«خليجيون»| الفشل يتربص بخطة سلام أوروبية بين إسرائيل والفلسطينيين
استبعد محللون فلسطينيون نجاح مقترح أوروبي بخارطة طريق لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تبدأ بعقد مؤتمر سلام بين إسرائيل وبين السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وهي مبادرة تتزامن مع دخول الحرب على غزة يومها السادس بعد المائة وسط استمرار القصف والاشتباكات في مناطق متفرقة من القطاع.
وتقول المحللة السياسية الفلسطينية د.تمارا حداد، إن هذا «المؤتمر محكوم عليه بالفشل المسبق»، شارحة في تصريح إلى«خليجيون» بالقول إن «النظرة الأوروبية الإقصائية للمقاومة الفلسطينية، ترمي إلى تشكيل سلطة مدنية معاشية دون أي مجابهة أو مقاومة على أرض الواقع».
خارطة طريق أوروبية من 10 نقاط
ومع تعثر جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تشير التسريبات إلى «خارطة طريق» من عشر نقاط أعدها مسؤول الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لم تنشر بعد، ومن المقرلا أن يناقشها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع يوم الاثنين. ومن بين بنود خارطة الطريق عقد مؤتمر دولي يضم الفاعلين الرئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والسعودية ومصر والأردن والجامعة العربية والأمم المتحدة، وفق «يورونيوز».
وفي حين تغيب حماس من حسابات المبادرة الأوروبية ومؤتمرها المحتمل، من المزمع أن يكون «المشاركون على اتصال دائم مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين»، لكن الطرفين لن «يضطرا في البداية إلى الجلوس وجها لوجه»، وحسب «يورونيوز» سيكون أمام المؤتمر عام واحد لوضع إطار لخطة السلام، مع الأخذ في الاعتبار آراء جميع الأطراف المعنية، إضافة إلى قرارات الأمم المتحدة وجهود الوساطة السابقة.
عاجل / تصريح ناري لنائب رئيس حركة فتح القائد الوطني الشريف محمود العالول " ابو جهاد " pic.twitter.com/id7wtbDLEO
— حركة فتح - الصفحة الرسمية (@fateh_pal65) January 19, 2024
وتتزامن تسريبات خارطة الطريق الجديدة مع إعلان الاتحاد الأوروبي، الجمعة، فرض عقوبات على حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وإدراج 6 أفراد على «قائمته السوداء» لتجميد الأصول وحظر التأشيرات، كما أعلن الاتحاد أنه قد يستهدف بالعقوبات من يدعمون الحركتين بالمال.
ورغم المآخذ على هذا الطرح، إلا أن المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع يرى في تصريح إلى «خليجيون» أن المبادرة الأوروبية المحتملة تمثل تطورًا مهمًا وكبيرًا، خاصة مع غياب المسار السياسي الواضح منذ سنوات، مشيرا إلى أهمية أن يستعد الفلسطينيون للتعامل مع هذا التطور.
لكن تمارا حداد تقول لـ«خليجيون» عدت المعضلة الرئيسية «في الجانب الإسرائيلي الذي يعرقل جهود السلام دائما، ويتنصل من الاتفاقيات الساعية لحل القضية الفلسطينية، ويتهرب من أي مؤتمر لترسيخ أفق سياسي للشعب الفلسطيني حتى لا تتحقق الدولة الفلسطينية بحدود جغرافية معترف بها».
ويوم الجمعة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليست مستحيلة في ظل حكم نتنياهو مضيفا أنه بحث معه الأمر. وأشار إلى أن رئيس وزراء إسرائيل لا يعارض هذه النوعية من الحلول التي «يمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة».
3 خيارات أمام الفلسطينيين
وتخرج المحللة السياسية الفلسطينية تمارا حداد بخلاصة، في تصريح إلى «خليجيون»، قائلة إن «الاحتلال يريد أرضا دون شعب واستكمال حلم دولة يهودية، بما يقطع الطريق أمام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني»، مضيفة: «يريدون حسم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتخيير الشعب بين التهجير الطوعي القسري أو الضمني، وبين القتل، وبين العيش مسالما دون مقاومة أو نضال لتحقيق الهدف الأسمى وهو التحرر الوطني الفلسطيني».
أما وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني، فقال إن «رفض نتنياهو لحل الدولتين هو قضية انتخابية بالنسبة له، فهو يقدم نفسه للمجتمع الإسرائيلي على أنه الوحيد الذي يمنع قيام دولة فلسطينية». وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتقد أنه بهذا التصعيد في موقفه «يحمي نفسه ويحمي مستقبله السياسي ويدعم موقفه في مواجهة الضغوط التي ستمارس عليه لإجراء انتخابات مبكرة بعد انتهاء الحرب في غزة».
وفي آخر حصيلة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبرالماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 24 ألفًا و927 شهيدًا، و62 ألفًا و388 مصابًا.
اقرأ المزيد:
نتنياهو يناور بدولة فلسطينية «منزوعة السلاح».. وأوروبا تتهمه بـ«تمويل» حماس
اتفاق بين الاحتلال وحماس بوساطة قطرية.. المساعدات مقابل الأدوية