وسط الجحيم.. طفل يولد كل 10 دقائق في غزة
«في غزة يُولد طفل كل 10 دقائق تقريبًا وسط الجحيم، والجميع معرضون للموت في أي وقت».. كان هذا نداء إنساني أطلقته المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» تيس إنغرام.
تقول المتحدثة إن إحدى الممرضات «أجرت عمليات قيصرية لـ6 نساء متوفيات في غزة، وقالت إن حالات الإجهاض تزداد»، كما أن «وضع الحوامل وحديثي الولادة في قطاع غزة لا يصدق، يحتاجون للوقف الإنساني لإطلاق النار».
وأفادت «اليونيسف» بتسجيل نحو 20 ألف ولادة منذ بدء العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة في 7 أكتوبر. وأكدت صعوبة الوصول إلى المساعدات أدت إلى إجراء عمليات قيصرية دون تخدير، بينما لم تتمكن نساء أخريات من ولادة أطفالهن الذين يموتون في الأرحام بسبب الضغط الزائد على الطواقم الطبية.
وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، قالت تيس إنغرام، عبر الفيديو من عمان «تواجه الأمهات تحديات لا يمكن تصورها في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة والتغذية والحماية قبل الولادة وأثناءها وبعدها». وأضافت أن «تصبحي أما يجب أن يكون وقتا للاحتفال. أما في غزة، فهو طفل آخر يولد في الجحيم».
"أجرت الممرضة عمليات قيصرية لـ6 نساء متوفيات في #غزة وقالت لي إن حالات الإجهاض تزداد.
يولد طفل واحد في هذا الجحيم كل 10 دقائق تقريبا.
وضع الحوامل وحديثي الولادة في قطاع غزة لا يصدق، إنهم يحتاجون للوقف الإنساني لإطلاق النار".
-تيس إنغرام، منظمة اليونيسف.https://t.co/TWHkeaGXxg pic.twitter.com/mrk2EIvRja
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) January 19، 2024
وضع يفوق التصديق
تقول الأمم المتحدة إنها تحاول مساعدة النساء والأطفال الأكثر ضعفًا في غزة، من خلال توصيل تركيبة الحليب والمكملات الغذائية للأمهات اللاتي لا يستطعن الرضاعة الطبيعية، إلى جانب الإمدادات الطبية للفرق الطبية المنهكة، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير.
وأوضحت إنغرام التي عادت للتو من جنوب غزة، أن العاملين في المستشفى الإماراتي المكتظ في رفح اضطروا إلى إخراج الأمهات من المستشفى في غضون ثلاث ساعات بعد إجراء العملية القيصرية، وهو وضع «يفوق التصديق ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية».
وأضافت أن القصف المستمر والنزوح «يؤثران بشكل مباشر على الأطفال حديثي الولادة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات نقص التغذية ومشاكل النمو وغيرها من المضاعفات الصحية».
حوالي 135 ألف طفل دون سن الثانية معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن، وسط ظروف «غير إنسانية» بالملاجئ
وقالت المسؤولة الأممية إن حوالي 135 ألف طفل دون سن الثانية معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن، وسط ظروف «غير إنسانية» بالملاجئ المؤقتة وسوء التغذية والمياه غير الآمنة، مشيرة إلى «رؤية أطفال حديثي الولادة وهم يعانون، بينما تنزف بعض الأمهات حتى الموت».
حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي في غزة
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن القلق من تأكيد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي في غزة. وقال إن «الظروف المعيشية غير الإنسانية، حيث بالكاد توجد مياه نظيفة ومراحيض نظيفة و(تتعذر) إمكانية الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة، ستمكن من انتشار التهاب الكبد A بشكل أكبر، وتسلط الضوء على مدى خطورة البيئة (هناك) بشكل هائل لنشر الأمراض».
يتشارك 500 شخص في مرحاض واحد، ويضطر أكثر من 2000 شخص إلى استخدام حمام واحد، مما يزيد من خطر انتشار المرض
ويتشارك 500 شخص في مرحاض واحد، ويضطر أكثر من 2000 شخص إلى استخدام حمام واحد، مما يزيد من خطر انتشار المرض، بحسب أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في المتوسط.
وأفادت المنظمة بارتفاع حاد في التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وبأن حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 كانت أعلى بـ 26 مرة، مما جرى تسجيله عن نفس الفترة من عام 2022.
انهيار القطاع الصحي
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد، الجمعة، في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، إن الناس يتم دفعهم إلى أماكن أصغر من أي وقت مضى، حيث يقيمون في ملاجئ مكتظة مع عدم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، أو إلى مراحيض.
وأضاف المسؤول الأممي أن شريحة كبيرة من السكان في غزة بمن فيهم الأشخاص الذين أصيبوا وتعرضوا للقصف، «يحتاجون إلى مساعدة طبية فورية». وأشار إلى أن مجمع ناصر الطبي في خان يونس لم يبق فيه سوى طبيبين في قسم الطوارئ مقارنة بـ 24 طبيبا قبل الحرب، مع وجود 14 سريرا فقط للعناية المركزة اليوم، مقارنة بـ 45 سريرا، وأربعة ممرضين فقط من أصل 20 قبل التصعيد.
بدوره، أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد باستشهاد ما يقرب من 25 شخص فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، يُعتقد أن 70% منهم من النساء والأطفال، كما أصيب ما لا يقل عن 61، 500 آخرين، في حين يوجد عدة آلاف آخرين تحت الأنقاض، ويفترض أن العديد منهم ماتوا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن 1، 9 مليون شخص اضطروا إلى النزوح داخل القطاع بسبب القصف والغارات.
اقرأ أيضًا:
الأوبئة والمجاعة تطارد سكان غزة جراء العدوان
4 مسارات تحدد موقف الإمارات من غزة
رسالة مصرية إلى مجموعة السبع بشأن غزة
للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون