تجاوب عربي مع الخطة الأوروبية حول غزة
يبحث اجتماع في بروكسل، اليوم الإثنين، بمشاركة عربية وإسرائيلية الخطة الأوروبية حول غزة، بالتزامن مع دعوات غربية لوقف الحرب على القطاع، بعدما وصل عدد الضحايا إلى 25 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر الماضي.
اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، في بروكسل يركز بشكل رئيسي على الوضع في الشرق الأوسط، وذلك بعد 15 أسبوعا على بدء الحرب في غزة، ويتزامن مع مخاوف متزايدة من توسع رقعة الصراع في المنطقة.
ويشارك في الاجتماع وزير الخارجية الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي بشكل منفصل، كما سيحضر أيضًا وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية. ويعقد اجتماع بروكسل غداة تجاوز حصيلة القتلى في غزة 25 ألفا حسب وزارة الصحة المحلية التابعة لحماس.
ما هي الخطة الأوروبية بشأن غزة؟
وقبل الاجتماع أرسل السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.
جوهر الخطة يتضمن دعوة لعقد «مؤتمر تحضيري للسلام» ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضًا للمشاركة في عقد المؤتمر.
ويعقد المؤتمر حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة، لكن الوثيقة تشير إلى أنه سيتم التشاور مع الطرفين في كل خطوة من المحادثات، حيث يسعى المندوبون إلى وضع خطة سلام. كما توضح الوثيقة الداخلية أن أحد الأهداف الرئيسية لخطة السلام ينبغي أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة «تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن».
ويعترف مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأن المسؤولين والدبلوماسيين الإسرائيليين لا يبدون في الوقت الراهن أي اهتمام بما يسمى بحل الدولتين، لكنهم يصرون على أنه الخيار الوحيد للسلام طويل الأمد.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن «إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان أنها لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل، وهو مطلب يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية».
وتقترح وثيقة الاتحاد الأوروبي أيضًا على المشاركين في مؤتمر السلام أن يوضحوا «التداعيات» لكلا الجانبين، اعتمادًا على ما إذا كانوا يقبلون أو يرفضون الخطة التي يجري الاتفاق عليها خلال المؤتمر. ولم تذكر الوثيقة ما هي هذه التداعيات.
ويعد الاتحاد الأوروبي مزودًا رئيسيًا للمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، ولديه اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع إسرائيل تتضمن منطقة تجارة حرة. واقترح بعض المسؤولين سرًا إمكانية استخدام هذا الأمر للتأثير على إسرائيل.
هل تقبل جميع دول أوروبا بخطة السلام؟
ولكن لم يتبين بعد ما إذا كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستوافق على مثل هذه الفكرة، إذ إن ألمانيا والنمسا والتشيك والمجر من أوثق الحلفاء لإسرائيل.
وفي حين تغيب حماس من حسابات المبادرة الأوروبية ومؤتمرها المحتمل، من المزمع أن يكون «المشاركون على اتصال دائم مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين»، لكن الطرفين لن «يضطرا في البداية إلى الجلوس وجها لوجه»، وحسب «يورونيوز» سيكون أمام المؤتمر عام واحد لوضع إطار لخطة السلام، مع الأخذ في الاعتبار آراء جميع الأطراف المعنية، إضافة إلى قرارات الأمم المتحدة وجهود الوساطة السابقة.
وسبق أن استبعد محللون فلسطينيون في تصريحات إلى «خليجيون» نجاح المقترح الأوروبي، حيث قالت المحللة السياسية الفلسطينية د.تمارا حداد، إن هذا «المؤتمر محكوم عليه بالفشل المسبق»، بالنظر إلى أن «النظرة الأوروبية الإقصائية للمقاومة الفلسطينية، ترمي إلى تشكيل سلطة مدنية معاشية دون أي مجابهة أو مقاومة على أرض الواقع».
وسبق أن قال الأكاديمي والبروفسور الفرنسي جان بيير فيليو في مقال بصحيفة «لوموند» الفرنسية إن مصير أوروبا عام 2024 سيتقرر في قطاع غزة، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعول على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيبذل قصارى جهده لإطالة أمد الحرب على غزة، مما ستكون له آثار كارثية على الاتحاد الأوروبي سواء في علاقته بالشرق الأوسط.
ويعرف المؤرخ من تجربة الخاصة كيف تتصالح الآراء تدريجيا مع النزاعات التي تستقر على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه يمكن ملاحظة أن الحرب في غزة أصبحت شائعة.
ويوضح الأكاديمي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يراهن بثبات على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والذي منحه دعما غير مشروط من 2017 إلى 2020، لكنه تساءل: «كيف يمكن للاتحاد الأوروبي بناء على القانون ومعاييره، أن يأمل في الحفاظ على استقراره وازدهاره إذا تم انتهاك القانون ومعاييره؟».
اقرأ أيضًا:
«خليجيون»| الفشل يتربص بخطة سلام أوروبية بين إسرائيل والفلسطينيين
نتنياهو يناور بدولة فلسطينية «منزوعة السلاح».. وأوروبا تتهمه بـ«تمويل» حماس