«خليجيون»| هل فشلت قمة «إيغاد» مع غياب أطراف الصراعات؟
يعتقد مراقبون أن القمة الطارئة لهيئة «إيغاد» لم تحقق أي نتائج إيجابية فيما يخص الصراع الأهلي في السودان، وأزمة إثيوبيا والصومال، لافتين إلى أن غياب أطراف النزاع زاد الأمور تعقيدًا مع توقعات باستمرار تلك الأزمات عام مقبل على الأقل.
وأعلن الجيش السوداني رفضه حضور قمة إيجاد التي عقدت في أوغندا أول أمس الخميس، رغم حضور قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب (حميدتي)، والذي التقى مبعوثين أمميين وأوروبيين، مبديا استعداده وقف الحرب، والدخول في مفاوضات تُنهي الأزمة تلك الأزمة
تصريحات حميدتي جاءت خلال لقاءين أجراهما، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيتا ويبر، على هامش انعقاد «إيجاد».
وفي المسار نفسه، اتجهت الصومال التي ربطت قبول أي وساطة، بانسحاب إثيوبيا من الاتفاق البحري الذي وقعته مع صومالي لاند.
وفي أول يناير الجاري، وقعت إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي مذكرة تفاهم تمنح بمقتضاه الأخيرة أديس أبابا إمكانية استئجار جزء من ميناء بربرة على خليج عدن لمدة 50 عاما وإقامة قاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بأرض الصومال دولة مستقلة.
صراع شخصي
يعتقد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور السيد شلبي في تصريح إلى «خليجيون»، إن فشل قمة إيجاد كان متوقعًا، كما فشلت العام الماضي، خاصة بالنسبة للقضية السودانية التي يغلب عليها تعنت كبير بين طرفي النزاع، لافتا إلى أن الصراع العسكري السوداني لن يتوقف حتى يتنازل طرف عن الحكم.
وأشار شلبي إلى أن «البرهان وحميدتي بينهما صراع شخصي بعيدا عن مصلحة الشعب السوداني»، لذلك فهم في قتال بمعركة وجود يدفع ثمنها شعب السودان من دمار وتخريب.
وشدد شلبي على «ضرورة تفاوض طرفي النزاع السوداني، لاسيما أن المعارك توسعت دوائرها وبلغت المدنيين بعدما عكف البرهان إلى تسليمهم أسلحة لمشاركته في مواجهة حميدتي، وهو ما يقابله رد فعل من ميليشا الدعم السريع بقتل المدنيين وسلب ممتلكاتهم»، على حد قوله.
وفشل قادة «إيجاد» في الخروج بقرارات من شأنها إنهاء أزمة السودان، إذ عبروا في بيان عن قلقهم إزاء استمرار القتال، مجددين دعواتهم إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء الحرب التي وصفها البيان الختامي للقمة بالظالمة، وتؤثر على السودانيين تمهيداً للمضي قدماً نحو الحوار السياسي».
3 قمم لم تنهي أزمة السودان
واعتبرت الدكتورة أماني الطويل مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن المفاوضات الأفريقية والعربية لن تضع حلولا جذرية لأزمة السوادان و الخلاف الحديث بين الصومال وإثيوبيا، مشيرة في تصريح إلى «خليجيون» إلى أنه «مع فشل قمة إيجاد للمرة الثانية في حل أزمة السودان فضلا عن قمة جدة مؤشر واضح بأن تلك القمم مجرد توصيات غير مؤثرة على تلك الأزمة.
وفي يوليو الماضي رفض وفد السودان الرسمي المشاركة في اجتماع إيجاد، فيما حضر ممثل الدعم السريع يوسف عزت على الطاولة الرئيسية للقمة وأمامه علم السودان ومن خلفه قيادات القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري.
وفيما يخص الخلاف الصومالي الإثيوبي، قالت الطويل: «الصومال لديها الحق الكامل فلا مفاوضات على حقوق معلومة ومعروفة وعليها أن تدخر إمكانياتها لمنع إثيوبيا من تدشين قاعدة عسكرية أو الحصول على منفذ بحري في صومالي لاند»، موضحة أن «شح مقومات قمة إيجاد في بسط شروط وإملاءات على المتنازعين يضعف من هيبتها وقدرتها على إيجاد حلول مناسبة ومرضية لكل الأطراف».
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي بعد توتر على مدى أسابيع بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
ويشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية على عدد من مقار قوات الدعم السريع في مدينتي نيالا بجنوب دارفور والجنينة في الغرب. ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن شهود عيان القول إن الطيران الحربي يقصف لأول مرة مدينة الجنينة بـ«براميل متفجرة»، وإن الضربات استهدفت محيط مطار الشهيد صبيرة بشرق المدينة ولم تتسبب في إصابات بين المدنيين.
اقرأ أيضا
«البراميل المتفجرة» تعقد «الحل الأفريقي» في السودان
معارك السودان تصل محطة المواقع الأثرية
للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون