الأوبئة والمجاعة تطارد سكان غزة جراء العدوان
أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ أكتوبر العام الماضي إلى نزوح 75% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسبب في أزمة إنسانية، فضلا عن انتشار الأمراض المعدية جراء تكدس النازحين في جنوب القطاع.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن ما يزيد على 1.7 مليون شخص، أي نحو 75%من السكان، نزحوا داخل غزة، واضطر كثيرون منهم إلى النزوح مرات، لافتة إلى أنه من الصعب تحديد أرقام أكثر دقة بسبب القتال الدائر وأوامر الإخلاء المتواترة، وفقا لرويترز.
وتعد مدينة رفح في جنوب القطاع على الحدود مع مصر هي الأكثر ازدحاما حاليا.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إن عدد سكان رفح زاد إلى 4 أمثال تقريبا ليصل إلى أكثر من 1.2 مليون شخص منذ بداية الصراع.
ولجأ سكان غزة إلى أماكن مكتظة مما ساهم في انتشار الأمراض المعدية، إذ يحتمي عشرات الآلاف بخيام بدائية مصنوعة يدويا وبأغطية بلاستيكية لا تقيهم تقلبات الطقس.
توقف 36 مستشفى
فيما تقول منظمة الصحة العالمية إن «معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفي توقفت عن العمل. وأضافت أنه لا يعمل من هذه المستشفيات جزئيا إلا 15 منها فقط وتعاني من ضغط العمل بنحو ثلاثة أضعاف طاقتها بغير ما يكفي من وقود أو إمدادات طبية.
ولا توجد مختبرات تعمل في غزة، مما يقيد بشدة قدرة الأطباء على تشخيص حالات المرضى.
انتشار الأمراض المعدية
وكشف ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية «ارتفاع عدد حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة، والتي بلغت أعلى 20 مرة في نوفمبر 2023 مقارنة بمتوسط العام السابق»- على حد قوله-.
وتقول الوكالة التابعة للأمم المتحدة إنه «جرى اكتشاف حالات إصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (إيه)، وهي عدوى كبدية قد تنتقل عن طريق الأغذية والمياه الملوثة»
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أمس الخميس «الظروف المعيشية غير الإنسانية ستسمح بمفاقمة انتشار الالتهاب الكبدي (إيه)، فلا يوجد تقريبا مياه نظيفة ومراحيض نظيفة ولا قدرة على الحفاظ على نظافة المكان المحيط».
الغذاء والماء والمساعدات
وأوقفت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع واردات الغذاء والعقاقير والطاقة والوقود إلى غزة مع بداية العدوان، لكنها سمحت فيما بعد بدخول شحنات عبر بعض المعابر، في حين أن مسؤولي الإغاثة يقولون إن «التفتيش الأمني والقتال وصعوبة التحرك عبر منطقة تدور فيها حرب تعرقل عملياتها بشدة».
وتقول الأمم المتحدة إن «ما يدخل من غذاء إلى غزة ليس سوى جزء صغير مما يتطلبه الأمر لتلبية الاحتياجات الأساسية»
وصرحت منظمة الصحة العالمية بأنها «اضطرت إلى إلغاء شحنات مساعدات كانت تعتزم إرسالها في الأسابيع القليلة الماضية بعد عدم حصولها على ضمانات أمنية».
إسرائيل تتهم مصر بمنع دخول المساعدات
وكان فريق الدفاع الإسرائيلي قد حاول التهرب من الاتهامات التي رصدتها جنوب أفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية، بمنعها لدخول المساعدات بإلقاء المسؤولية على مصر اليوم الجمعة. وادعى المسؤولون الإسرائيليون مسئولية مصر الكاملة عن معبر رفح، وزعموا أن السلطات المصرية هي المسئولة عن دخول المساعدات دون موافقة تل أبيب.
فيما وصف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، ما قاله فريق الدفاع الإسرائيلي بأنه «تهافت وكذب»، قائلا إن «كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، قد أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع».
وقال رشوان «عندما وجدت دولة الاحتلال نفسها أمام محكمة العدل الدولية متهمة بأدلة موثقة بهذه الجرائم، لجأت إلى إلقاء الاتهامات على مصر في محاولة للهروب من إدانتها المرجحة من جانب المحكمة».
اقرأ أيضا
وزير الدفاع المصري يوجه رسالة حازمة بشأن غزة
لماذا يثير نزوح الفلسطينيين في حرب غزة قلق العرب والأمم المتحدة؟
للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون