مصر تلوح بـ«اتفاقية السلام» مع إسرائيل أمام سيناريو احتلال فيلادلفيا
رد مسؤول مصري بلهجة عنيفة على تصريحات مسؤولين إسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية، واصفا تلك التصريحات بأنها «لاتخدم معاهدة السلام التي تحترمها مصر».
وإذ طالب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الجانب الإسرائيلي بأن «يظهر احترامه لاتفاقية السلام ويتوقف عن إطلاق التصريحات التي من شأنها توتير العلاقات الثنائية في ظل الأوضاع الحالية الملتهبة»، فإنه عد «أي تحرك إسرائيلي لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين «سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية - الإسرائيلية»، ومشيرا إلى أن مصر «قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها».
منذ اندلاع لعدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، يثير محو صلاح الدين «فيلادلفيا» توترا غير معلن بين مصر وإسرائيل في ضوء رغبة إسرائيلية في احتلال المحور، الممتد من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، التي تبلغ نحو 14 كيلومترا.
وعبر رشوان عن استغرابه أن «تتحدث إسرائيل بهذه الطريقة غير الموثقة عن ادعاءات تهريب الأسلحة من مصر لغزة، وهي الدولة المسيطرة عسكريا على القطاع وتملك أحدث وأدق وسائل الاستطلاع والرصد، وقواتها ومستوطناتها وقواتها البحرية تحاصر القطاع صغير المساحة من ثلاثة جوانب، وتكتفي بالاتهامات المرسلة لمصر دون أي دليل عليها».
إجراءات مصرية مع الأنفاق
وشرح المسؤول الحكومي المصري بالقول إن «الإدارة المصرية لاتخاذ خطوات أوسع للقضاء على هذه الأنفاق بشكل نهائي، فتم عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلو متر من مدينة رفح المصرية وحتى الحدود مع غزة، وتم تدمير أكثر من 1500 نفق، كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودي مع القطاع الممتد لـ 14 كيلو متر، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله 6 متر فوق الأرض و6 متر تحت الأرض»، مشيرا إلى وجود « ثلاثة حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية، يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض»
ووصف رشوان «إدعاء إسرائيل بأن عمليات التهريب تتم عبر الشاحنات التي تحمل المساعدات والبضائع لقطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح «لغو فارغ ومثير للسخرية»، موضحا أن «أي شاحنة تدخل قطاع غزة من هذا المعبر، يجب أولا أن تمر على معبر كرم أبو سالم، التابع للسلطات الإسرائيلية، والتي تفتش جميع الشاحنات التي تدخل إلى القطاع»
وحث رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر «الحكومة الإسرائيلية على إجراء تحقيقات جادة بداخل جيشها وأجهزة دولتها وقطاعات مجتمعها، للبحث عن المتورطين الحقيقيين في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من بينهم بهدف التربح»، شارحا بالقول ‘ن «العديد من الأسلحة الموجودة داخل القطاع حاليا هي نتيجة التهريب من داخل اسرائيل مثال بنادق M16 ونوعيات من الـ RPG، فضلا عن المواد ثنائية الاستخدام فى التصنيع العسكري للأجنحة العسكرية بالقطاع» ومشيرا إلى «التحقيقات التي تجري مع أفراد من الجيش الإسرائيلي، على خلفية اختفاء أسلحة او بيعها بالضفة الغربية ومنها ترسل إلى قطاع غزة».
ويوم الجمعة، زعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «مصر وافقت بشكل مشروط على عملية عسكرية إسرائيلية في محور فيلادلفيا بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، لمنع تهريب الوسائل القتالية عبره». وهو ما نفاه مصدر رسمي مصري في تصريح لوسائل إعلام محلية.
مصر رفضت مقترحا إسرائيليا بشأن فيلادلفيا
وفي وقت سابق هذا الشهر، نسبت وكالة «رويترز» إلى ثلاثة مصادر أمنية مصرية لم تسمها القول إن «مصر رفضت مقترحا إسرائيليا لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، (محور فلاديلفيا) وإن القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب».
ويقول الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بشير عبد الفتاح لـ«خليجيون» «من الواضح أن نتنياهو يتمسك بمخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، هو يتذرع بتسرب السلاح عبر الحدود مع مصر، وحماية أمن إسرائيل لذلك يريد احتلال معبر فلادلفيا».
ويرى بشير عبد الفتاح أن «مصر تدرك جيدا خطورة هذه الخطوة، وتنسق مع الأردن والسلطة الفلسطينية في هذا الملف، وهي حذرت مبكرا من أن أي مضي قدما في مخطط التهجير هو إضرار باتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية، وبالتالي عودة إلى مربع التوترات بين البلدين».
ومنذ بدء العدوان على غزة، تتعرضت الحدود المصرية إلى انتهاكات إسرائيلية وصفتها الأخيرة بـ«غير المقصودة»، ففي أكتوبر الماضي أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري في بيان «وقوع إصابات لبعض عناصر برج المراقبة الحدودي المصري بشظايا دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ».
وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر لا تقبله مصر ولن تسمح به، مشيرا إلى أن الفلسطينيين إذا خرجوا من أراضيهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى.
اقرأ المزيد:
مصر ترد على مزاعم إسرائيلية جديدة بشأن «فيلادلفيا»
نتنياهو يتلقى ردا مصريا جديدا على سيناريو احتلال «فيلادلفيا»
«خليجيون».. خاص| مصر تتجاهل تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا