«خليجيون»| مهندسة اتفاق جنيف تستدعي الجدل بشأن خلافة «حفتر»
تصاعدت موجة جدل في ليبيا بشأن خلافة القائد العام للجيش الوطني الليبي والرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر، إثر هجوم مفاجئ شنته الممثلة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز على أبناء قائد قوات القيادة العامة، منتقدة «تنافس» الأبناء على خلافة والدهم، وسط اتهامات بالفساد واستغلال النفوذ.
ويبدي الباحث والمحلل السياسي السياسي محمد محفوظ، في تصريح إلى «خليجيون» «اندهاشه من توقيت ومغزى تصريحات وليامز»، ويقول «قد تكون ارتباطات أبناء حفتر بروسيا وراء انتقادات الدبلوماسية الأميركية».
لقراءة نص مقال وليامز في موقع مركز أبحاث بروكينغز انقر هنا
لكن محفوظ يطرح تساؤلات «حول ما إذ كانت وليامز تعبر عن السياسة الأميركية، أم أنها من بين دبلوماسيين غربيين يحرصون فقط على متابعة الملف الليبي»، وتساءل على نحو أوسع «لماذا تتحدث عن أبناء حفتر وملف خلافته عبر مركز أبحاث أميركي شهير يعد جزءا من منظومة صناعة السياسات في واشنطن؟»
وستيفاني ويليامز دبلوماسية أميركية، عُينت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (بالإنابة) في مارس 2020 ولمدة عامين، وعرفت بأنها مهندسة اتفاق السلام الليبي في جنيف الذي أنهى حربا أهلية استمرت عامين. وتحدثت وليامز في مقال نشره مركز أبحاث بروكينغز عن «إجماع على أن الوريث العسكري لحفتر، هو نجله صدام، الذي تمت ترقيته مؤخرًا إلى رتبة جنرال بنجمتين مع شقيقه خالد، استعدادا للسيطرة على «القوات المسلحة»، وفق قولها.
واستندت المسؤولة الأممية السابقة إلى تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المنشور في سبتمبر 2023 في الحديث عن أن «عائلة حفتر سيطرت على معظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في شرق ليبيا، مشيرة إلى أن هناك أيضا مؤشرات على أن صدام متورط بشكل متزايد في أنشطة تهريب البشر»، حسب قولها.
خلافة حفتر الثمانيني
في شهر نوفمبر الماضي أتم المشير خليفة حفتر عامه الثمانين، وغالبا ما يجري تداول الأخبار في ليبيا بشأن إمكانية أن يخلف صدام حفتر والده الذي يحكم شرق ليبيا منذ حوالي عشر سنوات. ويتزعم الرجل البالغ 32 عاما، كتيبة طارق بن زياد العسكرية. وتتهمه الأمم المتحدة باستلائه على أموال هائلة من مصرف ليبيا المركزي.
لكن طارق مجريسي محلل وباحث سياسي متخصص في شؤون السياسة والحوكمة والتنمية في العالم العربي قال في تصريحات سابقة نقلتها قناة «فرانس 24»: «قبائل شرق ليبيا وقادة المجتمعات المحلية في المنطقة أكدوا بأنهم لا يريدون حكما وراثيا ولن يقبلوا فكرة تولي نجل خليفة حفتر السلطة».
وخلال الأشهر الماضية تزايد نفوذ أبناء حفتر، إذ نصب قائد الجيش الوطني في شرق ليبيا أبناءه الستة في مراكز سياسية وعسكرية استراتيجية.
ففي ديسمبر الماضي، وفي خطوة أحدثت جدلا حادا بالبلاد، أسند أسامة حماد، رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، رئاسة صندوق إعادة إعمار درنة إلى بلقاسم، النجل الأصغر للمشير خليفة حفتر.
كما صعد نجم النجل الأصغر صدام بعد فيضانات دمرت مدينة درنة في سبتمبر الماضي النجل الأصغر، بقيادته لعمليات الإغاثة وإدارة الكوارث بالمدينة المنكوبة. لكن بالنسبة لليبيين، تُنذر هذه العملية بمستقبل مثير للقلق والتساؤل.
واجتاحت السيول والفيضانات عدة مدن بشرق ليبيا إثر إعصار «دانيال» المتوسطي، الذي ضربها في 10 من سبتمبر الماضي، مخلفة آلاف القتلى والمفقودين، بالإضافة إلى تدمير أجزاء واسعة من درنة، المطلة على البحر المتوسط.
أما خالد حفتر فقد جرى تعيينه على رأس رأس الكتيبة رقم 106 التابعة للجيش الوطني الليبي المكلفة بحراسة والده خليفة حفتر، قبل أن يجرى تنحية صدام.
ومع هذا التصعيد الممنهج لأبناء حفتر، فإن العام 2024 قد يكون حاسما في ملف خلافة حفتر، وهو ما جعل وليامز تتحدث عن سيناريوهات خلافته التي قد يكون الوفاة من بين أبرز أسبابها، وفقما يقول لـ«خليجيون» جلال حرشاوي الباحث الأول المتخصص في الشؤون الليبية في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ومقرها سويسرا.
اقرأ المزيد:
خليجيون| «قصاصة ورقية» تفجر الجدل في ليبيا.. هل كان عمر المختار «إخوانيا»؟
«خليجيون»| لعبة «النفوذ السياسي» تشل نفط ليبيا مجددًا
سجناء ليبيا في الخارج.. انتقادات لاذعة لـ«لجنة متابعة الأوضاع»