أول رد سعودي بعد فشل «خطة التطبيع» الأميركية
جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود موقف بلاده بأنه لا يمكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية، وذلك بعد أقل من أسبوع من رفض إسرائيل مبادرة أميركية تقضي بتطبيع سعودي مع الاحتلال الإسرائيلي في مقابل قيام دولة فلسطينية.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، جمدت المملكة العربية السعودية جمدت التي تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وبين هذا الإجراء توجها إلى إعادة تفكير سريعة في أولويات سياستها الخارجية مع تصاعد العدوان، إذ دفع الصراع المملكة إلى التعامل مع إيران.
سيكون التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية جائزة كبرى لإسرائيل بعدما أقامت علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب، وقد يحدث تحولا في الجغرافيا السياسية بالشرق الأوسط.ترى السعودية أن التطبيع خطوة رئيسية لتأمين ما تعتبره الجائزة الحقيقية في المقابل وهو اتفاق دفاعي أميركي.
لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أعلن رفضه هذا الأسبوع «الخطة الأميركية للتطبيع السعودي مقابل إقامة الدولة الفلسطينية». واقترح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تطبيع السعودية العلاقات مع الاحتلال الإسرائيل مقابل موافقة القدس على تزويد الفلسطينيين بمسار نحو إقامة الدولة، حسب شبكة «إن بي سي نيوز».
اقتراح كبير الدبلوماسيين الأميركيين بعدما حصل على التزامات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 4 قادة عرب آخرين للمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة بعد الحرب ودعم عودة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها إلى القطاع، حسبما ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» الإخبارية..
فيصل بن فرحان ولن يتحقق الاستقرار إلا من خلال حل القضية الفلسطينية
وردا على سؤال عن عدم إمكان إقامة علاقات طبيعية دون مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية قابلة للبقاء، قال الوزير السعودي «هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك. لذا، نعم، لأننا بحاجة إلى الاستقرار. ولن يتحقق الاستقرار إلا من خلال حل القضية الفلسطينية»، وذلك في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) بثت يوم الأحد.
وكانت تصريحات وزير الخارجية جزءا من مقابلة تم تسجيلها على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد الأسبوع الماضي في دافوس بسويسرا، وبثتها (سي.إن.إن) يوم الأحد.
وقال الوزير إن تركيز السعودية ينصب في الوقت الراهن على الحد من تصعيد الصراع في غزة ووقف سقوط القتلى من المدنيين هناك. وأضاف «ما نراه هو أن الإسرائيليين يسحقون غزة والسكان المدنيين في غزة.. .لا حاجة لذلك أبدا وهذا غير مقبول على الإطلاق ويجب أن يتوقف».
ويعيد موقف الوزير السعودي التأكيد على تصريحات سابقة قال فيها إن المملكة قد تعترف بإسرائيل حال التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إقامة دولة للفلسطينيين، وهو رأي طموح في ظل عدم ظهور أي مؤشر على تراجع وتيرة العدوان. وقال الأمير فيصل خلال جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الثلاثاء الماضي «متفقون على أن إقرار السلام الإقليمي يشمل السلام لإسرائيل، لكن لا يمكن حدوث ذلك سوى من خلال تحقيق السلام للفلسطينيين عبر إقامة دولة فلسطينية».
وردا على سؤال عما إذا كانت المملكة يمكن أن تعترف بعد ذلك بإسرائيل في إطار اتفاق سياسي أوسع، أجاب "بالتأكيد".
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 25 ألفا استشهدوا وإن ما يزيد عن 62 ألفا أصيبوا حتى الآن في الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي جاءت بعد هجوم شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر.