشية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا إن بلاده «تلقت السعودية دعوة للانضمام إلى بريكس، لكننا لم ننضم رسميا بعد إلى بريكس».
وترى السعودية، وفق المحلل الاقتصادي وائل النحاس، أن «توتر العلاقات الأميركية الصينية المتزايد بشأن تايوان أو بين واشنطن وموسكو بسبب أوكرانيا وفرض العقوبات كفيل أن يحسبها على معسكر معاد للولايات المتحدة، في وقت باركت الولايات المتحدة خطط ولي العهد الأمير بن سلمان التجارية وما جرى الإعلان عنه في قمة العشرين والمعروف بـ «ممر بايدن» للربط بين الهند وأووبا مرورا بالشرق الأوسط».
الحرب على الدولار
كما يرى الخبير الاقتصادي «أن نوايا دول بريكس تجاه الدولار الأميركي والسعي لاستبداله يصطدم كليا مع اعتماد المملكة العربية السعودية على العملة الأميركية في تجارة النفط والأسواق الدولية، وأي استهداف للدولار ربما يؤدي لاجراءات أميركية انتقامية تهدد الاقتصاد السعودي».
دعوة السعودية لبريكس
مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، سبق ووجهت دعوة إلى السعودية الإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا للانضمام في أغسطس، غير أن الأرجنتين أشارت في نوفمبر إلى أنها لن تقبل الدعوة. وتأتي دراسة السعودية للعرض في ظل تصاعد صراعات جيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين وأيضا وسط إثارة تقارب العلاقات بين الرياض وبكين مخاوف في واشنطن.
وائل النحاس اختتم أسباب تردد السعودية في دخول بريكس «لرغبتها في عدم التواجد في تحالف مازال ضعيفا اقتصاديا ولم ينجح منذ 17 سنة في أن يكون منافسا دوليا قويا».
اتفقت أربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين على إنشاء مجموعة أطلقوا عليها «بريك» (مستخدمين الحرف الأول من اسم كل دولة)، عام 2006. ثم انضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة في عام 2010، ليصبح الاسم «بريكس».
في المقابل يرى الخبير السعودي في التجارة الدولية، الدكتور فواز العلمي، أن انضمام السعودية لمجموعة بريكس سيكون بصفتها مراقبا أو شريكا للحوار، لأن «بريكس» ليست منظمة رسمية بشكل كبير، وإنما مجموعة فقط. وقال العلمي في مقابلة مع قناة «العربية»، إن الاستفادة من انضمام السعودية لمجموعة بريكس والدول الأخرى ستكون للأعضاء الحاليين
ويشير الخبير السعودي إلى أنه «بعكس المفهوم الخاطئ، «بريكس» ليست منظمة اقتصادية، بل هي مجموعة سياسية بحتة، تجمع رابطة من الدول غير الراضية على النظام أحادي القطب، والمملكة العربية السعودية لا تدخل في هذه المجالات، وهي تقف على مسافة واحدة من الجميع، ولا تهدف أن تكون شريكا رئيسيا في مجموعة ليس لديها نظام اقتصادي وتقاليد وتبادل تجاري».
انضمام مصر إلى «بريكس» يفتح مجالات جديدة أمام المستثمرين الصينيين
العاهل البريطاني: علاقتنا جيدة مع فرنسا والقارة الأوروبية رغم (بريكست)