خليجيون| البورصة المصرية تحقق «قفزات تاريخية» وتوقعات «قياسية خضراء»
رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد، تعيش البورصة المصرية أفضل أوقاتها بعدما حققت «قمة تاريخية» خلال جلسات الأسبوع الثالث من يناير، فيما توقع خبراء مال وتداول استمرار قفز المؤشرات في قادم الأيام.
وكسر المؤشر الرئيسي مستوى 28 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه مرتفعًا بنسبة 12.7% خلال أول 22 يومًا من عام 2024، وسط استمرار وصول قيم التداول لمستويات غير مسبوقة لتتجاوز 8 مليارات جنيه بجلسة الإثنين.
فسر لـ خليجيون» الدكتور ماجد فتوح خبير الأسواق المالية قفزات البورصة المصرية بسبب رئيسي ترتب عليه ظروف مكنت سوق المال المصري من الانطلاق، وهو انخفاض قيمة العملة المصرية، لافتا أن السوق المصرية ارتقعت خلال 12 شهر.
هيمنة محلية وموجة شراء عربية
وهيمن المستثمرون المحليون على قرابة 92% من تعاملات البورصة المصرية بجلسة الإثنين، بصافي مبيعات 45.4 مليون جنيه، وكذلك اتجه المستثمرون العرب أيضا نحو البيع بصافي 19.4 مليون جنيه، بنسبة 6.6% من التعاملات.
وفي المقابل اتجه المستثمرون الأجانب نحو الشراء في البورصة المصرية بصافي 64.8 مليون جنيه، بواقع 1.4% من التداولات.
انخفاض سعر الجنيه
وانخفض سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية ليتجاوز سعر الدولار 60 جنيهًا - وفقًا لتحديثات تطبيقات وأخبار محلية - وجاءت هذه الزيادة في أعقاب انخفاض موارد الدولة الدولارية نتيجة تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 40% بسبب التوترات السياسية في البحر الأحمر، وكذلك انخفاض أعداد السياح لمدن البحر الأحمر.
ويري المحلل المالي في اتصال مع «خليجيون» أن انخفاض قيمة الجنيه أدى لارتفاع ارباح الشركات القادرة على التصدير بالدولار وجني حصيلة ضخمة من السيولة المحلية.، مثل شركات الحديد والأسمدة وبالتالي ارتفاع معدلات ربحيتها بشكل غير مسبوق.
كما ساق فتوح سببا أخر لانتعاش سوق المال المصري، وهو تحقيق شركات أخرى أرباحا ضخمة نتيجة رفع اسعار السلع مع وجود مخزون سنوي ضخم مثل شركات الألبان وتحقيق قفزة ضخمة في نتائجها المالية نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها وربحية كبيرة للمخزون السلعي لديها.
في المقابل قال رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العربية (ثمار) لتداول الأوراق المالية، عادل عبد الفتاح، إن انخفاض سعر صرف الجنيه في السوق الموازية دفع مؤشرات البورصة المصرية للصعود لمستويات غير مسبوقة خلال هذا الأسبوع، موضحًا أن انخفاض سعر الجنيه يترتب عليه إعادة تقييم أصول الشركات المقيدة، مما يجعلها مغرية أمام المستثمرين بسوق المال ويدفعهم لوضع طلبات للشراء.
ارتفع مؤشر البورصة المصرية الرئيسي «EGX30" بنسبة 12.68% خلال أول 22 يومًا من عام 2024 ليصل إلى مستوى 28050 نقطة لأول مرة في تاريخه، وقفز مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة "EGX70»" بنسبة 18.5% ليصل إلى مستوى 6485 نقطة، وربح رأس المال السوقي 260 مليار جنيه (8.4 مليار دولار) ليقترب من مستوى 2 تريليون جنيه (64.7 مليار دولار).
وأشار المحلل المالي ماجد فتوح إلى ارتفاع القدرة الشرائية في مصر (ليس بسبب الدخول ولكن لزيادة المعروض بالجنيه المصري) نتيجة انخفاض قيمة الفائدة مقابل التضخم، ما أدى إلى عزوف عن ايداع الأموال في البنوك والاتجاه إلى البورصة كملاذ جاذب للاستثمار وآمن على غرار الذهب.
الوقت مناسب لجذب الأموال الساخنة
ويرى فتوح أن الوقت مناسب جدا لجذب الأموال الساخنة والاستثمارات للسوق المصري بسبب ربحيته العالية ضاربا مثلا «أن سعر سهن البنك التجاري الدولي كان بقيمة 4 دولارات واليوم سعره (دولارواحد و30 سنت) السوق المصري نزل بقيمة الدولار 50% وارتفع بقيمة الجنيه وهي معادل تغري أي مستثمر أجنبي. ووجه فتوح نصيحة للمتعاملين الجدد قائلا ( لاتحتفظوا بالجنيه وضعوه في أي استثمار أو أصول)
وحققت الشركات المدرجة بالبورصة المصرية، صافي أرباح بلغت 178 مليار جنيه (5.8 مليار دولار) خلال أول 9 شهور من عام 2023 مقابل 139 مليار جنيه (4.5 مليار دولار) خلال نفس الفترة من عام 2022، ومقابل 69 مليار جنيه (2.2 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها من عام 2021، وفقًا لتقرير البورصة المصرية السنوي.
اقرأ أيضا:
وأنهي الخبير المالي أنه «مع صعود منتجات الشركات وقوائما الربحية في السوق الرسمية ارتفعت الأسهم وصعدنا 28 ألف نقطة وسنصل لـ30 ألف نقطة وكان أكثر طموحاتنا 18%».