«البراميل المتفجرة» تعقد «الحل الأفريقي» في السودان
دخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مرحلة خطيرة من التصعيد مع هجمات تشنها قوات البرهان بالبراميل المتفجرة على جنوب دارفور، فيما عقدت اليوم الخميس الجلسة الطارئة للهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) في كمبالا بمشاركة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ومقاطعة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
ويشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية على عدد من مقار قوات الدعم السريع في مدينتي نيالا بجنوب دارفور والجنينة في الغرب. ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن شهود عيان القول إن الطيران الحربي يقصف لأول مرة مدينة الجنينة بـ«براميل متفجرة»، وإن الضربات استهدفت محيط مطار الشهيد صبيرة بشرق المدينة ولم تتسبب في إصابات بين المدنيين.
براميل متفجرة في السودان
وليست هذه المرة الأولى التي يأتي فيها الحديث عن «براميل متفجرة» تستخدمها الأطراف المتحاربة في السودان، إذ سبق أن تحدث ال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في سبتمبر الماضي، عن قلق بلاده من «استمرار القصف في عدد من المناطق، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة».
يجيء هذا بعد قصف جوي عنيف استهدف منطقة وادي الزُرق بشمال دارفور التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع بكثافة. واتهمت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء قوات الجيش بقصف منطقة الزرق في شمال دارفور، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عشرات المنازل. وأحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على أربع ولايات في إقليم دارفور من أصل خمس، وسيطرت على مساحات شاسعة من إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم.
وفي الخرطوم أفاد شهود بأن قصفا مدفعيا من منطقة وادي سيدنا العسكرية بشمال مدينة أم درمان استهدف عدة أحياء تسيطر عليها قوات الدعم السريع في غرب ووسط المدينة. وردت قوات الدعم السريع بإطلاق المدفعية في مدينة بحري باتجاه تمركزات لقوات الجيش في شمال أم درمان.
ماذا قال دقلو لمبعوثة الاتحاد الأوروبي؟
سياسيا، انعقدت اليوم القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات منظمة إيغاد في مدينة عنتيبي الأوغندية، لبحث وقف الحرب في السودان. ودعت إيغاد:إلى عقد عملية سياسيى بملكية سودانية وبقيادة سودانية نحو تشكيل حكومة ديمقراطية في السودان خلال شهر واحد، وحثت البرهان وحميدتي هلي الاجتماع وجهاً لوجه خلال 14 يوماً.
وكتب قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو عبر منصة «إكس» لقد كان اجتماع القمة فرصة سانحة لنا لتقديم شرح مفصل لفخامة رؤساء دول الإيقاد حول أسباب نشوب الأزمة في السودان ورؤيتنا لوقف الحرب والتفاوض للوصول إلى سلام شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة ويؤسس لبناء مستقبل أفضل لشعبنا بما يجعل هذه الحرب آخر الحروب في بلادنا». وتابع «أكدت خلال الاجتماع على رغبتنا الصادقة في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا لرفع المعاناة الإنسانية عن شعبنا».
سعدت اليوم بالمشاركة في القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات منظمة الإيقاد التي عقدت في مدينة عنتيبي بجمهورية أوغندا والتي بحثت كيفية وقف الحرب في السودان.
لقد كان اجتماع القمة فرصة سانحة لنا لتقديم شرح مفصل لفخامة رؤساء دول الإيقاد حول أسباب نشوب الأزمة في… pic.twitter.com/t3WrH2E1YJ
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) January 18, 2024
إلى ذلك، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان جون غي فاتو إن أعدادا متزايدة من سكان ولاية الخرطوم أصبحت بمعزل عن الخدمات الصحية، وإنه لا يعمل حاليا إلا عدد محدود جدا من المنشآت الصحية مما يحرم ثلاثة ملايين من السكان من خدمات طبية ضرورية لإنقاذ الحياة. وأضاف في بيان أنه ولأول مرة منذ 90 يوما، تم منح عدد محدود من تصاريح السفر للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في المناطق الخاضعة لقوات الدعم السريع، إذ لم تصدر أي تصاريح سفر للخرطوم منذ الأول من أكتوبر.
اقرأ المزيد:
«خليجيون» خاص| من المسؤول عن انسداد الأفق السياسي في السودان؟
حرب السودان المنسية: فوضى في «الجزيرة».. ومخاوف من كارثة إنسانية