في ثالث رواياتها.. نهلة العربي تطيب جراح المعنفات في ليبيا بـ«الهروب»
في روايتها الجديدة «الهروب»، تربت الكاتبة الليبية نهلة العربية بكلماتها على كتف «كل النساء المعنّفات في وطننا العربي، وبالأخص في وطني ليبيا».
والعمل الجديد، الصادر حديثا عن مكتبة الكون للطباعة والنشر والتوزيع، طرابلس - القاهرة، هو العمل الثالث للكاتبة الصحفية والروائية الليبية، إضافة إلى «الساحر» و«أثر الغائبين».
قصة كتبت من أجل النساء المعنّفات
وتقول نهلة العربي: «هذه القصة كتبت من أجل كل النساء المعنّفات في وطننا العربي، وبالأخص في وطني ليبيا. الحوادث الحقيقية التي تعرضت لها النساء في ليبيا قد لا تكون معروفة لدى البعض، ولكن الإحصائيات تظهر مقتل أكثر من 50 امرأة في حوادث عنف أسري».
وتهدي نهلة عملها للنساء اللائي عانين، فتقول: «لكِ سيدتي أكتب هذه الحكاية التي قد تكون نوعاً من الدعم وتشعرك بمدى قوتك الخفية التي ستظهر أمام الشدائد».
عن «الهروب».. وسامية
وتوضح العربي أن روايتها «الهروب» تتكون من 38 فصلاً، في 99 صفحة، 285 صفحة من القطع المتوسط، تدور أحداثها في العام 2013، عند بدأ عملية منع السيدات الليبيات من السفر دون محرم، حيث تبدأ الأحداث بمنع بطلة الرواية من السفر جواً لعدم وجود زوجها معها، وعدم وجود موافقة كتابية منه لسفر أبنتها للخارج».
وعن بطلة الرواية تقول نهلة العربي: «تتعرض سامية للتعنيف والضرب وحتى الاغتصاب باسم الشرعية الزوجية، وعندما يفيض بها الكيل، تقرر الهروب للخارج مع ابنتها التي كانت تعامل أيضاً بشكل سيء لمجرد أنها لم تولد ذكرا. تنطلق البطلة في رحلة طويلة وصعبة للخروج من ليبيا وبدأ حياة جديدة مناسبة لتربية ابنتها في أجواء نفسية أفضل، نتتبع معها رحلتها في خلق فرصة جديدة والبحث عن حياة مستقرة، في هذه الرواية بالذات، سنتتبع رحلة شخصية نسائية تتحول خلال الأحداث من امرأة معنّفة لشخصية قيادية».
وثيقة تاريخية تجسد معركة نضال لأجل نيل الحرية
وعلى صفحة «الحركة الثقافية الليبية الحديثة»، يقول الكاتب الليبي الشاب قصي البسطامي قبل صدور الرواية: «من خلال قراءتي للمخطوط تسرد الكاتبة احداث متتالية لبطلة روايتها سامية، التي عانت جراء الظلم لها ببيت زوجها وسلطة حماتها وبناتها وتحريض ابنها عليها، المعاناة التي عانتها بطلة الرواية تتشابه كثيرا مع قصص واقعية قد حدثت بالفعل، أجبرتها ظروف القهر على الهرب هي وابنتها من بيت زوجها والسفر خارج البلاد بعد أن اشتعلت الحروب في ليبيا».
ويوضح البسطامي: «أسلوب الكتابة بسيط وسلس يميل إلى الواقعية في سرد الأحداث.. .يمكن لأي قارئ أن يتخيل تفاصيل الرواية كأنها تجري أمامه».
ويضيف عن الرواية التي ستتاح في معرض القاهرة الدولي للكتاب: «تستعمل الكاتبة الأسماء لأبطال الرواية كدلالة رمزية تعكس تصرفات كل شخصية: نفيسة - سامية - خالد - زهرة.. .. كما أن الاهتمام بالأحداث والتقليل من حدة الاهتمام بالمكان، يضفي على الرواية تقنية سرد بوليسية، والذي جعلني أقول ذلك هي المواقف التي تعرضت لها من قبل الأمن في المطار، ثم الذهاب عبر حافلة تجاه القاهرة، والخلاف الذي دار بينها وبين السائق، حالة التوتر والخوف والهلع والغضب هي الغالبة على طابع السرد».
ويعتقد البسطامي أن «رواية الهروب ستكون بعد سنوات من صدورها وثيقة تاريخية تجسد معركة نضال لأجل نيل الحرية - فهل بعد سنوات من صدورها سيكون الحال افضل لتقرأ الأجيال القادمة ما كان يجري لنا الآن؟ أم سنبقى على هذا الحال؟ سؤال يطرح دائما وأتمنى ان تكون الأحوال أفضل مما نحن عليه وبالأخص من تتشابه ظروفها مع حال بطلة الرواية سامية».
نهلة العربي في سطور
نهلة صالح العربي هي صحفية وكاتبة ليبية، من مواليد العام 1982م، بمدينة طرابلس.
درست الأدب الإنجليزي العام 2006م. تعمل في مجال الصحافة، وكانت البداية من صحيفة «أويا»، ثم عملت في مجال تصميم أغلفة الكتب، وأول أعمالها في مجال التصميم غلاف رواية «كاشان» للكاتب أحمد البخاري.
اقرأ أيضا:
عبد السلام الفقهي لـ«خليجيون»: «المرآة والصورة» محاولة لاستنطاق جزء من ذاكرة النص الليبي