العراق يحسم مصير وجود التحالف الدولي لمحاربة داعش على أراضيه
تناول اتصال هاتفي بين محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، اليوم الإثنين، وديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني، مصير التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش على أراضيه.
وشدد «السوداني» في اتصال مع «كاميرون» على ضرورة وقف العدوان في غزة، والعمل الدولي المشترك للحيلولة دون اتساع دائرة الصراع.، وفق وكالة الأنباء القطرية «قنا».
وتناول الاتصال موقف العراق من وجود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش على أراضيه في ضوء تنامي قدرات القوات العراقية في بسط الأمن والاستقرار.
وحذر السوداني، بحسب بيان صادر عن مكتبه، من انعكاسات ما يجري للشعب الفلسطيني على الأوضاع في عموم المنطقة.
من ناحيته أكد كاميرون استمرار جهود بريطانيا لتطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وشدد على دعم بريطانيا لأمن واستقرار العراق، وتأييدها للجهود المبذولة لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
رئيس الوزراء العراقي يبحث هاتفيا مع وزير خارجية #بريطانيا الأوضاع في #غزة والمنطقة#قنا #العراقhttps://t.co/y4lH09p8hM pic.twitter.com/RaERu125sq
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) January 22, 2024
حملة جديدة
يبدو أن تنظيم «داعش» يستعد لعودة مفاجئة في مناطق سيطرة سابقة في العراق وسوريا، لاسيما الأولى التي بدأت الاستعداد لعملية عسكرية موسعة بغطاء جوي في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، بسب بيان لخلية الإعلام الأمني في العراق.
ولا يزال هناك خطر كامن لدى العراقيين رغم التحصينات وتحسن الوضع الأمني نسبيًا، نظرًا لوجود خلايا نائمة لتنظيم داعش وتنظيمات أخرى، إذ يشير تقرير للأمم المتحدة نشر في صيف العام 2023، إلى أن «عمليات» التنظيم «اقتصرت على المناطق الريفية، بينما كانت الهجمات في المراكز الحضري».
ويرى اللواء حمدى بخيت المحلل الاستراتيجي أن جميع التنيظيمات المسلحة في العراق والشرق الأوسط تحديدًا القائمة على أسس دينية وعقائدية «هي صناعة المخابرات الأميركية والبريطانية والدول الغربية التي لها اهتمامان بعدم استقرار المنطقة من الخارج يتم استدعائها في الوقت المناسب».
«داعش» لم ينته
في نهاية سبتمبر، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن فكرة وأيديولوجية «داعش» ما تزال موجودة في العراق وسوريا، مشددًا على ضرورة الحذر في كل الأوقات.
وذكر حسين، في لقاء خاص مع «سكاي نيوز عربية»، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ78 في نيويورك: «داعش كمنظمة إرهابية تتحرك هنا وهناك، ولكن في الساحة العراقية المنظمة ضعيفة جدا».
ويفسر الخبير الاستراتيجي اللواء حمدى بخيت في اتصال مع «خليجيون» ظهور تنظيم الدولة في هذا التوقيت تحديدًا لمواجهة النفوذ الإيراني والشيعة ممن يشنون الهجمات على القواعد الأميركية في العراق، والحاجة لاستدعاء تنظيمات خاملة للرد على تلك الهجمات نيابة عن الجيش الأميركي، لافتًا إلى وجود ثلاث دول في العراق كردية في الشمال وشيعية في الوسط وسنية في الجنوب.
بينما يرى بخيت أن «تنظيم داعش المحسوب على السنة يتم استخدامه في أوقات معينة ينشط فيها وهو لا ينتهي لأنه صناعة أميركية وبريطانية»، مؤكدًا أن «التنظيمات الدينية ستبقى في العراق وأي بلاد أخرى طالما تسمح بتحكم أطراف أو دول أخرى في البلاد مستشهدا بالنفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وأن تلك البلاد لن تستقر حتى تستقل بقرارها السياسي».